هناك العديد من الأمور العارضة التي تتسبب في حدوث رعشة الجسم ولا تحتاج لأي دواء مثل شرب الكثير من مادة الكافيين الموجودة في القهوة والشاي، أو الضغط النفسي والعصبي والتوتر، أو تناول النيكوتين لمدة كبيرة من الوقت بواسطة أي منتج من المنتجات التي يدخل بها، أو عدم شرب الماء لفترة كبيرة من الوقت تجعل الجسم يدخل في حالة جفاف شديدة لا تمكنه من التحكم بأي شيء، هذه هي أشهر الأمور العارضة والتي من الممكن إيقاف رعشة الجسم فيها عند الإقلاع عن ممارسة هذه الأشياء، ولكن هناك ما هو أشد من ذلك وهي الأشياء التي يصعب الاستشفاء التام منها مثل الإصابات التي تحدث في الدماغ، أو الكهرباء الزائدة على المخ، أو التصلب اللويحي أو المتنثر، هذه هي مشكلات يصعب التخلص منها وتحتاج لفترات طويلة للاستشفاء منها على العكس من الأمور العارضة التي تنتهي بالامتناع عن تأديتها، ونحن هنا سنتعرف على العوامل والدوافع التي تؤدي لحدوث رعشة الجسم، فتابعوا معنا.
كثرة تناول منتجات الكافيين والنيكوتين
من أهم العوامل التي تؤدي لحدوث رعشة الجسم هو تناول منتجات الكافيين والنيكوتين، حيث أن هذه المواد تعمل على نشوب خلل في أجهزة الجسم وعدم قدرتها على أداء وظائفها على أكمل وجه، وهذا لن يحدث من المرة الأولى لاستخدام وتناول هذه المواد في صورة منتجات مثل القهوة أو السجائر والمخدرات، ولكن ستظهر مع تكرار تناولها لمرات عديدة عندما يصبح جسم الإنسان في حالة لا يحسد عليها، فتقول وزارة الصحة أن الإنسان بحاجة إلى أربعمائة ملي غرام من الكافيين في اليوم فقط، هذه هي أقصى جرعة يمكن للإنسان تناولها عن طريق المنتجات المختلفة التي تحتوي على الكافيين مثل القهوة والشاي، ولكن عند تناول هذه المنتجات لمرات عديدة طوال اليوم وتزيد الجرعة عن أربعمائة ملي غرام تبدأ أعراض الكافيين الزائد في الظهور على هيئة رعشة الجسم.
ويمكن أن يزداد الأمر سواء وتظهر بعض الأعراض الأخرى لذا يرجى عدم الإكثار عن تناول الجرعة التي تنصح بها وزارة الصحة العالمية، أما عن النيكوتين فهو الأمر الأكثر خطورة على جسم الإنسان فالنيكوتين لن يسبب رعشة للجسم فقط، بل من الممكن أن يصل إلى الأمر إلى هلاك الإنسان بعد أن تدمر أغلب أعضاء جسمه مثل الكبد أو الجهاز التنفسي أو القلب أو الكلى، لذا لابد من الامتناع تمامًا عن المنتجات التي تحتوي على النيكوتين لكي نتفادى الإصابة بمشكلة رعشة الجسم أو تلف بعض أعضاء الجسم التي قد تسبب الوفاة في نهاية المطاف.
الجفاف الشديد
يعتبر الجفاف من الأسباب التي تؤدي إلى ظهور مشكلة رعشة الجسم وخاصة في العضلات الكبيرة من جسم الإنسان، حيث أنه لابد من تناول كميات وفيرة من الماء يوميًا لكي تسير الأمور على أكمل وجه ونستطيع أداء المهام اليومية بصورة سليمة، فالماء عنصر أساسي لجسم الإنسان بجانب الطعام وعند اختلال أحد عناصر هذه المنظومة تحدث آثار سلبية على جسم الإنسان حتى أنه لن يقدر على الحركة أو ممارسة أي نشاط بدني، ويحتاج الإنسان من الماء يوميًا ما يتراوح بين لتر إلى لترين مقسمين على أجزاء اليوم كله، بمعنى أن الكمية لن تشرب في أن واحد ونمتنع عن شرب الماء طوال اليوم ظننًا منا أننا شربنا الكمية المطلوبة.
بل يتوجب علينا الشرب على مدار اليوم بصورة مستمرة وخاصة في فصل الصيف، لأن الجسم يكون في أمس الحاجة إلى شرب الماء نظرًا لنفاذ السوائل بصورة سريعة بسبب عامل الجو وانعدام الرطوبة، فلذا إذا أردنا تجنب رعشة الجسم بقدر الإمكان فعلينا شرب الماء بصورة دائمة بجانب تناول الطعام الذي يحتوي على العناصر الغذائية الهامة لجسم الإنسان.
