ساق البامبو هي رواية عربية للكاتب سعد السنعوسي صدرت في 2012م عن الدار العربية للعلوم، وقد أحدثت الرواية ضجة واسعة فور صدورها وتصدرت قوائم الأكثر ما بيعاً في العالم العربي، كما أثير حولها الكثير من النقاشات على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بالأدب، وقد شاركت رواية ساق البامبو في العديد من المسابقات الأدبية وحصدت عدد من الجوائز أبرزها جائزة الدولة التشجيعية من الكويت وكذلك جائزة البوكر العربية عام 2013م، كما تم تحويلها إلى مسلسل درامي في عام 2016م من بطولة سعاد عبد الله
مميزات رواية ساق البامبو
احتوت رواية ساق البامبو على العديد من العناصر الفنية التي كفلت لها التميز وضمنت لها النجاح وحجزت لها مكان ضمن قائمة الروايات المفضلة لعدد غير قليل من القراء، ومن تلك العوامل المُميزة لهذا النص الأدبي ما يلي:
المعايشة والتوحد مع البطل
اعتمد الكاتب سعد السنعوسي في رواية على ساق البامبو على أسلوب المخاطب، أي أن أحداث الرواية بالكامل تم سردها على لسان بطلها عيسى الطارووف، وقد كان موفقاً تماماً في اختيار هذا الأسلوب لعرض أحداثه من البداية إلى النهاية، حيث أن ذلك جعل المتلقي في حالة توحد مع البطل كأنه يقرأ خطاباً موجه له خصيصاً من شخص حقيقي يعرفه بشكل ما، ومن ثم كان من اليسير عليه التعايش مع الأحداث وتصديقها والتوحد مع البطل والتعايش معه والانفعال مع الصعوبات التي يواجهها خلال رحلته.
القيمة والمتعة
تعد هواية القراءة أفضل الهوايات كونها تعمل على توسعة الأفق وتشكيل الوعي وتنمية العقول، وتعد رواية ساق البامبو سلعة ثقافية من الطراز الأول، حيث تمكن الكاتب ببراعة أن يُحدث اتزاناً بديعاً ما بين القيمة الثقافية والمتعة الفنية في النص الروائي، فرواية ساق البامبو ممتعة على الجانب الفني من حيث اللغة والأوصاف وأسلوب السرد الذي جعل القارئ في حالة ترقب للآتي بجانب أن إيقاع الأحداث جاء سريع نسبياً.
على الجانب الآخر احتوت رواية ساق البامبو على كم هائل من المعلومات في مجالات مختلفة، حيث أن النصف الأول من الرواية يُشبه أدب الرحلات، حيث يصحبك الكاتب في رحلة إلى الفلبين، ويُعرفك بطبيعة الحياة هناك والفئات التي يتكون منها المجتمع الفلبيني وعادات كل منهم، أما في النصف الثاني فكان بمثابة تأريخ للعديد من الأحداث التاريخية الهامة التي شهدتها دولة الكويت خلال العشرون عاماً الأخيرة، والأهم أن ذلك كله تم تقديمه بسلاسة ضمن السياق الدرامي دون الوقوع في فخ المباشرة أو استخدام أسلوب الوعظ المباشر.
عمق الموضوع
تعرضت أحداث رواية ساق البامبو للعديد من القضايا الشائكة في الدول العربية بشكل عام وفي دولة الكويت على وجه الخصوص، حيث سلط الكاتب من خلال قصة عيسى الطارووف -بطل الرواية- الضوء على الأمراض الاجتماعية المستشرية في الوطن العربي، وفي مقدمتها الأفكار العنصرية والتفرقة الطبقية بين ابناء الوطن الواحد، كذلك رصدت القصص الفرعية في الرواية مشكلات الشباب العربي بصفة عامة والكويتي بشكل خاص.
في خلفية الأحداث يتناول الكاتب موضوع أكثر عمقاً، ألا وهو مفهوم النزعة الإيمانية وعلاقة الإنسان في الإله، والفروق ما بين لب الدين وتأويل الإنسان لتعاليمه، كما استغل الكاتب حالة تشتت الشخصية ما بين ديانة والدته المسيحية والدين الإسلامي الذي انتمى إليه بالوراثة ومجموعة الأديان الأخرى التي احتك بها البطل في أرض الفيلبين في عقد مقارنة بسيطة بين مفاهيم كل منها.
رسم الشخصيات
جميع شخصيات ساق البامبو نابضة بالحياة، حيث أن الكاتب اهتم بأدق تفاصيل شخصياته بما في ذلك الشخصيات الثانوية والتي لم يكن لها ظهور قوي بالأحداث، مثال العمة عواطف وشخصية إبراهيم الفتى الفلبيني المسلم ذو التدين السطحي والأفكار المائلة إلى التطرف وغيرهما، فقد اهتم الكاتب بتوضيح خلفية كل شخصية مما جعل تصرفاتها مبررة متسقة مع المنطق الأمر الذي جعل الأحداث أكثر مصداقية.