صلاة الفجر كثيراً ما يتكاسل المسلم عن القيام لها، وإن فعل فإنه يؤديها بالمنزل ويتكاسل عن الذهاب للمسجد لأداء صلاة الجماعة، ولكن لو عرفنا فضل هذه الصلاة علينا وكم هو عظيم، لتسارعنا إلى القيام إليها وما فوتنا أداء فريضتها في أي يوم، هكذا يقول رجال الدين والفقهاء عن صلاة الفجر ،فما فضلها؟ وما أجرها؟ ولماذا على كل مسلم أن يلتزم بها في وقتها؟
فضل صلاة الفجر :
صلاة الفجر وصفها النبي الكريم عليه الصلاة والسلام بإنها خير من النيا، وذلك لما لها من فضل عظيم وما يُنال عنها من أجر كريم، ومن أفضال هذه الفريضة الآتي:
أجر حجة وعمرة :
فريضة الحج ليس كل المسلمين لديهم القدرة على القيام بها، إما لأسباب مادية متعلقة بعجزهم عن سداد نفقات السفر، وإما لأسباب صحية لا تمكنهم من تحمل مشقة الانتقال، ولكن إن كان الانتقال إلى الكعبة متاحاً، فإن الحصول على أجر هذه الفريضة متاح للجميع، فهو من فضل صلاة الفجر في جماعة، وذلك لحديث الرسول الأمي عليه الصلاة والسلام والمروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه، والذي تضمن قوله صلى الله عليه وسلم، إن أجر أداء صلاة الفجر في جماعة ثم ذكر الله تعالى إلى مطلع الشمس، يعادل أجر أداء الحج والعمرة لمرة واحدة معاً، وأكد على ذلك بتكراره كلمة “تامة” ثلاث مرات، أي إن حجته وعمرته تامتان.
رؤية الله يوم القيامة :
الفوز العظيم يوم القيامة لن يكون دخول الجنة، فهناك من هم أسعد من أهل الجنة، وهم من سينعمون برؤية خالقهم الكريم الله الواحد الأحد، ومن فضل القيام بأداء فريضة صلاة الفجر في جماعة، هو إن المنتظم في ذلك من المسلمين يفوز يوم القيمة برؤية الله، وفقهاء الدين يدللون على ذلك بما ورد لنا عن الصحابي الجليل جرير بن عبد الله البجلي، حيث قال بما معناه إنه كان يجالس النبي الكريم في ليلة قمرية، فأشار عليه الصلاة والسلام إلى البدر الواضح بالسماء تمام الوضوح، وقال :أما إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر، لا تضامون في رؤيته، ثم تابع موضحاً الفعل الصالح المؤدي لذلك بقوله : فإن استطعتم ألا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا، وصُنِف الحديث كحديث صحيح وقد رواه الإمامين البخاري ومسلم.
بركة في كل شئ :
خير من الدنيا وما فيها.. تلك الجملة وردت في حديث الرسول عليه الصلاة والسلام حين وصف ركعتا الفجر، ومن تلك الجملة بسيطة الألفاظ عميقة المعنى، يمكننا أن نتبين فضل صلاة الفجر ،وكيف الانتظام في أداء هذه الفريضة في أوقاتها وفي جماعة، ينعكس بشكل إيجابي على حياة المسلم على مختلف الأصعدة، إذ أن أجر هذه القيام لهذه الصلاة لا يقتصر على الآخرة فقط.
الغنيمة الأكبر :
غنائم وفوائد وفضل صلاة الفجر لا يمكن أن يعد أو يحصى، وهذا ليس فيه مبالغة بغرض الحث على القيام لهذه الصلاة، بل إنه قول مثبت عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث روى لنا ما دار بين الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام وأحد رجال المسلمين، إذ أن النبي كان قد أرسل بعثاً من المسلمين إلى أرض نجد، فجمعوا الغنائم وعادوا بها سريعاً، فهتف أحد الرجال بأن ذلك أسرع بعث في الرجوع والأوفر والأكثر من حيث كم الغنائم، فقال النبي: ألا أدلكم على قوم أفضل غنيمة وأسرع رجعة؟.. وكانت إجابة السؤال الذي طرحه النبي: قوم شهدوا الصبح ثم جلسوا يذكرون الله حتى طلعت عليهم الشمس، ثم عاد وأكد مقصده في خاتمة الحديث بقوله: فأولئك أسرع رجعة وأفضل غنيمة