انتشرت حبوب زيت الكريل حول العالم خلال الفترة الماضية وتزايدت معدلات استهلاكها على نحو ملحوظ، حتى أنها أصبحت منافساً قوياً لا يُستهان به لمختلف المكملات الغذائية التقليدية المتعارف عليها وخاصة مكملات أوميجا 3 ومكملات زيت السمك، فترى ما الذي يميز تلك الحبوب الحمراء الصغيرة؟ وما الفوائد والآثار الصحية التي تنتج عن تناول ذلك المكمل الغذائي الحديث نسبياً؟
فوائد مكملات زيت الكريل الغذائية :
أثبتت الدراسات والأبحاث العلمية أن فوائد حبوب زيت الكريل بالغة التعدد والتنوع وتنعكس على الصحة العامة للإنسان بالعديد من الآثار الإيجابية، من أبرزها الآتي:
العلاج والوقاية من التهاب المفاصل :
أثبتت الدراسات العلمية والتجارب العملية أن حبوب زيت الكريل المكملة ذات فعالية في الحد من شدة الآلام الناتجة عن التهاب المفاصل وآلام العظام بشكل عام. وينصح الأطباء من يعانون من تلك المشاكل الصحية بضرورة تناول هذا الزيت بصورة منتظمة ويؤكدون أنهم سوف يلمسون الفارق خلال فترة زمنية وجيزة، بل أن بعض الدراسات قد ذهبت لأبعد من ذلك ورأت أن دور الكريل في هذا الصدد لا يقتصر على الجانب العلاجي فحسب بل أنه يمتد ليشمل الجانب الوقائي أيضاً، بمعنى أن تناول حبوب الكريل بشكل منتظم يقلل من فرص التعرض لتلك الالتهابات مستقبلاً.
السر في ذلك يرجع إلى احتواء حبوب زيت الكريل على نسب مرتفعة من الدهون الفوسفاتية والأوميجا 3 وكلاهما من العناصر التي تعمل على خفض مستويات الالتهابات في الجسم، كما أنها تعمل تساهم في تحفيز الجسم على إنتاج المواد اللازمة لحماية المفاصل والحفاظ على صحتها مثل الكولاجين وغيره.
دعم الحالة المزاجية والقدرات العقلية :
يعتبر زيت الكريل أحد المكملات الغذائية التي تلعب دوراً رئيسياً في دعم الصحة العقلية وذلك لأن تركيب هذا الزيت -كما ذكرنا- يحتوي على نسب مرتفعة من أحماض أوميجا 3 التي تعد من أهم العناصر الغذائية بالنسبة للمخ، واستهلاك الإنسان حصصاً جيدة منها ينعكس بشكل إيجابي على القدرات العقلية وكذلك الحالة المزاجية.
أثبتت الدراسات أن المركبات التي يحتوي عليها الكريل تساعد على الاسترخاء والحد من الضغوط الناتجة عن إجهاد العمل أو المشكلات الشخصية، كما أنها ذات فعالية في الحد من تأثير نوبات الاكتئاب على الصحة النفسية للإنسان. بالإضافة إلى هذا أثبتت الدراسات أن الانتظام في تناول هذا المكمل الغذائي على المدى البعيد يدعم القدرات الإدراكية والعقلية للإنسان ويساعد على تقوية الذاكرة ويحد بنسبة كبيرة من احتمالات التعرض مستقبلاً لأي من حالات الخرف أو الزهايمر وغيرها من مظاهر الشيخوخة العقلية.
خفض الكوليسترول وتعزيز صحة القلب :
أحد أبرز فوائد زيت الكريل مساهمته الفعالة في خفض معدلات الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية في الدم، ولا يقف الأمر عند هذا الحد بل أن خصائص زيت الكريل تساعد -في المقابل- على رفع مستويات الكوليسترول الجيد وهو ما يضمن الحفاظ على صحة عضلة القلب ويقلل بنسبة كبيرة من احتمالات التعرض إلى الأزمات القلبية أو أمراض الأوعية الدموية وانسداد الشرايين وغير ذلك من الإصابات الخطيرة التي قد تكون قاتلة.
تنقية الجسم والحفاظ على عضو الكبد :
أجريت بعض الدراسات الحديثة على زيت الكريل في محاولة للتعرف بصورة أكبر على خواصه وتأثيره، وقد وجدت تلك الدراسات أن هذا الزيت قادر على دعم عضو الكبد والحفاظ على صحته ووظائفه؛ لهذا بدأ بعض الأطباء في ضمه إلى وصاياهم لمن يعانون من مشاكل صحية تخص الكبد، ورغم أن هذا الزيت لا يعتد به كعلاج في حد ذاته إلا أنه يعزز من تأثير العلاج العادي ويسرع من وتيرة الشفاء ويقلل من شدة الأعراض المصاحبة لتلك المشاكل الصحية.
