دونالد ترامب هو الرئيس رقم 48 في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، والذي صاحب خبر فوزه في الانتخابات الأمريكية موجة كبيرة من الجدل، فقد كان هناك عدد كبير لا يتوقعون فوز دونالد ترامب بالرئاسة وعدد آخر لا يتمنى أن يتحقق هذا.. ليبقى السؤال مطروحاً: لماذا فاز ترامب على منافسته هيلاري كلينتون بالمخالفة لكل التوقعات؟
عوامل نجاح دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية :
قام عدد من المحللين السياسيين برصد العوامل أو الأسباب التي قادت دونالد ترامب إلى سدة الحكم، والتي من أهمها:
حكم الرجل الأبيض :
على الرغم من أن الولايات المتحدة الأمريكية دائماً ما تتشدق بشعارات المساواة ونبذ العنصرية، إلا أن ما يجرى على أرض الواقع يؤكد العكس، فلا يزال داء العنصرية متفشياً في المجتمع الأمريكي بصور متعددة، على رأسها العنصرية الطائفية وكذلك عنصرية اللون.
يرى المجتمع الأبيض في أمريكا أنه تلقى ضربة حين تولى باراك أوباما الرئاسة، ولأن هيلاري كلينتون في نظر الكثيرين هي امتداد لسياسات أوباما، فرأى بعض المحللين إن ذلك يصب في مصلحة دونالد ترامب الذي سيحظى بتأيد كل أمريكي يمنح الجنس الأبيض الأفضلية، حيث أن حكم ترامب في نظرهم هو استعادة للمنصب الذي ظل في حوزتهم طيلة 240 عاماً قبل تولي أوباما.
التصويت نكاية في كلينتون :
قال بعض المحللين إن شعبية هيلاري كلينتون في الشارع الأمريكي ليست بالحجم الذي تحاول حملتها أن تصوره للإعلام، فعلى العكس سياساتها الخارجية في الشرق الأوسط ومع الدول العربية أفقدتها قدر كبير من تلك الشعبية، خاصة أن نسبة كبيرة من الأمريكيين يرون أن كلينتون كانت أحد أسباب الحروب التي تورطت بها بلادهم خلال السنوات السابقة وأبرزها حرب العراق.
فقد خسرت ثقة جزء كبير من الشعب الأمريكي، وهؤلاء لا يفضلون رؤيتها داخل البيت الأبيض وبالتالي فإنهم سيقومون بالتصويت لصالح دونالد ترامب رغم عدم قناعتهم التامة بمشروعه أو توجهاته.
دعم الولايات الأربعة :
اعتمدت حملة دونالد ترامب الانتخابية على أربعة ولايات قادرة على تحويل مسار العملية الانتخابية لصالحه، تلك الولايات هي ميتشجان وويسكونسن وبنسلفانيا وأوهايو، فرغم إن هذه الولايات تُعرف بإنها ولايات ديمقراطية وكان دوماً يفوز بمنصب عمدتها المنتمون للحزب الديمقراطي، إلا أن هناك تغيراً قد حدث في توجهاتها ابتداءً من عام 2010م، حيث ذهبت أغلب أصواتها إلى الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه دونالد ترامب ،وقد خسرت كلينتون تلك الكتلة التصويتية التي أضيفت إلى رصيد ترامب وقادته إلى البيت الأبيض.
فضائح سياسية مقابل فضائح أخلاقية :
تناولت العديد من التقارير الصحفية فضائح أخلاقية تخص عائلة المرشح دونالد ترامب وتم ترجمة عدد منها إلى اللغة العربية، وهذا جعل لدى الشعوب المحافظة شبه يقين بأن الشعب الأمريكي لن يسمح لشخص مثل هذا بتولي منصب الرئيس.
بينما الحقيقة أن الشعب الأمريكي إن أُجبر على المفاضلة ما بين الفضيحة الأخلاقية والسياسية فسيفضل الأخلاقية، خاصة وأن ما أشيع حول ترامب يتعلق بزوجته وليس بشخصه، وأن الثقافة المجتمعية في أمريكا تفصل بين الأشخاص كما أن الصور الخاصة بزوجته تعود لفترة عملها كموديل وعارضة أزياء وهو أمر قانوني ومصرح به، أما كلينتون فهناك العديد من علامات الاستفهام التي تحيط بعملها السياسي، وذلك ما لا يتهاون به الأمريكيون وكانت الشبهات المحيطة بكلينتون سبب رئيسي في تحول العديد منهم إلى تأييد دونالد ترامب
تصريحاته ضد الإرهاب :
أثار دونالد ترامب جدلاً واسعاً بتصريحاته المتعلقة بالجماعات الإرهابية وعلى رأسها داعش والإسلام الريداكلي بصفة عامة، ورغم أن تلك التصريحات أثارت غضب غالبية الوطن العربي إذ رأوا إنه خلط بين الإسلام والإرهاب وهو ما يخالف الواقع والحقيقة، إلا أن تلك التصريحات جذبت إليه قطاعاً كبيراً من الأمريكيين المتخوفين من تكرار الهجمات الإرهابية، خاصة إن خلال العام الماضي تعرضت دول الغرب لعدة هجمات إرهابية كان يقف وراءها عدد من الجماعات المتطرفة مدعية الإسلام.