طائر الكويتزال هي إحدى أنواع الطيور المعرضة إلى الانقراض، يتواجد هذا الطائر بكثافة في دول أمريكا الجنوبية وتحديداً في جنوب المكسيك وغرب بنما، يشتهر طائر الكويتزال بألوانه الزاهية المميزة حيث يكسو رأسه وجناحيه ريش لامع يميل إلى اللون الأخضر أما ريش منطقة الصدر فلهو لون أحمر داكن، ويعد هذا الطائر من الركائز الأساسية في الثقافة الشعبية لشعوب أمريكية اللاتينية.
طائر الكويتزال في الأساطير والثقافة الشعبية :
يرتبط طائر الكويتزال ارتباطاً وثيقاً بالحضارات القديمة التي أقيمت في منطقة أمريكا اللاتينية، وذلك لأسباب عديدة أهمها الآتي:
الطائر القومي في جواتيمالا :
حين تتخذ الدول من الطيور رموزاً لها عادة ما تعتمد على الطيور الجارحة، مثال ذلك مصر التي تتخذ من النسر رمزاً قومياً كما أن بعض الدول العربية يرمز إليها الصقر، لكن طائر الكويتزال تمكن من تحطيم تلك القاعدة، فعلى الرغم من أنه من الطيور الضعيفة التي تتغذى على النبات والحشرات، إلا أن دولة جواتيمالا تتخذه رمزاً لها، حيث تم وضع صورة هذا الطائر على علم الدولة وكذلك على شعار الدولة الرسمي، أما الأغرب فهو أن حين تم ضرب النقود المحلية في جواتيمالا تم وضع صورة طائرة الكويتزال عليها وتم إطلاق اسمه على العملة الرسمية في البلاد والتي تعرف اختصاراً باسم GTQ.
الطائر الإله لدى الحضارات القديمة :
بلغ طائر الكويتزال مكانة رفيعة لدى أصحاب الحضارات القديمة حيث اتخذوا منه رمزاً للألهة الوثنية التي كانوا يعبدونها، مثل حضارة ميزوأميريكا التي أقيمت في الأراضي الأمريكية خلال حقبة ما قبل كولومبوس، حيث رأى أصحاب تلك الحضارة أن ريش الكويتزال الملوّن يرمز إلى نمو نباتات الربيع المقدسة وكانوا يطلقون عليه اسم طائر كيتزالوكتال.
أيضاً حضارة المايا قدست الكويتزال حيث اتخذوه رمزاً لإله الهواء وإلهاء النور، كما كان يتم استخدام ريش طائر الكويتزال في تطعيم ملابس طبقة النبلاء والحكام كما صنعوا من هذا الريش تيجان وأغطية للرأس، حيث كانوا يروا أن ارتداء هذا الريش يوطد العلاقة بين الإنسان والإله، وقد كان يتم الحصول على الريش عن طريق النتف وليس الذبح، حيث أن ذبح طائر الكويتزال كان من الأمور المحظورة لديهم.
طائر الكويتزال .. رمز الحرية :
حتى وقت قريب كان يُعتبر طائر الكويتزال رمزاً للحرية، ولهذا تم وضعه على شعارات العديد من المؤسسات والهيئات الداعمة لمبادئ الحرية والمساواة والمدافعة عن حقوق الإنسان، السر في ذلك يرجع إلى طبيعة هذا الطائر المتمردة على الحبس، حيث كشفت الدراسات أن هذا النوع من الطيور يقوم بقتل نفسه عند الإمساك به ووضعه داخل قفص، وهو الأمر الذي شغّل تفكير علماء الأحياء لفترة طويلة، وأول تجربة تربية ناجحة لـ طائر الكويتزال كانت في عام 1992م ومسجلة باسم حديقة حيوان المكسيك.
أساطير جواتيمالا :
ورد ذكر طائر الكويتزال في العديد من الأساطير التي تشكل أغلب الموروث الثقافي الشعبي في جواتيمالا، وأبرزها الأسطورة الشهيرة التي تروي سيرة أمير المايا المُسمى تيكون أومان الذي واجه الاحتلال الإسباني، ورغم أن تيكون هو شخصية حقيقية إلا أن قصته قد خالطها الخيال، والقصص الموروثة تقول إلى أن طيور الكويتزال كان يحلق فوق رأس البطل القومي تيكون أومان أثناء محاربة قوات الاحتلال الإسباني أي أنه كان بمثابة روح حارسة له، وحين لقي تيكون حتفه خلال إحدى المعارك هبط الطائر إليه وانغمس في دمه ومن هنا اكتسب ريش الكويتزال اللون الأحمر المميز في منطقة الصدر والبطن.
الأساطير الموروثة المتعلقة بـ طائر الكويتزال لا تقتصر على ألوان الطيور فقط وكيف تم اكتسابها، بل هناك أسطورة أخرى حول تغريد الطيور من هذا النوع، حيث تقول قصص المايا أن الكويتزال توقفت عن التغريد بعد الغزو الإسباني كدليل على الهم والحزن، وأن الكويتزال لم يعاود الغناء مرة أخرى إلا بعد انقشاع الغمة وزوال الاحتلال.