عملية تجميل الأنف صارت في السنوات الأخيرة واحدة من أكثر الجراحات شيوعاً في العالم، شأنها في ذلك شأن كافة عمليات التجميل الأخرى، مثل شد الجلد وعمليات قص المعدة بهدف التخلص من الكرش والحصول على جسد مثالي، وجميعها عمليات جراحية الهدف منها هو تحسين المظهر العام للإنسان، والحصول على إطلالة مميزة، ولذلك نجد النساء أكثر إقبالاً على من الرجال على هذا النمط من الجراحات بصفة عامة، و عملية تجميل الأنف على وجه الخصوص، وذلك لأن الأنف هو العضو الأبرز والأكثر تمركزاً بالوجه، ومن ثم فإن أي عيب خلقي أو تشوه يصيبه يؤثر على ملامح الإنسان بشكل عام، ولكن الخبراء يؤكدون ينصحون بجعل الجراحة حل أخير، لا يتم اللجوء إليه إلا إذا كانت الحالة تستدعي التدخل الجراحي فعلاً، أما إن كان العيب طفيف يمكن علاجة بحقن Radiesse، أو التغلب عليه بحيل المكياج ومستحضرات العناية بالبشرة فذلك سيكون أفضل.
أضرار ومخاطر عملية تجميل الأنف :
عدد الأطباء والخبراء مجموعة المخاطر المحتملة لإجراء عملية تجميل الأنف ،ورغم إن نسبة حدوثها منخفضة إلا إنها تبقى في النهاية احتمال وارد يجب وضعه في الحسبان، ومن تلك المخاطر ما يلي:
فقدان حاسة الشم :
قد تنجح عملية تجميل الأنف ولكن في المقابل يكون الثمن باهظ، فقد سجلت بعض الحالات التي فقدت حاسة الشم بشكل نهائي نتيجة خضوعهم لمثل هذه الجراحات، حيث إن إتمام الجراحة يستلزم من الطبيب إحداث شق بين عظمتي الأنف الداخليتين العليا والغضروفية، وذلك موقع حساس شديد القرب من مركز العصب الشمي، وفي حالة ملامسة مشرط الجراح لتلك الأعصاب فإنها تتلف بصفة نهائية ودائمة، وعليه يفقد المريض حاسة الشم للأبد.
البقع الداكنة :
البعض ممن خضعوا لـ عملية تجميل الأنف جنوا منها نتائج عكسية، فبدلاً من أن يحصلوا على إطلالة مميزة تشبه إطلالات نجوم السينما، حصلوا على تشوهاً ناتج عن انفجار الأوعية الدموية الدقيقة على جانبي الأنف، وذلك يعد من أكثر المضاعفات التي تترتب على هذا النوع من العمليات شيوعاً، فبسبب تعديل وضعية عظمة الأنف وعلاج ما بها من تشوه أو انحراف، يشكل ذلك ضغطاً على الأوعية الدموية المتواجدة أسفل البشرة مباشرة، فتنفتجر مخلفة بقع داكنة متفاوتة الحجم مائلة إلى اللون الأحمر.
طول المدة الزمنية :
إجراء عملية تجميل الأنف لا يستغرق أكثر من ساعتين على الأكثر، ولكن تحقيق النتيجة النهائية لا يتأت قبل مرور فترة طويلة نسبياً، تتراوح ما بين ستة أشهر وعام كامل، خلال تلك الفترة يعاني فيها الشخص الذي أجرى العملية، من ظهور كدمات داكنة أو تورمات ملحوظة منتشرة على جانبي الأنف، كما تتأثر أيضاً منطقة العين بتلك العملية، فيتورم حلق الحين ويكتسب لون داكن واضح، وتكون تلك التورمات شديدة الوضوح خلال الأيام التالية مباشرة لإجراء عملية تجميل الأنف ،ثم تبدأ في التضاؤل بشكل تدريجي، وشبه تزول خلال أسبوعين تقريباً ولكن آثارها الطفيفة تبقى ظاهرة لعدة أشهر أخرى.
الاضطراب النفسي :
في النهاية لا يجب إغفال الأثر النفسي السلبي الذي قد ينتج عن إجراء عملية تجميل الأنف ،فقد رصدت الدراسات الإحصائية إن حوالي 80% من النساء الخاضعات لعمليات التجميل، يصبن في فترة ما بعد العملية بحالة من الاكتئاب والاضطراب النفسي، وسبب ذلك هو عدم تحقيق العملية للنتائج المتوقعة، ومن المعروف إن جراحات التجميل لا تحقق النتائج المرجوة منها بنسبة 100%، بل إن في كثير من الأحيان يضطر مجريها إلى الخضوع لجراحة أخرى، تسمى بالجراحة التكميلية أو التصحيحية، حيث تجرى لتصحيح العيوب التي لم تتمكن الجراحة الأولى من معالجتها، بل والأدهى إن الجراحة التكميلية قد تحدث لعلاج العيوب التي حدثت نتيجة خطأ بالأولى.