غيرة الإخوة من الأمور الطبيعية التي تحدث في كل بيت خصوصًا في مرحلة الطفولة وقد تبدأ الغيرة بمجرد عمل الطفل بأن هناك أخ آخر سيشاركه أبويه وسيشاركه الرعاية والاهتمام، لذلك نجد منه ردود أفعال وتصرفات تدل على غيرته هذه منذ فترة الحمل وتزداد حدتها بعد الولادة، خصوصًا مع إعارة المولود الجديد الاهتمام فما الحل، وكيف يمكن علاج الغيرة بين الأطفال؟
غيرة الإخوة من بعضهم
ترجع حدوث غيرة الإخوة في مرحلة الطفولة لعدة أسباب معروفة وواضحة أبرزها:
- شعور الطفل بأن كل الرعاية والاهتمام الذي كان يحصل عليهما من أبويه سيذهبان ويحل بدلاً منهما الإهمال والتجاهل لصالح المولود الجديد أو على الأقل سيأتي طفلاً جديدًا ليشاركه الحنان والاهتمام من والديه.
- تفضيل أحد الأبوين لطفل على الآخر بسبب تفوقه الدراسي أو لهدوئه أو حتى لشكله الأجمل أو لشعره الأصفر أو لبشرته البيضاء أو حتى لملابسه النظيفة طوال الوقت، مما يشعر الطفل الآخر بأنه منبوذ ولا أحد يحبه وعادة ما يبدأ الشعور بهذا من الأسرة وينمو لدى الطفل ما لم يتم معالجته لذلك هو يسعى دائمًا لاتخاذ ردود أفعال انفعالية غاضبة تبرز مدى غيرته وانزعاجه من تفضيل والديه لشقيقه عليه.
الغيرة بين الإخوة الكبار
الشعور بالغيرة بين الإخوة الكبار عادة ينتج من عقدة نفسية لأن غيرة الإخوة في مرحلة الطفولة شيء طبيعي يجب على الآباء معالجته وحله بسرعة، لكن تركه سيؤدي لزيادة الشعور بالنبذ والتجاهل لدى الطفل وانعدام شعوره بقيمته وثقته بنفسه وسيؤدي هذا إلى عقدة نفسية تستلزم استشارة الطبيب النفسي لأن الطبيعي أن الغيرة تتلاشى تدريجيًا كلما كبر الطفل ودخل في النضوج العقلي وتختفي تمامًا في مرحلة الشباب والاستقلال المادي والفكري، أما في حالة العقد النفسية فإنه كلما تقدم العمر كلما أصبحت أكبر ومعالجتها وحتى مجرد الحديث عنها أصعب وأكثر تعسرًا والمسئولية بأكملها ستقع على عاتق الوالدين في تكون هذه العقدة ووصولها لمراحل متطورة من التعقد.
غيرة الأخوات البنات
غيرة الأخوات البنات تنشأ إذا كانت إحداهن جميلة والأخرى أقل جمالا، ولأن سمة مجتمعاتنا الاهتمام بالفتاة الجميلة وإهمال الأقل جمالا تجد أن اهتمام الأسرة والأقارب بأكمله منصبًا على الجميلة مهملا الأخرى بطبيعة الحال نجد أن هناك غيرة تنشأ بين الأخوات بسبب هذه النقطة، والحل في هذه المسألة توزيع الاهتمام بالتساوي بين كافة الفتيات، والحديث عن مميزات الفتاة الأقل جمالا وتحفيز الجميلة لخلق إنجازات وبناء شخصيتها لا الاعتماد على جمالها فحسب لإفهامها أنه ليس بالجمال المظهري يصنع الإنسان لنفسه قيمة لأن هذه هبة ربانية ليس له فيها يد بينما من الأفضل أن يصنع الإنسان لنفسه مجدًا بما يضيفه لنفسه ولأسرته ومحيطه ومجتمعه من قيمة ونفع.
علاج الغيرة بين الأطفال
كما قلنا أن الغيرة بين الأطفال يجب أن يتم معالجتها من البداية وعدم تركها وتجاهلها أيضًا ليس من الطبيعي إجبار الأطفال على عدم الغيرة من أشقائهم بل على العكس يجب ترويض هذه الغيرة وتحويلها لطاقة إيجابية وفي نقاط سريعة نتحدث عن تصرفات يجب على الوالدين فعلها للحد من غيرة الإخوة في البيت:
- عدم المحاباة لطرف على حساب الآخر والتأكد على التعامل بعدالة وتوزيع الاهتمام بالتساوي في أبسط الأشياء.
- عدم مقارنة الطفل بشقيقه أبدًا حتى لا يكرهه أو يشعر أنه متفوقًا عنه مما يشعره دائمًا بالنقص والتمييز من أهله ضده بسبب هذا النقص
- عدم عتاب الطفل أو تأنيبه أمام شقيقه لأن هذا سيجعله دائمًا في موقف الضعف وسيجعله ينقم على معاملة والديه السيئة له بخلاف شقيقه الذي ينال معاملة حسنة ولا يوبخه أحد.
- عدم وضعهما في حلبة منافسة سويًا سواء في الناحية الدراسية أو التربوية وتفهم خصائص كل طفل ومميزاته وطبائعه والتعامل مع نفسية كل طفل على حدة.
خاتمة
تقع مسئولية غيرة الإخوة على عاتق الأبوين ويجب التصدي لهذه المسألة منذ البداية لعدم حدوثها من الأساس وذلك أسهل بكثير من معالجتها بعد الحدوث.