حكة الجلد لها الكثير من الأسباب وهي تظهر على هيئة الرغبة في حك إحدى مناطق الجسم بجانب الشعور بالتوتر والانزعاج وعدم القدر على تحم الأمر، وعادة ما يأتي الشعور بعدم الارتياح والحاجة إلى الحك في منطقة واحدة مثل الظهر أو اليدين أو القدمين، ولكن من الممكن أن يكون الأمر أكثر خطورة فتظهر الحكة في جميع أجزاء الجسم، وتأتي حكة الجلد تلك عندما يصاب الإنسان ببعض الأمراض والمشاكل مثل التهاب الجلد أو الصدفية أو تأثير أمراض الكلى أو الكبد والفيروسات التي تضربه، أو تظهر في بعض الأحيان عندما يتعلق الأمر بالمراحل الأخيرة من أمراض الكبد مثل تليف الكبد، وهناك أيضًا تأثير الحمل على المرأة، والعقاقير الطبية والأدوية، ولا يمكن القضاء على مشكلة حكة الجلد إلا بعد الاستشفاء من هذه الأمراض، ولكن يمكننا التخفيف من حدة الحكة بواسطة بعض الكريمات المرطبة والمهدئة من تهيج الجلد، عامة نحن هنا سنتناول أكثر الأمراض والمشاكل المسببة لظهور حكة الجلد، فتابعوا معنا.
حكة الجلد نتيجة إصابة الجلد بمرض الصدفية
من ضمن الأمراض الأكثر شيوعًا لظهور حكة الجلد هو الإصابة بمرض الصدفية، وهذه المرض يأتي في المقام الأول بسبب العوامل الوراثي، ثم تأتي بعض الأسباب الأخرى مثل خلل في وظائف الهرمونات أو الفرط في التدخين أو التعرض طويلًا لأشعة الشمس الضارة أو الإصابة ببعض الخدوش من آلات غير معقمة، إحدى هذه الأسباب تؤدي للإصابة بمرض الصدفية الذي تنتج عنه حكة الجلد المؤلمة، وعادة ما تأتي الصدفية في أسفل الظهر أو الركبتين والمرافق وتكون ذات لون أحمر به بعض القشور البيضاء على هيئة بقع صغيرة، وتعتبر الأسر التي يوجد بها شخص مصاب بالصدفية هي الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض نتيجة العامل الوراثي الهام للغاية في هذه المسألة، وتختلف أنواع وأشكال الصدفية ولذلك قسماها الأطباء لعدة أقسام مثل صدفية القدمين، واليدين، والنقطية، والاحمرارية، والاعتيادية، وعندها ظهورها لابد من الذهاب لطبيب الجلدية لفحص الأمر ومعرفة طريقة علاجه، ومن الممكن التداوي من هذا المرض بواسطة النباتات والأعشاب مثل الباذنجان والحلبة والصبار وعرق السوس والفلفل الأحمر، وذلك لكي يمكننا التخلص من الصدفية المسببة لظهور حكة الجلد المؤلمة.
الإصابة بالالتهابات الجلدية
توجد العديد من الأسباب التي ينتج عنها الإصابة بمرض التهاب الجلد، وهذا المرض يظهر أيضًا على صورة حكة الجلد المؤلمة والمفاجئة، وأشهر هذه الأسباب هي الجرب والأكزيما وجدري الماء والقمل والتعرض للملوثات، فمثلًا الجرب هذا يأتي بسبب اختراق القارمة الجربية للجسم وتظهر أثارة على هيئة طفح جلدي وحكة الجلد بصورة دائمة، وجدري الماء عبارة ن فيروس يصيب الجلد بأكمله من الخارج وباطن الفم من الداخل، وعادة ما يصيب الأشخاص الذي يمتلكون مناعة ضعيفة والأطفال ومن في مرحلة البلوغ، وتظهر أعراضه على هيئة حكة شديدة وبعض البقع الحمراء على الجسد، أما عن القمل فهو أحد أنواع الحشرات التي تضرب الجسم وقت انعدام النظافة الشخصية، وعادة ما يصاب به طلاب المدارس والمساجين بسبب كثرة اختلاطهم بالناس وعدم الاهتمام بجانب النظافة.
هذه هي أهم الأسباب التي تؤدي لظهور حكة الجلد المؤلمة مع الإحساس بالألم والحاجة للحكة، هذا بجانب البقع الحمراء التي تظهر نتيجة هذه الاحتكاكات الشديدة، وعند ظهور هذه الأشياء علينا الذهاب للطبيب المختص لفحص الحالة ومعرفة المشكلة الرئيسية مع إعطاء بعض الأدوية والعقاقير الطبية التي تساعد على الاستشفاء السريع.
