سيارات الدفع الرباعي ليست من الأنظمة المستحدثة في عالم السيارات كما يعتقد البعض، بل أن بداية ظهور هذا النمط من المركبات يرجع إلى عام 1893م وكان ذلك على يد المخترع براماه جوزيف ديبلوك، لكن استخدام أنظمة الدفع الرباعي في بداية الأمر اقتصر استخدامه على الشاحنات والقاطرات العملاقة، حيث كان الهدف الأساسي من ابتكار ذلك النظام من أنظمة دفع المحركات منع القاطرات المحملة بأوزان ضخمة من الانزلاق المستمر خاصة أثناء السير على الطرق الطينية اللزجة أو الصخرية الوعرة وغير ذلك، ثم بدأ استغلال أنظمة الدفع الرباعي في صناعة مجموعة المركبات العسكرية المستخدمة في أعمال الحراسة والتأمين لمنحها المزيد من القوة والقدرة على السير في مختلف الطرق، ومع تعاقب الأزمة اكتسبت سيارات الدفع الرباعي شعبية كبيرة وأصبحت الأكثر طلباً والأوسع انتشاراً بين المدنيين.. ترى لماذا يفضل العملاء هذا النمط من السيارات؟ وما يميزها عن غيرها؟
أسباب تفضيل سيارات الدفع الرباعي :
تفضيل النسبة الأكبر من العملاء لـ سيارات الدفع الرباعي لم يأت من فراغ، بل هو نتاج المزايا غير المحدودة المتوفرة في هذا النمط من السيارات ومن أبرزها ما يلي:
تعدد الأغراض والاستخدامات :
الاعتقاد الشائع حول سيارات الدفع الرباعي والمعروفة أيضاً باسم السيارات الرياضية إنها سيارة شبابية، تستخدم بشكل رئيسي في الرحلات البرية بعيدة المدى وسباقات الصحراء وغير ذلك، لكن الحقيقة أن نسب المبيعات التي سجلها هذا النوع من السيارات يشير إلى أنها أكثر أهمية من ذلك وأنها تناسب شريحة أكبر من المستخدمين.
أشارت استطلاعات الرأي التي أجريت بين مستخدمي السيارات إلى أن النسبة الأكبر منهم يفضلون قيادة سيارات الدفع الرباعي والسر في ذلك يرجع إلى تعدد استخدامات هذه السيارة، مما يجعل منها خياراً مثالياً بالنسبة للجميع أيا كانت ميولهم أو أهدافهم من امتلاك سيارة ومن أبرز تلك الاستخدامات:
- تعد سيارات الدفع الرباعي خيار مثالي للسفر والانتقالات بعيدة المدى
- تناسب أنظمة الدفع الرباعي من يستخدمون طرقاً وعرة وغير منتظمة مثل قاطني المناطق النائية أو الحدودية
- يمكن الاعتماد بها في خوض المغامرات البرية والاستمتاع برحلات السفاري
- تستخدم بكثرة في أعمال التأمين وتعتمد عليها العديد من أجهزة الشرطة والمؤسسات الأمنية المختلفة حول العالم
التكامل بين أجزاء السيارة المختلفة :
أكثر ما يثير الانتباه عند الحديث عن سيارات الدفع الرباعي هو المحرك القوي الذي تحتوي عليه السيارات من ذلك الطراز، الذي يمتاز بعزم الدوران المرتفع الذي يمكن السيارة من تحقيق أعلى مستويات الأداء على مختلف الطرق، بما في ذلك الطرق غير المنتظمة وشديدة الوعورة.
لكن الحقيقة التي يؤكدها أصحاب الخبرة في مجال صيانة السيارات أن قدرة سيارات الدفع الرباعي على السير على مختلف الطرق لا يرجع فقط إلى قوة المحرك فحسب، بل هو نتاج التكامل بين مختلف الأجزاء الميكانيكية والعناصر التي تتكون منها مركبات الدفع الرباعي، فمن المعلوم أن الانطلاق بسرعة عالية على الطرق غير المنتظمة أحد أسباب تلف إطارات السيارات مما يزيد من احتمالات التعرض لحوادث السير ويهدد سلامة الركاب، لكن إطارات السيارات ذات الدفع الرباعي صممت بالشكل الذي يضمن عدم تأثرها بالاحتكاك بالطرق غير المنتظمة، كما أن الهيكل الخارجي للسيارة دائماً ما يكون مرتفعاً بشكل ملحوظ عن الأرض مما يضمن عدم احتكاكه بها أثناء صعود وهبوط المرتفعات الصخرية أو الرملية.
الاقتصاد في معدلات استهلاك الوقود :
على الرغم مما توفره سيارات الدفع الرباعي من مستوى أداء متقدم على الطرق الممهدة والطرق شديدة الوعورة على السواء، إلا أن من أبرز مميزات هذا النوع من السيارات ما تمتاز به من قدرة فائقة على التوفير في معدلات استهلاك الوقود وهو ما يعد توفيراً في نفقات السيارة.
