من أفضل ثمرات وحسنات العيد زيارة الأقارب في العيد على ما ينطوي عليه هذا الطقس الرائع من تواصل وتقارب بين الناس، وطاقة فياضة من العواطف المتبادلة بين الناس ومشاعر الألفة والترابط بين الأقارب والأحباء، كلنا نعرف مدى المشاغل في الحياة والتي تجعلنا نغترب حتى عن أسرنا وأهلنا في المنزل، وكلنا نعرف أيضًا عمق الروابط التي تلهينا الدنيا عنها ولا نجد الفرصة للتعبير عن ابتهاجنا بهذه الرابطة ورغبتنا في التأكيد عليها، لذلك يأتي العيد لتسنح لنا الفرصة للتعبير للأقارب والأحباء على أهمية وجودهم في حياتنا من خلال زيارات العيد والتأكيد عليها، ولذلك كانت زيارة الأقارب في العيد الطقس الأكثر أهمية.
زيارة الأقارب في العيد طقس اجتماعي
على الرغم من أن العيد احتفالية دينية بالأساس إلا أن مراميه تعتبر اجتماعية، يشدد الدين على أهمية صلاة العيد في جماعة حيث لا تصح صلاة العيد للفرد ويؤكد على التهنئة والمباركة للآخرين والسلام على من تعرفه ولا تعرفه بعد صلاة العيد، بالتالي تأتي زيارة الأقارب في العيد تكملة لهذه المضامين الاجتماعية والأهداف والغايات التي يرمي إليها الدين من خلال التأكيد على زيارة الأقارب كبعد اجتماعي للدين، وتأكيد الروابط بين الناس لأن الدين مثلما يأمرنا بعبادة الله يأمرنا أيضًا بالتأكيد على المحبة والتراحم بيننا وبين الناس، والأقربون أولى بالمعروف بالتالي هم الأولى بالمحبة والتراحم والتكافل.
صلة الأرحام
تأكيد الإسلام على صلة الأرحام شيء يجعلنا على الدوام مهتمين بهذه القيمة الجليلة بأن الإنسان لا يعيش وحده بل له عائلة وأقارب وأن يد الله مع الجماعة بالتالي لا يجب علينا أن ننعزل في العيد بل أن نزور الأقارب ونصل الأرحام وإن كان الأمر ثقيلا علينا في الأيام العادية لأنه كلما زاد الانشغال زاد الثقل من استئناف الروابط مرة أخرى ووصل ما انقطع وأيضًا يحدث الإنسان نفسه بأنه يخشى لو أراد وصل الروابط الاجتماعية المنقطعة لخشي الإزعاج أو الاستغراب من مبادرته مما يترتب عليه شعوره النهائي بالإحباط تجاه هذه الخطوة لذلك تأتي زيارة الأقارب في العيد كفرصة سانحة لصلة الأرحام.
التأكيد على عمق الروابط الاجتماعية
من أجمل الأمور التي تفرزها زيارة الأقارب في العيد كطقس أصيل ومقدس وأساسي بالنسبة للأعياد هي التأكيد على عمق الروابط الاجتماعية وعمق الصلات بين الناس وبالتالي يأتي العيد كطريقة لهذا التعبير عن الصلات والترابط، فلا نتوقع مثلا أن يدق بابك ابن عمتك كي يخبرك أنه أتى ليجلس معك قليلا فقد تشعر بالريبة وغرابة الأمر ولكن حين يدق بابك في العيد فإن الأمر سيكون مفهوما وسيكون هناك تسامح مع ضعف هذه الروابط في الأيام العادية بسبب مشاغل الحياة وضغوطها.
زيارة الأقارب في العيد تساهم في الفرحة والألفة والأنس
من الأشياء الرائعة أيضًا في زيارة الأقارب في العيد هي تلك الفرحة والأنس الذي يسري في المنزل بزيارة الأقارب والأحباب واستضافتهم حتى ولو لنصف ساعة فقط فإن هناك الكثير يمكن أن تقوله هذه الزيارة أهمها أن يأنس الناس ببعضهم بدلا من الصمت الثقيل الذي يحل على المنازل طوال أيام العام باستثناء العيد الذي يشهد زيارات مكثفة بين الناس وربما هناك بعض الأشخاص الذين لا نراهم إلا في العيد.
زيارة الأقارب في العيد من أفضل وأهم الطقوس إن لم تكن أفضلها على الإطلاق ولا يوجد أي طقس أهم منها لأنها تؤكد على التقارب والترابط بين الناس وهذا هو غاية العيد العظمى.