رعشة الجسم نتيجة نقص حاد في فيتامينات الجسم
يحتاج الجسم يوميًا إلى نسب معينة من البروتين والكربوهيدرات والدهون بجانب الفيتامينات المتعددة والكلسيوم والألياف الغذائية، وتلعب الفيتامينات دورًا هام في صحة جسم الإنسان وعندما تقل عن المستوي الطبيعي لها تبدأ الآثار السلبية في الظهور، ولكل فيتامين وظيفته الأساسية فمثلا فيتامين ب 12 يقوم بتكسير الأحماض الأمينية والدهنية ومن ثما يقوم بتكوين خلايا جديدة وأهمها خلايا الدم الحمراء الضرورية لحياة الإنسان، وفيتامين د الذي يمتص الكلسيوم من أجزاء الطعام ويساعد على وقاية الإنسان من مرض هشاشة العظام، وفيتامين سي الذي يقوم بامتصاص الحديد الهام لجسم الإنسان، وغيرها من الفيتامينات التي نحصل عليها من الطعام وعندما تقل النسبة المأخوذة من الطعام عن الحد المطلوب بصورة دائمة وكبير تبدأ الآثار الجانبية في الظهور.
وما يؤثر على ظهور مشكلة رعشة الجسم هو فيتامين ب وفيتامين د بجانب الكلسيوم، فعندما تقل هذه الفيتامينات والمعادن عن الدخول لجسم الإنسان بالصورة المطلوبة تبدأ الرعشة في الظهور بالجفن واليدين والقدمين، وهنا لابد من الذهاب إلى الدور المختص بصورة سريعة لكي يقوم بمعرفة أي الفيتامينات التي قل مستواها عن المطلوب، ويقوم بإعطاء الأدوية التي تعوض هذه النسب المفقودة.
إنهاك الجسم بالنشاطات البدنية
تعتبر النشاطات البدنية الزائدة عن الحد الطبيعي هي من أهم أسباب مشكلة رعشة الجسم، وذلك لأن الإنسان عندما يقوم بالكثير من النشاطات البدنية في فترة متواصلة من اليوم أو على فترات متقطعة طوال عدة أيام، يتراكم الكثير من حمض اللاكتيك أو اللبني في تلك العضلات والمناطق التي أسهمت في هذا المجهود البدني الكبير، حيث أنه خلال أداء المجهود البدني الكبير تتحلل جزيئات السكر الموجودة بالجسم بصورة سريعة للغاية مما تزيد من تركيز حمض اللاكتيك بجسم الإنسان، وفي هذه الفترة لا يستطيع الكبد تصريف تلك الكبيرة فبالتالي يلجأ لتخزينها في العضلات والأماكن التي حدث عليها الضغط أثناء ممارسة هذه النشاطات، وبعد الانتهاء من هذه النشاطات تبدأ أعراضها في الظهور وتكون على هيئة رعشة الجسم وعادة ما تصيب منطقة الذراعين والساقين والظهر، لذا يتوجب على الإنسان الحذر عند القيام بالأنشطة البدنية وعدم تحميل الجسم فوق طاقته لأن هذا سوف يؤذي بحياته ويجعل عرضة للإعياء والهلاك وهذا بالطبع ما لا يريده أي الإنسان.
الأعراض الجنابية لبعض الأدوية
من الممكن أن تكون مشكلة رعشة الجسم هي مشكلة مؤقتة نابعة من الأعراض الجانبية التي قد تسببها بعض الأدوية، ومن أشهر الأدوية التي قد تتسبب في ظهور هذه الرعشة هي الستيرويدات القشرية وحبوب الأستروجين، أما الأستروجين فهو هرمون أنثوي تأخذه بعض النساء عند الحاجة إليه وذلك في الوقت الذي يصعب على جسم المرأة إفراز الكمية المطلوبة من هذا الهرمون، والستيرويدات القشرية هذه هي عبارة عن منشط لبعض للجسم نحتاج إليه عند عدم مقدرة الجسم على إفرازه بصورة سليمة، وهو هام جدًا لصحة الإنسان حيث يساعد أعضائه على أداء وظائفه على الشكل المطلوب وعند نقصانه يختل النظام الخاص بها وبالتالي تظهر عليه بعض المشاكل، وينقسم الستيرويد إلى قسمين قسم خاصة بالغدة الكظرية وعند أخذه نقوم بتعويض النقص الذي يحدث من هذه الغدة.
