يُعتبر عمرو واكد أحد الممثلين المصريين الأكثر تميزًا وموهبة في الآونة الأخيرة، فعلى الرغم من أن واكد قد ظهر قبل حوالي عقدين وعلى الرغم من مشاركته في سنة من السنوات ببطولة الكثير من الأعمال إلا أنه عقب ذلك تعرض لظلم كبير من القائمين على صناعة السينما وكذلك الجمهور والنقاد وكل من لهم علاقة بهذا المجال، أيضًا لا ننسى أن واكد يُوضع في خانة عمر الشريف وخالد النبوي وخالد أبو النجا بكونه قد شارك في العديد من الأعمال العالمية، هذا يعني أنه ممثل من طراز فريد ويستحق أن يكون في مكانة أخرى مختلفة بخلاف تلك التي يتواجد عليها، لذلك يبرز السؤال الهام للغاية، لماذا يُعد عمرو واكد مظلومًا من الناحية الإعلامية على الرغم من الموهبة الكبيرة له؟
عدم ترويج عمرو واكد لقدر النجومية الخاص به
على الرغم من أن عمرو واكد قد شارك عام 2014 في فيلم عالمي من الطراز الأول ومع نجوم كبار مثل مورجان فريمان وسكارليت جوهنسان اللذان لا يُمكن أبدًا ذكرهما إلا وتذكر سينما هوليود المتميزة، لكن واكد، ورغم دوره الهام في هذا الفيلم الذي يصل إلى البطولة، لم يتم الترويج له ولنجوميته بالقدر الذي يستحقه هذا الحدث، ففي ظروف أخرى كان من المفترض أن يكون واكد حديث الإعلام لفترة طويلة وأن يتم الترويج له على أساس كونه أحد أهم نجوم الفن في مصر وواحد من الذين أسهموا في رفع رأسها، بيد أن ذلك لم يحدث وظل واكد كما هو مُهمشًا وكأن شيئًا لم يحدث، وقد كان هذا الأمر محزنًا وغريبًا وصادمًا في نفس الوقت، ففرصة كهذه من المفترض أن يستغلها الإعلام في الترويج لتميز السينما في مصر وليس العكس.
انتقائيته في اختيار الأدوار
فنان مثل عمرو واكد يقوم بانتقاء أدواره بالكثير من الدقة، وهذا ما أدى إلى ابتعاده عن الأعمال ذات الشعبية، أو تلك التي تربح بسهولة في شباك التذاكر، بينما حاول الفنان التركيز على الأعمال ذات القيمة والفكرة والمضمون العميق، حتى وإن كانت لا تقدم له الشعبية التي يحتاج إليها، مما انعكس بشكل مباشر على عدم اهتمام وسائل الإعلام بالأعمال التي يقوم بالتمثيل فيها.
خلط عمرو واكد الفن بالآراء السياسية له
من السياسات الخاطئة التي يقوم بها الإعلام أنه يخلط السياسة بالفن، أو بمعنى أدق، يُعامل الفنان حسب الأدوار السياسية له، وخصوصًا إذا كان الحديث عن إعلام السلطة الذي لا يسمح بأي صغيرة أو كبيرة تمس الدولة من وجهة نظره، وكما هو معروف عن عمرو واكد فإن الرجل يمتلك العديد من الآراء التي يتم تصنيفها على أنها آراء مُعارضة، وهي بالطبع ليست أدوار مُعارضة بشكل هدام لكن الإعلام أخذ الحابل بالنابل وقرر ظلم عمرو واكد من الناحية الترويجية والإعلامية، على العموم، هذا السبب، أو هذا الشكل، يُعتبر بلا شك أحد أهم أشكال الظلم الذي يتعرض لها هذا الرجل.