شهور العدة هي فترة تعقب الطلاق مباشرة، ومثلما شرّع الله الزواج من أجل السكن والرحمة بين البشر ولكي يجد كل شخص له زوجة يسكن إليها وتجد كل امرأة زوجًا تسكن إليه، يعلم أيضًا أن هذه الزيجات قد لا تسير على ما يرام ويصبح إنهاء هذه الزيجات من باب الرحمة والتيسير على جميع الأطراف ورغم كل المعوقات التي وضعت في طريق الطلاق لدرجة أنه أبغض الحلال عند الله، إلا أنه واجب في بعض الحالات، وقد سن للطلاق أيضًا شهور العدة فما هي شهور العدة وما هي أسباب تشريعها؟
أسباب تشريع شهور العدة
استبراء الرحم
حيث يتوقع أن يزول أثر الحيوانات المنوية للزوج من رحم المرأة في فترة شهور العدة لذلك حتى تأخذ المرأة فاصلا من أجل هذه النقطة، وأيضًا لها أثر نفسي كبير حيث لا يمكن أن تكون نائمة امرأة في حضن رجل وفي اليوم التالي تنام في حضن رجل آخر هكذا بمنتهى السهولة، لأن التي انتهت هذه حياة حافلة بالأفراح والأحزان لا يمكن حذفها هكذا من الذهن كما لو كانت متعلقة بضغطة زر.
فرصة لمراجعة النفس
كثير من حالات الطلاق تحدث لأتفه الأسباب ومعظمها كان من الممكن ألا تحدث أصلا لولا العناد والكبرياء الزائد لذلك شهور العدة من أجل أن يراجع كل طرف نفسه بهدوء وبعقلانية فربما عرف أن السبب تافه وأنه قوّض حياته الزوجية من أجل أمور صغيرة لا معنى لها.
منع اختلاط الأنساب
قد تطلق المرأة وفي رحمها جنين في أيامه الأولى، فهل تتزوج ولا نعرف الجنين في رحمها من أي زوج؟ لكن إن مرت شهور العدة فخلالهم نستطيع اكتشاف الحمل إن كان قد حدث ولكن الآن بفضل تحاليل الحمض النووي وغيرها يمكن نسب الابن إلى أبيه بسهولة ودقة.
انتهاء فترة الحداد للأرملة
الكثير من حالات الطلاق تتم كما لو كانت إعتاق من سجن سواء للرجل أو للمرأة بسبب انهيار الحياة الزوجية بالكامل، أما بالنسبة للأرملة فإنها تكون في حالة حزن وحداد يجب ألا تقوم بأي إجراء يتضمن الأفراح أو إظهار السرور حتى ولو من باب احترام الرجل المتوفى والمعاشرة الطيبة طوال فترة حياته، لذلك شهور العدة للأرملة من أسبابها انتهاء فترة الحداد.
شهور العدة للمطلقة
كما شرّع الله عز وجل في القرآن أن شهور العدة للمطلقة 3 قروء بمعنى ثلاث مرات لفترة الدورة الشهرية ثم تطهر منها وبعد انتهاء المرة الثالثة تصبح شهور العدة منتهية، وفي هذه الفترة يكون انتهاء شهور العدة أما التي توقف عنها الحيض بمعنى بلغت سن اليأس فإنها تنتظر ثلاثة شهور سواء كانت الطلقة رجعية أي يصح للرجل أن يرجعها إلى عصمته بدون عقد جديد أو خطبة أو كانت طلقة بائنة بينونة كبرى بمعنى طلقت الطلقة الثالثة فلا تنتظر سوى انقضاء شهور العدة أيضًا حتى تتزوج مرة أخرى.
شهور العدة للأرملة
أما الأرملة فتختلف سواء كانت حامل أم غير حامل بلغت سن اليأس أم لم تبلغ فإن شهور العدة بالنسبة لها تكون بمثابة فترة الحداد وهي كما حددت في القرآن الكريم أربعة شهور وعشرة أيام، بعدها يحق لها الزواج كما شاءت.
هل يجوز خروج المطلقة في العدة؟
في القرآن الكريم أيضًا لا يصح للمرأة المطلقة أن تخرج من بيتها في شهور العدة إلا إن كان سبب الطلاق فاحشة مبينة، لكنها في غير ذلك عليها أن تلزم بيت الزوجية لحين انتهاء شهور العدة ولها على زوجها النفقة والعناية.
خاتمة
استعرضنا معكم أسباب تشريع شهور العدة لنعرف أن الله لم يشرع شيئًا إلا للتيسير على الإنسان والتسهيل عليه وأنه ما كان يسرًا فإنه من الله أما العسر والتشدد والصعوبة فهي من عند أنفسكم.