كذلك أشارت ذات الدراسات إلى أن مركبات زيت الكريل تلعب دوراً بارزاً في تنقية الجسم من السموم والممرضات وطرها خارج الجسم، لكن تلك المعلومات ما هي إلا نتائج أولية غير حاسمة ولا يزا الأمر محل دراسة وبحث.
تعزيز جهاز المناعة لدى الإنسان :
ذات الدراسات التي ترى أن زيت الكريل يساهم في طرد السموم وتنقية الجسم منها ترى أيضاً أن ذلك المكمل الغذائي يساهم في تقوية جهاز المناعة لدى الإنسان ورفع درجة فعاليته وكفائته في مواجهة الفيروسات والممرضات وذلك بطريقتين، إلا أن ذلك الأمر لم يحسم بعد ولا يزال في حاجة إلى مزيد من الدراسة والبحث والتجريب، لكن النتائج الأولية التي جاءت بها الدراسات المعنية بهذا الأمر مبشرة جداً وتشير إلى صدق المعلومة.
الكريل أحد أسرار الشباب الدائم :
فوائد زيت الكريل بالغة التعدد والتنوع وتشمل إلى جانب الفوائد الصحية عدداً من الفوائد التجميلية أيضاً، حيث أثبتت العديد من الأبحاث العلمية بشكل قاطع أن مكملات الكريل الغذائية تساهم بصورة فعالة في الحفاظ على نضارة البشرة وتوهجها وإشراقها وتؤخر بنسبة كبيرة ظهور علامات الشيخوخة الظاهرية المتمثلة في شحوب الوجه وانكماشات وتجاعيد الجلد وغير ذلك.
يرجع السر في ذلك إلى احتواء تركيب حبوب زيت الكريل على العديد من المواد التي تساهم في رفع معدلات إنتاج الكولاجين الطبيعي في الجسم وهي المادة المسؤولة عن الحفاظ على نضارة البشرة وسلامة الجلد وجعله على الدوام مشرقاً ورطباً، حتى أن عدد كبير من عمليات التجميل تعتمد في إحداث تأثيرها على رفع نسبة تلك المادة داخل الجسم. بالإضافة إلى ذلك يحتوي الكريل على المواد المضادة للأكسدة والتي تكافح الجذور الحرة وبالتالي تقلل من فرص وقوع الإصابة بأي من أنواع مرض السرطان وخاصة سرطان الجلد كما أنها تُبطئ من ظهور علامات الشيخوخة والتقدم في العمر.
مكافحة أعراض الاضطراب الهرموني لدى النساء :
أثبتت الدراسات أن النساء هن الأكثر عرضة لحالات اضطراب الهرمونات مقارنة بالرجال، بل أن هذا الخلل الهرموني يتم لديهن بشكل طبيعي تماماً ولا يعد إشارة إلى مرض أو خلل صحي، بل أنه يعد أحد الأعراض الطبيعية التي ترافق حدوث الحمل أو عند المرور بمرحلة الدورة الشهرية المعتادة.
ترافق تلك الحالات بعض الأعراض الجسدية المزعجة بالنسبة للنساء والمتمثلة في آلام منطقة أسفل البطن، بالإضافة إلى الأعراض النفسية المتمثلة في الميل إلى الاكتئاب أو سرعة الغضب وتقلب المزاج، وقد أثبتت الدراسات أن زيت الكريل يفيد في التغلب على كلتا المشكلتين؛ أي أنه يحد من شدة الألم المصاحب للدورة الشهرية أو الذي الألم الذي يصيب النساء ببعض فترات الحمل، كما أن العناصر التي يحتويها تعمل في ذات الوقت على تحسين الحالة المزاجية وتحد من تنامي مشاعر القلق والتوتر.
خاتمة :
يجدر بنا في الختام الإشارة إلى أن مكملات زيت الكريل الغذائية تعود بالكثير من النفع على صحة الإنسان، كما يتوقع الأطباء احتمالية اكتشاف المزيد من الفوائد لذلك المكمل الغذائي في المستقبل، لكن رغم كل ذلك لا يمكن اعتباره بديلاً عن العلاج التقليدي إنما هو يعزز تأثيره فحسب.
يشار هنا أيضاً إلى أن هذا المقال وكافة المواد المنشورة به هي مجرد معلومات فقط ولا يمكن بأي حال اعتبارها بديلاً عن الحصول على استشارة طبية متخصصة قبل البدء في تناول هذا المكمل الغذائي.