لا شك طبعًا أن المدرب الكبير حسن شحاتة واحد من أهم المديرين الفنيين، ليس في مصر فقط وإنما في كامل الوطن العربي وأفريقيا، وفيما يتعلق بالمقاييس والموازين فإن هذه الرجل لا يزال حتى الآن، وعلى الرغم من ابتعاده على الساحة في الآونة الأخيرة، المدير الفني المصري الأنجح على الإطلاق والذي يُسجل التاريخ اسمه بأحرف من ذهبٍ ونور، وبالطبع مثل هذه المكانة لم تأتِ أبدًا من فراغ، فلم يُصبح الرجل عراب التدريب الأول لمجرد عمله بالتدريب بعد اعتزاله لكرة القدم التي كان نجمًا ساطعًا بها، وإنما حدث ما حدث لعدة أسباب سوف نقوم بذكرها سويًا في السطور القليلة المُقبلة، فدعونا نبدأ سريعًا.
فوز حسن شحاتة ببطولة أمم أفريقيا ثلاث مرات
السبب الأهم والأبرز بكل تأكيد خلف نجاح حسن شحاتة وتحقيقه كل هذه الشهرة أن الرجل نجح في تحقيق إعجاز تاريخي لم يقم بتحقيقه أي مدرب آخر سواء مصري أو عالمي، ذلك الإعجاز ببساطة هو الفوز ببطولة أمم أفريقيا ثلاث مرات متتالية، ففي البداية كان البعض يعتقد بأن المرة الأولى جاءت لأن البطولة كانت مُقامة في الأساس على أرض مصر، لكن لاحقًا وعندما تم تحقيق الفوز في بطولتين مُتتاليتين بدا جليًا أن الأمر له علاقة أكثر بقوة هذا الرجل وقدرته على تحقيق النجاحات واحد تلو الآخر، ودعونا لا ننسى أن البطولة جاءت من فم الأسد وفي ظل قوة منتخبات القارة السمراء الكبرى مثل المغرب وتونس والجزائر والكاميرون وغانا وغيرها الكثير من المنتخبات التي تدخل البطولة وهي المرشحة الأولى لها، لكن حسن شحاتة صنع فريقًا تمكن من الفوز على كل هؤلاء وحصد الألقاب.
قوة شخصيته وأسلوبه الكروي المميز
إذا كان هناك ما يمكن أن يجمع عليه محبي كرة القدم المصرية فهو أن المدرب حسن شحاتة صاحب شخصية قوية جدًا في الواقع، وبإمكانه السيطرة على لاعبيه مهما كانت درجة نجوميتهم، وهذه الصفة شديدة الأهمية لأي مدرب يريد أن ينشئ فريقًا قوية قادرًا على المنافسة على الألقاب، وليس أدل على قوة شخصية حسن شحاتة من موقفه الشهير مع النجم أحمد حسام ميدو في بطولة أمم أفريقيا، حيث لم يتردد المدرب في إخراج اللاعب من المباراة على الرغم من نجوميته الكبيرة في ذلك الوقت، أيضًا من الأمور المميزة في حسن شحاتة أسلوبه الكروي المميز الذي يعتمد على الكرة الهجومية واللعب في نصف ملعب الخصم بدلاً من التركيز على الدفاع.
بعد حسن شحاتة عن مشاكل الوسط الكروي والإعلام
واحدة من نقاط تميز المدرب حسن شحاتة هي بعده التام عن المشاكل والمهاترات التي تدور في كواليس المشهد الرياضي المصري، وعدم ظهوره في وسائل الإعلام إلا في ما ندر، وتركيزه طوال مسيرته الكروية على التدريب داخل الملعب، وهو ما يفترض بأي مدرب ناجح أن يقوم به.