فيروسات الكبد المختلفة
قد تسبب بعض فيروسات الكبد المختلفة ظهور حكة الجلد من الخارج ولكن بدون احمرار، وإذا ظهر احمرار بالجلد أو خدوش فهو نابع من الحكة الشديدة التي تلاحق هذا الشخص دائمًا، وفيروسات الكبد عبارة عن فيروس بي وسي وإيه بجانب ألتليف الكبدي الذي يعد المرحلة النهائية من فساد الكبد، وفيروسات الكبد تلك عبارة عن وباء كبدي يضرب الجسم ويكون على هيئة التهابات ذات أشكال متعددة، وتأتي هذه الفيروسات نتيجة الحقن الطبية وبالأخص التي تدخل الوريد وهي أكثر الأسباب شيوعًا، حيث أن متعاطي المخدرات يأتي اليهم الفيروس بسبب عدم نظافة الحقنة أو استخدامها أكثر من مرة، وأيضًا يؤدي اختلاط الدم بأي وسيلة كانت إلى ظهور الفيروس، هذا بجانب الرعاية الطبية الخاطئة التي أصبحت منتشرة في الكثير من الدول العربية، أو انتقاله عن طريق الأم إلى الجنين.
هذه هي الأسباب التي تؤدي إلى ظهور فيروسات الكبد ومع عدم الاهتمام به أو معالجته سريعًا يتطور الأمر، فيصبح تليف كبدي أو تشم كبدي وهي أخر مراحل فساد الكبد حيث بعدها من الممكن أن يموت الإنسان في أي لحظة، ومن الآثار التي تنتج عن فيروسات الكبد هي حكة الجلد المؤلمة، ولذا فمن الممكن عمل فحص دم لمعرفة ما إذا كان الأمر هكذا أو شيئًا أخر يتعلق بالجلد.
حكة الجلد نتيجة أخذ بعض الأدوية المهيجة للبشرة
من ضمن الأسباب التي تؤدي لظهور حكة الجلد هو أخذ بعض الأدوية التي تعمل على تهييج الجلد واحمراره، حيث أنه توجد في بعض الأدوية إحدى المواد التي تحدث آثار جانبية على البشرة، وأشهر هذه الأنواع هي المضادات الحيوية ومسكنات الألم ومضادات الفطريات، حيث أن جهاز المناعة يحدث ردة فعل غريبة عند دخول هذه الأدوية للمعدة فيحاول عدم تكرار دخولها مرة أخرى للجسم فيعطينا هذه الإحساس المؤلم، وعادة ما تأتي ردة الفعل تلك بعد أخذ الدواء أكثر من مرة فليس من المرة الأولى يتم هذا التهيج، أو عند تقارب وقت أخذ الدواء في اليوم الواحد حيث أن بعض الناس لا يلتزمون بالمواعيد المحددة من قبل الطبيب فيتحسس الجسم هذا الشيء وتظهر الحكة.
أو عند تناول الدواء عن طريق حقنة في الوريد حيث أن بعض الصيادلة من الممكن أن يدخلوا سن الحقنة في مكان خاطئ تحت الجلد فيؤدي هذا للحساسية أيضًا، ومن الممكن ألا تقتصر الآثار على حكة الجلد فقط بل تطور لتصبح بثور بالفم وجروح في مناطق مختلفة من الجسم، ولذا إذا ظهرت هذه الأعراض علينا وقف هذا الدواء والذهاب للطبيب لتغيير هذا النوع الذي يسبب حكة الجلد المؤلمة لك.
حدوث اضطرابات عصبية للإنسان
في بعض الحالات من الممكن أن تتسبب الاضطرابات العصبية التي تحدث للإنسان إلى ظهور بعض آثارها على البشرة فتكون عبارة عن حكة الجلد واحمراره وتهيجه، ومن ضمن هذه الإضرابات التصلب اللويحي أو المتعدد كما يسمى وهو عبارة عن تلف يحدث في الغشاء العصبي، ويؤدي لعدم القدرة على التحدث أو الحركة أو فقدان النظر بصورة جزئيه، أو الإحساس بالتعب والدوخة أو الحاجة لحك الجلد، وعادة ما يأتي التصلب اللوحي فيما بين العشرين إلى الأربعين من العمر، ويأتي بسبب العامل الوراثي، أو التعرض الشديد للبكتريا والملوثات، وهناك أيضًا بعض الأمراض العصبية الأخرى التي تؤدي للرغبة في حكة الجلد مثل القوباء المنطقية الذي ينتج عند الإصابة بأحد الفيروسات، وتأتي للأشخاص الذين يملكون مناعة ضعيفة والأطفال وكبار السن، ويقوم هذا المرض بعمل طفح جلدي يصل أثره لأعصاب الجسد.
