عداء القطط والكلاب من الأمور التي أثارت فضول الكثيرين حتى إن تم استغلالها في العديد من الأعمال الفنية مثل فيلم قطط وكلاب Cats and Dogs وسلسلة الرسوم المتحركة الشهيرة توم وجيري Tom & Jerry، لكن علماء الأحياء ومراقبي الحيوانات أرادوا إيجاد ما يفسر ظاهرة عداء القطط والكلاب من الناحية العلمية، فترى ما النتائج التي جاءت بها دراستهم وما التفسيرات التي توصلوا إليها.
أسباب عداء القطط والكلاب :
السبب الرئيسي لظاهرة عداء القطط والكلاب لا يزال مجهولاً ولم يتم إثباته بشكل يقيني، لكن في ذات الوقت تمكن العلماء من خلال أباحثهم في التوصل إلى بعض الفرضيات التي قد تبرر تلك العلاقة الحيوانية الغريبة، ومنها الآتي:
غريزة الحيوانات وفطرتها الأولى :
تشير دراسات علماء الأحياء إلى أن عداء القطط والكلاب جزء منه يعود إلى الطبيعة المتأصلة في تلك الحيوانات، حيث يقول العلماء أن الكلاب ليست من الحيوانات الأليفة بطبيعتها، بل إنها في بادئ الأمر كانت حيوانات مفترسة تعتمد على مطاردة الكائنات الأصغر والأضعف منها للتغذي عليها، ثم اكتسبت صفة الوداعة مع مرور الوقت حين بدأ الإنسان في استئناس الحيوان وإرضاخه لرغباته وكان ذلك قبل 12 ألف سنة تقريباً.
رغم أن الكلاب تعد حالياً إحدى الحيوانات المستأنسة إلا أن الافتراس لا يزال جزءاً من طبيعتها، ودليل ذلك أن أنواع الكلاب ليست جميعها على ذات القدر من الوداعة، فهناك كلاب الهاسكي مثلاً التي يصعب ترويضها وهي بالمناسبة من أشد أنواع الكلاب عداءً تجاه القطط.
السؤال الذي يشغل العلماء حالياً هو ما سبب استمرار عداء القطط والكلاب طيلة هذه المدة، وما سبب توارث تلك الغريزة بين الكلاب رغم اختلاف سلوكها بدرجة كبيرة نتيجة تطورها على مدار 12 ألف سنة تقريباً؟
الانزعاج والاستفزاز :
يعتمد الإنسان على الكلب لحراسته باعتباره الحيوان الأليف الأقوى والأكبر حجماً، بالإضافة إلى امتلاكه من المقومات الجسدية -المخالب والأنياب- ما يمكنه من صد أي هجوم، ولذات الأسباب يفترض البعض أنهم المتسبب الأول في حالة عداء القطط والكلاب أي أنهم من يبدأون الهجوم.
الدراسات التي تناولت هذه الظاهرة أثبتت أن هناك ظلماً واقعاً على الكلاب، حيث أن في كثير من الأحيان ما تبادر القطط بالهجوم على الكلاب وتعمل على استفزازها وإثارة غضبها، يتعالى مواء القطط في وجه الكلاب ومن ثم تبدأ في مناوشتها بمخالبها ومن ثم يبدأ الصدام بين الطرفين، وتختلف قدرة القطط على البدء بالهجوم حسب نوعه حيث أن بعض أنواع القطط أكثر شراسة من غيرها.
التنافس التاريخي على الغذاء :
صدق أو لا تصدق فإن تاريخ عداء القطط والكلاب يرجع لأكثر من 18 مليون سنة تقريباً، تلك المفاجأة كشفتها بعض الحفريات التي تم العثور عليها في منطقة أمريكا الشمالية.
تولى العلماء دراسة أكثر من 2000 قطعة متحجرة من الحفريات تم العثور عليها في تلك المنطقة، ومن خلال دراستهم أثبتوا أن الكلاب سكنوا تلك المنطقة قبل 22 مليون سنة تقريباً وبلغت أنواعهم نحو 30 نوعاً مختلفاً، وقبل 18 مليون عاماً ظهرت القطط في نفس المنطقة وبدأت في منافسة الكلاب على الفرائس الأصغر حجماً والتي كانت تعد مصدر الغذاء الرئيسي للكلاب، ولأن القطط كانت أكثر مهارة في الصيد وأكثر قدرة على التأقلم مع التغيرات المناخية فقد تسببت في تناقص أعداد الكلاب بشكل ملحوظ، وترجح بعض النظريات أن عداء القطط والكلاب بدء خلال تلك الفترة واستمر منذ ذلك الحين إلى زمننا المعاصر.
فرط الهيمنة والتحكم في الممتلكات :
فيما يخص عداء القطط والكلاب المُطلقة في الشوارع فيرى العلماء أن ذلك يعتبر سلوكاً طبيعياً، تهدف الكلاب من خلاله إلى فرض السيطرة على نطاق تواجدها والتحكم فيه بشكل كامل، ويكون الهجوم على القطط هنا بهدف حماية الممتلكات المتمثلة في منطقة الإقامة والمواد الغذائية، والهجوم هنا لا يتعلق بالقطط كنوع بل بأي كائن يحاول الاقتراب التي يعتبرها الكلب ملكية خاصة له ولجماعته.