طبعًا جميعنا سمع من قبل باسم اللواء سعد الدين الشاذلي الذي لا يُمكننا التحدث عن حرب أكتوبر دون أن نذكر ذلك الرجل الذي يُعتبر بطل كبير من أبطالها إذ لم يكن البطل الأهم والأول، هذا على الرغم من كونه لم يكن الرجل الأول في هذه الحرب من حيث المنصب إلا أنه كان الرجل الأول من حيث التأثير والفاعلية، وقد عُرف ذلك الأمر وانتشر حتى مع وجود الكثير من الخلافات بينه وبين الرئيس السادات الذي قال البعض أنه قد حاول سرق دور سعد الدين الشاذلي والقفز على بطولته، لكن بعيدًا عن كل ذلك دعونا نتعرض للأسباب التي جعلت من هذا الرجل بطلًا كبيرًا.
وضع سعد الدين الشاذلي خطة العبور
لا شك أن خطة العبور التي وُضعت خلال حرب أكتوبر يُمكن أن تُعتبر واحدة من أهم خطط الحروب في التاريخ الحديث، تلك الخطة تُعرف باسم المآذن العالية، وقد استهدفت الخطة منذ يومها الأول العديد من الأمور التي قد تبدو مُستحيلة بالنسبة للبعض لكن المآذن العالية لم تجعلها كذلك، ونذكر من هذا على سبيل المثال عبور خط بارليف وتوجيه سلاح الطيران لتحقيق طفرة كبيرة في الحرب وقلب الكفة لتكون في صالح الجانب المصري على الرغم من أن الواقع والتجهيزات كانت تصب جميعها في صف العدو، لكن نجحت الخطة في النهاية وحققت المطلوب منها، جاء ذلك بإشراف من سعد الشاذلي الذي كان المُخطط الأول لكل تفاصيل الحرب مُتخطيًا بذلك دور وزير الدفاع المشير أحمد إسماعيل بالإضافة إلى دور السادات.
الوقوف أمام تطوير الهجوم
بعد حوالي عشرة أيام من بدء الحرب ظهر قرار اعتبره الأغلبية قرارًا غبيًا، حيث أنه قد قاد إلى إدخال إسرائيل في أجواء الحرب مجددًا ومنحهم سببًا للتفاوض، إذ أن خطة المآذن العالية التي وضعها الشاذلي كانت تقضي بالتقدم في سيناء بمُعدل مُعين يجعل من الصعب على العدو مجابهته بسبب حمايته بالستارة الجوية والطائرات، كان هذا الاتفاق موضوعًا منذ البداية، لكن لتخفيف الضغط على سوريا أمر السادات بتطوير الهجوم وترك هذه الستارة، وهنا ثار الشاذلي وعارض قرار السادات ووقف كذلك أمام المشير أحمد إسماعيل وزير الدفاع في هذا التوقيت، لكن في النهاية تم تنفيذ القرار رغمًا عنه وعندما ثبت فشله بدا جليًا أن سعد الدين الشاذلي كان الأكثر دراية وفهمًا لهذه الحرب، كان بطلها الأول بالمعنى الأدق.
خوف قيادات إسرائيل من سعد الدين الشاذلي
خوف الأعداء في الحروب يُظهر كذلك أنهم لا يواجهون شخصًا عاديًا وإنما بطلًا حقيقيًا، فقد صرح وزير الدفاع الإسرائيلي ورئيسة الوزراء الإسرائيلية كذلك في أكثر من موضع أنهم لم يكونوا يخشون أي شخص بخلاف سعد الدين الشاذلي وكانوا يعتبرونه داهية حقيقية، أيضًا كان يعلمون علم اليقين أنه من فتح عليهم جحيم حرب أكتوبر وأنه لولا وجوده لم تكن الحرب لتسري بهذه الطريقة، وفي الواقع كانوا مُحقين تمامًا في هذا الأمر بدليل أن معارضة قرارات الشاذلي لاحقًا قد أدت إلى قلب موازين الحرب، وكأن خطةً لم توضع، وكأن شخصًا لم يُخطط غيره، ثم إن ذهابه إلى الجبهة بعد أقل من 48 ساعة على الحرب ووقوفه بجانب الجنود أمر كذلك يُحسب له ويجعله بطلًا وقائدًا.