يصاب الناس في بعض الأحيان بمشكلة دوران الرأس المفاجئة وهي لها الكثير من الأسباب المختلفة مثل انخفاض حاد في ضغط الدم، أو الإصابة بفقر الدم والأنيميا، أو نقص الحديد بالجسم، أو عدم تناول الطعام لفترات كبيرة من الوقت، أو ممارسة مهام شاقة ومتعبة بدون تعويض الجسم بما يلزمه من طعام وشراب، أو اتخاذ وضعية الوقوف المفاجئ بعد الانبطاح لمدة ليست بالقليلة وعادة ما تأتي هذه المشكلة للأشخاص الذين يعانون من ضعف عام في الجسم أو كبار السن، وغيرها الكثير من الأسباب التي سنعرفها لاحقًا، ولكن يجب عليك معرفة أن أغلب هذه المشاكل والأمراض يمكن التغلب عليها مع أخذ بعض الأدوية والعقاقير الطبية، ما عدا بعض الأمراض المختلفة مثل الدوران الذي ينتج عن داء السكري، أو فيروسات الكبد بي وسي وإيه أو التليف الكبدي الخطير، أو أمراض القلب، والكلى، هذه الأمراض لا يمكن القضاء فيها على مشكلة دوران الرأس وذلك لأنها متعلقة بأمراض مزمنة يصعب الاستشفاء منها، ولذا فهي تنتهي فور القضاء على ذاك المرض المزمن إن استطعنا.
انخفاض معدل ضغط الدم يسبب دوران الرأس
أكثر الأسباب شيوعًا عند الإصابة بمشكلة دوران الرأس هو تعرض الجسم لانخفاض حاد ومفاجئ في ضغط الدم، ويعرف معدل ضغط الدم من خلال الأجهزة الطبية الموجودة في الصيدليات حيث أنه يمكننا قياس ضغط الدم بكل سهولة ومعرفة هل هو مرتفع أم منخفض أم مضبوط، والحد الأدنى للمستوى المضبوط في الانبساطي هو ستين والأقصى تسعين، وفي الانقباضي الأدنى تسعين والأقصى مائة وأربعين، وفي حال تجاوز النسبة لتلك الأرقام يعتبر الإنسان مصاب بارتفاع ضغط الدم، وإذا قلت عن ذلك فهو انخفاض ضغط الدم الذي ينتج عنه حدوث دوران الرأس، هذا بجانب الأعراض الأخرى مثل شحوب الوجه والعطش الشديد والصداع الشديد وعدم القدرة على التقاط الأنفاس بصورة طبيعية والتعب والإجهاد الشديد وفقدان الوعي في بعض الحالات.
ويأتي هذا الانخفاض بسبب فقر الدم والأمراض القلبية وأخذ بعض الأدوية التي لها آثار جانبية على ضغط الدم، ويعتبر انخفاض معدل ضغط الدم هو أكثر العوامل المؤثرة على ظهور دوران الرأس بصورة كبيرة.
فيروس أو دوران الأذن
تعتبر مشكلة فيروس الأذن أو دورانها هي من مسببات دوران الرأس وذلك لأنها أحد المراكز الهامة التي يعتمد عليها الجسم في توازنه، وعند حدوث أي خلل بها فذلك سوف يؤثر بالسلب على الجسم كله، والأجهزة أو المراكز التي يعتمد عليها الجسم في توازنه هي الأذن والعين والعصب الحسي وتلف أي منهما يمنع حدوث التوازن الطبيعي ويؤدي إلى دوران الرأس، وقد فسر العلماء هذه الظاهرة فتوصلوا إلى أن الجهاز الحسي لدى الإنسان عندما يتلف أحد أعضاء تتلقى الدماغ إشارات مختلفة عن ما ترسله الأعضاء الأخرى، وهذا ما يحدث في فيروس الأذن فإن الأذن ترسل إشارات إلى الدماغ مختلفة تمامًا عن ما ترسله العين والعصب الحسي ولذا يحدث ذاك الدوران المفاجئ.
ويرجع السبب في الإصابة بهذا الفيروس هو الإصابة بإنفلونزا البرد لمدة طويلة من الوقت، أو ظهور بعض الأورام في المخ، أو عيب تكويني، أو الاكتئاب النفسي النابع عن التفكير مرارًا وتكرارًا في ذلك الدوران المفاجئ، وللقضاء على هذا الفيروس وتلك الأعراض الناتجة عنه مثل دوران الرأس علينا بالراحة في المنزل لمدة عشرة أيام، مع أخذ بعض الأدوية المتعلقة بإنفلونزا البرد ومسكنات الدوران.