والقسم الثاني هو خاص بعمل هرمونات الذكورة والأنوثة لكي يسيرها وفق المعدل المتزن لها، ولكن من الممكن أن يعاني بعض الناس من الحساسية تجاه هذه الأدوية وتظهر عليهم بعض الأعراض الجانبية مثل رعشة الجسم، وعادة ما تأتي هذه الرعشة بصورة كبيرة في اليدين أو الساقين أو الذراعين، وهنا يتوجب على المريض العودة إلى الطبيب الذي قد كتب له هذا الدواء وطلب منه تغييره واستبداله بما يعادله في التأثير الطبي مع انعدام المادة التي تسبب هذه الرعشة.
الضغط النفسي والتوتر و رعشة الجسم
قد تظهر رعشة الجسم بسبب إصابة الشخص بالضغط النفسي الشديد والتوتر العصبي، وهذه من المشكلات التي من الممكن القضاء فور الانتهاء من هذا الضغط النفسي، والضغط النفسي عبارة عن تعرض الجسم لبعض الأشياء التي تفوق قدرة تحمله لها وهو ليس محدد بقدر معين، فلكل إنسان مقدار معين من القدرة على التحمل وعند تجاوزه تظهر بعض الآثار السلبية على الجسم، وقد يتعرض بعض الناس لموقف محرج أو مفاجئ يجعلهم يفقدون القدرة على التحكم في أجزاء الجسد وخاصة اليدين والقدمين، ولذا نحن نسمع دائمًا عن الفتيات التي ترتعش فور رؤيتها للشخص المتقدم لخطبتها، وقد يؤدي هذا الارتعاش إلى وقوع الأشياء الموجودة في يدها بتلك اللحظة مثل أكواب العصير وغيرها، وهناك أمثلة كثيرة للتوتر والضغط النفسي ولكن الشيء الجيد في الأمر أنها تعتبر أسهل الحالات التي يمكن القضاء عليها سريعًا بل وبدون أي أدوية بعكس بعض الحالات الأخرى التي قد تستغرق وقتًا طويلًا للاستشفاء منها.
ومن الجدير بالذكر أن الرعشة هنا لا تقتصر على اليدين والقدمين فقط بل من الممكن أن تصيب أحد عضلات الجسم الأخرى في أي مكان، وهنا ننصح من يعاني من التوتر أو الضغط النفسي دائمًا أن يحاول الهدوء والتقليل من الشدة والعصبية، مع التحكم بالذات قدر الإمكان عند التعرض للمواقف المفاجئة أو المحرجة.
حدوث تهيج العين
من الممكن أن يحدث تهيج في سطح العين أو العين ذاتها بسبب التعرض لأحد المثيرات لها مثل العدسات اللاصقة أو الفلفل الحار والتوابل وغيرها، وهذا التهيج قد يؤدي إلى حدوث رعشة في هذه المنطقة أو في جفن العين من الداخل، وعلى من يتعرض لمثل هذه المشكلة أن يقوم بنزع ذاك المثير والمتسبب في تهيج العين إن كان يمكن ذلك مثل العدسات اللاصقة، وإن شق عليه ذلك فيتوجب عليك التوجه سريعًا إلى الطبيب المختص لكي يقوم بفحص الحالة وأخذ العلاج المناسب لتلك المشكلة، ولكن عليك معرفة أن الرعشة المتعلقة بتهيج العين من الأشياء التي يمكن القضاء عليها بسهولة فلا داعي للقلق.
الإصابة بمشكلة التصلب اللويحي
التصلب اللويحي أو التصلب المتنثر هي مشكلة تصيب الإنسان في الجهاز العصبي المركزي الخاص به، وهذه المشكلة تندرج تحت نطاق أمراض المناعة الذاتية أي ما تهاجم الجسم بنفسها وبدون الحاجة إلى كائن خارجي، وللأسف يعتبر التصلب اللويحي من الأمراض المزمنة أي سيظل مع الإنسان إلى وفاته، ومن ضمن أعراض هذا المرض هي رعشة الجسم ولكنها ليست محددة بنسبة معينة فهي مختلفة ومتفاوتة من شخص لأخر، فقد تصل في بعض الأحيان إلى فقدان الشعور بالراحة والطمأنينة، وفي بعض الحالات يعوق الجسم عن الحركة نهائيًا، ولكن رعشة الجسم ليست مقترنة اقترانًا وثيقًا بالتصلب اللويحي ولذا فهي تعتبر من الأسباب الأقل شيوعًا لذلك المرض.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.
الكاتب: أحمد علي