كما أن النسبة الأكبر من سيارات الدفع الرباعي تمتاز بسعة خزان الوقود الكبيرة، مما يوفر الوقت ويساعد مستخدم السيارة على تجنب الاضطرار للوقوف المتكرر بهدف إعادة ملء الوقود خاصة عند القيام بإحدى الرحلات بعيدة المدى، خاصة أن أطول مسافة لرحلة برية مسجلة بواسطة سيارة كانت من نصيب إحدى السيارات الرباعية الدفع وهي سيارة تويوتا لاند كروزر وكانت بطول 708,5 كليومتراً تقريباً.
سيارات الدفع الرباعي أكثر قابلية للتصفيح :
حققت السيارات المصفحة انتشاراً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة واكتسبت شعبية كبيرة في الدول العربية بشكل خاص وعلى مستوى العالم بصفة عامة، يرجع ذلك للعديد من الأسباب في مقدمتها الاضطرابات السياسية والنزاعات المسلحة المنتشرة في العديد من دول العالم بالإضافة إلى زيادة معدلات الجريمة في بعض الدول وخاصة جرائم السرقة بالإكراه والسطو المسلح، هذا كله دفع المدنيين إلى الحرص على اقتناء سيارات مصفحة لتوفير درجة أعلى من الأمان لأنفسهم ولعائلاتهم أثناء التنقلات.
أسعار السيارات المصفحة عادة ما تكون مرتفعة بشكل مبالغ به وهو ما جعل البعض يلجأ إلى حل وسط متمثل في تصفيح السيارات المدنية التقليدية، عن طريق إضافة ألواح التدريع البالستية متدرجة المستويات إلى هيكل السيارة الأساسي واستبدال الزجاج العادي بألواح الزجاج المضاد للرصاص، لكن يعيب تلك الطريقة -رغم فاعليتها- تأثيرها السلبي على قدرات السيارة الميكانيكية، حيث أن ثقل وزن الألواح المدرعة يقلل من سرعة السيارة ومعدل استجابتها على الطريق.
من مميزات سيارات الدفع الرباعي أنها الأكثر قابلية للتصفيح والتدريع بين مختلف أنواع السيارات، كما أن ذلك لا يؤثر على قدراتها الميكانيكية بشكل ملحوظ بفضل ما تمتاز به من قوة محرك، يساعدها على تقديم أداء جيد على الطرق رغم ثقل أوزان الهيكل الخارجي، كما أن هذا النوع من السيارات يسمح تصميمه بإضافة العديد من الملحقات التأمينية إليه بخلاف الألواح المدرعة مثل:
- أنظمة إخماد الحريق التلقائية
- الزجاج المضاد للرصاص
- تقنية الستار الدخاني
- مقابض الأبواب الكهربائية
عناصر الفخامة والرفاهية :
لم يعد ينظر المستهلك إلى السيارات -على اختلاف أنواعها- باعتبارها وسيلة مواصلات ذات طابع عملي، بل أن السيارات في الوقت الحالي أصبحت إحدى كماليات الحياة، ولذلك بات المستهلك يولي اهتماماً كبيراً بمستوى الرفاهية المتوفر في السيارة وقد انتبه صناع سيارات الدفع الرباعي إلى تلك النقطة وأولوها اهتماماً كبيراً.
في البداية كانت سيارات الدفع الرباعي تخلو تصميماتها من كافة مظاهر الأناقة والفخامة، حيث كانت تأتي شديدة الشبه بمجموعة السيارات العسكرية بالغة القوة والضخامة، لكن من غزو ذلك النوع من طرازات السيارات لأسواق السيارات المدنية وتزايد معدلات الطلب عليها بدأ المصنعون في إضافة بعض العناصر الكمالية إليها لتمكنها من منافسة سيارات الصالون أو سيارات السيدان الفاخرة، من أبرز تلك العناصر:
- الاهتمام بالتصميم الخارجي والداخلي للسيارة وجعله أكثر جاذبية
- إضافة العديد من عناصر الترفيه مثل مشغلات الوسائط المرئية والسمعية
- تضمين السيارات الحديثة برامج القيادة الآمنة
- توفير العديد من وسائل الحماية والأمان المتطورة
- توفير مكيف هواء تلقائي داخل أغلب الطرازات
- ثبات السيارة على مختلف الطرق
تطور سيارات الدفع الرباعي على هذا النحو ساهم في انتشارها بنسب أكبر وجذب العملاء إليها، حتى أن بعض الطرازات المنتمية لها مثل سيارات نيسان باترول أو جي إم سي صارت تستخدم بكثرة من قبل المشاهير والسياسيين.