انخفاض السكر بالدم
من ضمن الأسباب الهامة التي تؤدي لظهور مشكلة دوران الرأس هو انخفاض معدل السكر بالدم، فالسكر يعد هو المصدر الأساسي لطاقة الجسم وعند انخفاضه عن المعدل المطلوب من قبل الجسم تحدث الكثير من الأضرار بالغة الخطورة، وعادة ما يحدث هذا الانخفاض للمرضى الذين يعانون من داء السكري وذلك لأن مستويات السكر لديهم ليست منتظمة وفي تصاعد وهبوط بصورة دائمة، حيث أن هرمون الأنسولين الذي يفرزه البنكرياس هو المسئول عن تفتيت الغلوكوز الداخل من الكربوهيدرات الموجودة بالطعام، وعندما يقل هذا الهرمون تبدأ الدوخة ودوران الرأس في الظهور على الإنسان، ومن لا يعانون من السكري فسيكون السبب الرئيسي في انخفاض السكر هو قلة تناول الطعام أو ممارسة المجهودات البدنية بصورة كبيرة للغاية تفوق المخزون الغذائي من الطعام.
هذا بجانب بعض الأسباب الأخرى التي تتسبب في حدوث انخفاض السكر بالدم مثل الفيروسات الكبدية والحمى واضطرابات الغدة الكظرية والفشل الكلوي والعقاقير الطبية التي لها آثار جانبية خطيرة، كل هذه الأسباب قد تؤدي لحدوث انخفاض السكر بالدم وبالتالي تظهر مشكلة دوران الرأس، ولذا ينصح الأطباء بضرورة التواصل مع الطبيب المختص بصورة سريعة لكي نعرف السبب الرئيسي وراء تلك الآثار ونستطيع القضاء عليها إذا كانت بسيطة أو المتابعة إذا كانت تتعلق بمرض خطير مثل الفيروس الكبدي.
عدم النوم بصورة جيدة
يعتبر النوم من الأسباب الشائعة لحدوث دوران الرأس وبعض المشاكل الأخرى وذلك لأهميته البالغة في تيسير حركة الحياة وتنظيم خطواتها القادمة، حيث أن الجسم يحتاج يوميًا ما يتراوح بين الست إلى ثماني ساعات من النوم، حتى تعمل الأجهزة خلال تلك الفترة على التعافي من كل ما حدث خلال اليوم مع إراحة الجسم ليبدأ عمله بصورة منتظمة ومعتادة، ويستحسن بشدة النوم من الحادية عشر مساء إلى السادسة أو السابعة صباحًا فهذه هي أفضل فترة للنوم، وقد ثبت علميًا أن الذين ينامون خلال هذه الفترة هم الأقل عرضة للأمراض ويقومون بتأدية المهام التي تطلب منهم أثناء اليوم بصورة جيدة، ولذا فلابد من النوم من ست إلى ثماني ساعات يوميًا لتفادي ظهور مشكلة دوران الرأس، ويجب الابتعاد عن النوم صباحًا فيما بعد الثامنة فأكثر لأنها لا تساوي إلى الربع من نفس الفترة بين الحادية عشر والسابعة صباحًا، وعلى من يتعرض لمشكلة دوران الرأس بصورة كبيرة أن ينتظم في مواعيد النوم ولا تقل المدة عن ست ساعات يوميًا.
الوقوف المفاجئ
أساسًا تظهر مشكلة دوران الرأس بنسبة ثمانين بالمائة عند الوقوف المفاجئ وخاصة لمن يعانون من نحافة البدن، ويعتبر الوقوف المفاجئ سببًا مرتبطًا بعدم الأكل بشكل جيد أو تناول الكربوهيدرات بصورة تسد الحاجة اليومية، أو من يعانون من نحافة البدن أو انخفاض معدل السكر بالدم، كل هذه الأسباب تشترك مع الوقوف المفاجئ في صورة واحدة حتى ينتج لنا مشكلة دوران الرأس، وعادة ما تظهر هذه المشكلة على كبار السن فهم الأكثر اختلالًا عند الوقوف أو الجلوس بصورة مفاجئة وسريعة، وذلك لأن أجسامهم تكون بحاجة إلى كميات كبيرة من الغلوكوز القادم مع الكربوهيدرات وعند انخفاض هذه النسبة يكونون الأكثر عرضة لهذه المشكلة وغيرها من المشكلات الأخرى مثل هشاشة العظام.
ويعتبر انخفاض ضغط الدم أحد الأسباب الرئيسية التي تؤثر على الوقوف المفاجئ للإنسان، ولذا ينصح الأطباء أولًا بتناول الطعام بصورة جيدة وبكميات وفيرة تسد حاجة الجسم مما يحتاج إليه يوميًا مع الإكثار من كمية الكربوهيدرات لما بها من الغلوكوز الضروري للقيام بجميع المهام اليومية، وثانيًا عدم الوقوف والمشي بصورة مفاجئة بل يتوجب علينا الوقوف ببطيء ثم الانتظار لبضعة ثواني لكي يستعيد الجسم اتزانه ولا يتعرض لأي خلل يتسبب في دوران الرأس.