وداء السكري أيضًا له تأثير غير ضعيف على الجلد ففي بعض الحالات تحدث حكة الجلد لدي مصابي السكري وضعافي المناعة في نفس الوقت، وفي هذه الحالات لن نتمكن من القضاء على حكة الجلد إلا بعد الاستشفاء من هذه الأمراض الخطيرة، ولكن يمكننا التقليل من حدة الحكة وألمها عن طريق الأدوية والكريمات المرطبة لها.
البشرة الجافة
من الممكن أن يكون السبب وراء حكة الجلد هو جفاف البشرة حيث أنه لدينا خمسة أنواع من البشرة، بشرة دهنية وبشرة حساسة وبشرة جافة وبشرة مختلطة وأخيرًا العادية، وعادة ما يكون السبب في الحكة التي تضرب الجلد هي نوع البشرة فالبشرة الجافة هي الأكثر تأثرًا لتلك المشكلة، ولكي نعرف إذا كانت من البشرة أو لا علينا رؤية هل يوجد بثور حمراء أو بقع أو احمرار فيها فإن لم نجد فهو بنشبة تتجاوز السبعين بالمائة نابع من البشرة الجافة، وتأتي هذه الحكة عند التعرض لتغير شديد في درجة الحرارة سواء للطقس البارد أو الحار، فمثلًا إذا كان الجو حار بعض الشيء وقام صاحب البشرة الجافة بالاستحمام بماء بارد جدًا فسيؤدي ذلك لحدوث حكة الجلد.
وهذا مع التعرض للتكييف لفترة طويلة أيضًا، ونفس الأمر يحدث في الجو الرطب أو البارد فعند الاستحمام بماء ساخن جدًا أو التعرض للمدفئة الكهربائية لفترات طويلة، لذا فينصح أطباء الجلدية بالعناية الجيدة لأصحاب البشرة الجافة وعليهم عدم التعرض لتغير حراري مفاجئ لأنه سيؤثر بشكل كبير على الجلد، وينتج عنه ظهور بعض الأعراض مثل حكة الجلد المؤلمة.
حكة الجلد نتيجة حساسية الجسم للأشياء الخارجية
تشعر بعض الأجسام بالحساسية لدى بعض الأشياء الخارجية التي تلمس البشرة أو تشمها الأنف وينتج عن هذه الحساسية حكة الجلد، لأنها تكون أجسام غير مألوفة وغير محببة فيعمل جهاز المناعة على محاولة طردها بأي صورة كانت، فيقوم بإخبار الإنسان بأن هناك جسم غريب ويجب طرده في أسرع وقت ولا يقدر على إبلاغ هذه الرسالة إلا بواسطة حكة الجلد أو احمراره، ومن هذه الأشياء الصابون ومستحضرات التجميل والمواد الكيميائية والأقمشة المصنوعة من الصوف وبعض الأطعمة مثل الألبان، فلكل جسم حساسية من نوع معين من الأطعمة أو الأشياء الأخرى وعند تناولها أو التعرض لها يبدأ الجسم في التحسس منها وظهور بعض الأعراض المختلفة، وإذا تكررت هذه العملية أكثر من مرة فسوف يلاحظ الإنسان أن هذا الطعام أو هذا الشيء يسبب حساسية شديدة له وهنا يجب عدم الاقتراب منه مرة أخرى لتجنب تلك الحساسية، وإذا استمرت الحكة لمدة طويلة من الوقت من الممكن الذهاب إلى الصيدلية وأخذ بعض المراهم أو الكريمات المرطبة للحكة والألم.
الحمل بالنسبة للنساء
من الأسباب التي تؤدي لظهور حكة الجلد هو الحمل بالنسبة للنساء، حيث أن هذا الحمل أمر عارض ولا يحدث إلا كل فترة بعد الزواج فيكون الأمر مفاجئ للجسم وخاصة جهاز المناعة، ولذا يحدث بعض التغيرات في الهرمونات التي تسير حركة الجسم فينتج عنها تلك الحكة، وعادة ما تأتي هذه الحكة في المناطق التي تبدأ بالتغير في فترة الحمل مثل الثدي والبطن، فالثدي يبدأ في تجميع اللبن لفترة ما بعد الولادة، والبطن تكبر شيئًا فشيء حتى يتاح لها أن تسع الجنين، وهنا لا يمكننا القضاء على هذه الحكة بصورة نهائية ولكن توجد بعض المراهم والكريمات التي ستخفف من حدتها فور الظهور.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.
الكاتب: أحمد علي