سلوك الضفدع يعتبر من أكثر سلوكيات كائنات البرية غرابة وتميزاً، والضفدع حيوان فقاري ينتمي إلى البرمائيات ويندرج من مجموعة البتروات أو عديمات الذيل، وأهم ما يُميزها تكوينها الجسدي العجيب المميز بمرونته وعيونها الجاحظة وأقدامها الخلفية الطويلة المنتهية بغشاء يربط بين الأصابع مما يمكنها من السباحة في الماء والقفز فوق سطح الأرض، كما أن سلوك الضفدع المعيشي لا يقل تميزاً عن التكوين الجسدي لتلك الكائنات الدقيقة حسب ما رصده علماء الأحياء ومراقبي حياة الكائنات الحية في بيئاتهم الطبيعية.
سلوك الضفدع في البرية
يمتاز كل كائن حي بمجموعة من القدرات التي تمكنه من قضاء حاجاته الأساسية ومواصلة الحياة وبالتالي الحفاظ على نوعه من الانقراض، إلا أن بعض تلك السلوكيات يتسم بشيء من التميز أو الغرابة والخروج عن المألوف، ومن أمثلة ذلك سلوك الضفدع والذي تتمثل غرابته في الآتي:
سلوك الصيد
من العوامل التي تميز سلوك الضفدع عن سائر الكائنات الحية الأخرى التي تقترب إليه في الفصيلة أو الحجم طريقة تناوله للطعام، حيث أن الضفادع على صغر حجمها ورغم أنها تعيش عادة وسط النبات، إلا أنها كائنات مفترسة وتتغذى على العديد من المصادر؛ حيث يختلف نوع الحشرات والكائنات التي تتغذى الضفادع عليها تبعاً لاختلاف أحجامها، بمعنى أن كلما زاد حجم الضفدع زاد حجم الفريسة التي يتربص بها ابتداءً من الديدان الدقيقة ووصولاً إلى الفئران الصغيرة.
أما عن أسلوب الافتراس نفسه فهو يتم باستخدام اللسان الطويل الذي تمتاز به، حيث أن لسان الضفادع يوجد في مقدمة الفم على عكس الكائنات الأخرى التي يبدأ لسانها في أقصى الحلق، كما أن لسان الضفدع طويل ومرتفع اللزوجة، الأمر الذي يسمح لتلك الكائنات بعقد اللسان حول الفرائس وشل حركتها ومن ثم سحبها والتهامها.
طرق تنقس الضفادع
تمتلك الضفادع –باعتبارها من البرمائيات- أكثر من وسيلة للتنفس، وسيلة تمكنها من التنفس تحت سطح الماء وأخرى للتنفس فوق سطح الأرض، وتعد آليات التنفس أحد أشكال سلوك الضفدع المعيشية المُميزة وهي كالآتي:
- تحت الماء : تتنفس الضفادع تحت سطح الماء عن طريق الجلد الذي يكسو أجسامها، حيث أن الطبقة الجلدية الرقيقة للضفادع تسمح بنفاذ الماء ومن ثم يُمكنها استخلاص غاز الأكسجين منه وإيصاله إلى أعضاء الجسم الداخلية مباشرة.
- فوق الأرض : تتنفس الضفادع فوق سطح الأرض من خلال الرئتين مثل كافة الفقريات ولكن بشكل مختلف، حيث أن الهواء يعبر من خلال خياشيمها مما يؤدي إلى انتفاخ الأجزاء الداخلية من الفم ومن ثم امتلاء الرئة بالأكسجين، وذلك سبب نعيق الضفادع بصورة مستمرة حيث أن ذلك الصوت ينتج عن ضغط الهواء على الحنجرة خلال عملية ملء وتفريغ الرئتين للهواء.
تناول الماء
رغم أن اللسان الطويل من السمات التشريحية التي تُميز التكوين الجسدي للضفادع، إلا أن سلوك الضفدع الغذائي لا يعتمد على اللسان بشكل أساسي، أو بمعنى أدق استخدام اللسان لا يشمل تناول الطعام والماء على السواء كما هو الحال بالنسبة لأغلب الكائنات الحية، حيث أن الضفادع على اختلاف أنواعها وأحجامها لا تقوم بشرب الماء بالطريقة التقليدية، إنما تقوم بامتصاصه من خلال جلدها الذي يحمل العديد من الخصائص المميزة
الوسائل الدفاعية
سلوك الضفادع في الدفاع عن نفسها والهروب من هجمات الكائنات الأخرى أيضاً يتسم بدرجة كبيرة من الغرابة والتميُز، ويختلف أسلوب تخفي الضفدع تبعاً للنوع والحجم، حيث أن الضفادع صغيرة الحجم والتي عادة ما تعيش في قلب المزروعات غالباً ما تراوغ الكائنات المفترسة اعتماداً على عمليات التمويه مستغلة في ذلك تطابق لونها مع اللون السائد في البيئة المُحيطة بها.
أما أنواع الضفادع الأخرى الأكبر حجماً والتي تمتاز بتعدد ألوان جلودها فأنها تتصدى إلى الكائنات المفترسة بأسلوب أكثر تعقيداً، حيث تعتمد في ذلك على قدرتها على إفراز السُم عبر مسام جلدها، ويتفاوت تأثير سم الضفادع ما بين إصابة المفترس بالتشنجات وحتى القتل الفوري، أما الأغرب بخصوص سلوك الضفدع الدفاعي فيتمثل في عدم اللجوء لتلك الوسيلة إلا في أضيق الحدود، حيث أن الطيور الجارحة والمفترسات عامة يمكنها تمييز الضفادع السامة عن غيرها عن طريق لونها ومن ثم لا تقترب منها.