دوران الرأس نتيجة الإفراط في التنفس
يعتبر التنفس الكثير في الأماكن الغير أمنة هي من أكثر الأسباب شيوعًا للإصابة بمشكلة دوران الرأس، حيث أن الإفراط في التنفس بأخذ كميات كبيرة من الهواء الموجود في المكان من الممكن أن يتسبب في حدوث الدوران فما بالك بالتنفس في الأماكن الغير أمنة ومليئة بالأشياء الملوثة، فبالطبع الأمر خطير على صحة الإنسان وقد يتسبب في حدوث الكثير من الأمراض أهمها دوران الرأس، فقد يدخل مع الهواء بعض الشوائب والمواد البكتيرية أو جراثيم تتسبب في إعاقة عملية التنفس، وحدوث تهيج وتضخم في المجاري الهوائية أو الإصابة بمشكلة ضيق التنفس الشهير، ناهيك عن تأثير هذه المواد على الصدر والرئتين، لذا علينا الحذر من الإفراط في التنفس خلال تواجدنا في أغلب الأماكن وأهمها الأماكن التي يظهر عليها آثار التلوث والميكروبات.
الجفاف الشديد
من الممكن أن يكون السبب وراء الإصابة بمشكلة دوران الرأس هو الجفاف الشديد الذي يصاب به الإنسان عند امتناعه أو عدم قدرته على تناول السوائل لفترة كبيرة من الوقت، فالسوائل وخاصة الماء ذات أهمية كبيرة لجسم الإنسان وتعمل على تيسير حركة جسم الإنسان، بجانب أنها تمنحه القدرة على أداء المهام اليومية التي تطلب منه، حيث أن الماء مليء بالمعادن والمواد التي لا نستطيع أخذها من الطعام بصورة كافية، ولذا ينصح الأطباء بتناول الماء والمواد السائلة من عصير ومشروبات بصورة دائمة خلال اليوم، فمثلا يلزمنا من لتر إلى اثنان كل يوم لكي نلبي احتياجات الجسم من هذه المعادن والمواد الهامة، ويجب شرب هذه الكمية على فترات متباعدة خلال اليوم وليس في وقت واحد، بل تكون مقسمة على أجزاء اليوم حتى نصل إلى لتر ونصف أو لترين في نهاية اليوم، وذلك لكي نحفظ الجسم من التعرض لمشكلة دوران الرأس أو الإصابة بأي مشكلة أخرى تنجم عن قلة شرب السوائل المائية.
بعد الولادة مباشرة
بعد أن تضع الأم صغيرها تكون في أمس الحاجة إلى الطعام والمياه وذلك للمحافظة على الجسم من انخفاض ضغط الدم أو دوران الرأس أو أي مشكلة أخرى، حيث أن المرأة بعد الولادة تكون قد فقدت الكثير من الدم لتعرضها للنزيف بصورة كبيرة وقت الولادة، هذا بجانب الآلام الكثيرة التي تعاني منها المرأة وقت الولادة مما يتسبب في استنزاف طاقتها واختلال وظائف الجسم، فهنا لابد بعد وضع الجنين الاهتمام بتناول الطعام المسموح به من قبل الطبيب المختص فليست كل الأطعمة متاحة للمرأة، مع شرب كميات وفيرة من الماء على فترات متواصلة خلال اليوم، وذلك لكي تحفظ جسمها من التعرض لمشكلة دوران الرأس أو أي مشكلة أخرى.
الأنيميا وفقر الدم
تلعب الأنيميا دور كبير في تعرض الإنسان لمشكلة دوران الرأس بصورة كبيرة وخاصة بعد الوقوف مباشرة، وذلك لأن الدم خلال هذه الفترة التي يصاب الإنسان بها بمرض الأنيميا يكون في حالة نقص شديد عن المستوى الطبيعي، وتناقص بعض مستويات الفيتامينات بالجسم مثل فيتامين بي 12 بجانب عدم قدرة هذا الشخص على تلبية هذا النقص بالغذاء، فعادة ما تكون شهيته ضعيفة وليست بحاجة إلى الطعام بصورة دائمة، ولذا تظهر مشكلة دوران الرأس بجانب بعض المشاكل الأخرى، وأفضل حل لهذه المشكلة هو المتابعة مع طبيب غذائي جيد للقضاء على تلك الأنيميا وأخذ كورس غذائي مكثف وشامل.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.
الكاتب: أحمد علي