طبعًا جميعنا يعرف أن حرية الفتيات في المجتمعات الشرقية باتت تُضرب عرض الحائط، بل وهذا الأمر لا يحدث الآن فقط، وإنما منذ زمن طويل، فالمرأة مصطلح كبير جدًا تدور حوله الكثير من المشاكل والصراعات وإن كان الصراع الأهم والأولى هو الحرية، ذلك الأمر يبدأ منذ أن تكون تلك المرأة مجرد فتاة صغيرة داخل نطاق الأسرة، إذ أن فكرة التحكم والسيطرة تظهر منذ ذلك التوقيت ويبدو جليًا أن معاملة الذكور تختلف كل الاختلاف عن الجنس الناعم مع أن العكس هو المفترض، على العموم، في السطور القليلة المُقبلة سوف نقترب أكثر من مسألة حرية الفتيات ونعرف أسباب كونها محل اعتداء بالأسر.
الخوف المُفرط على الفتيات
الأسر الشرقية والعربية لا تكره الفتيات، هذه بالتأكيد معلومة خاطئة تمامًا ولا يُمكن أبدًا القول بها، ففي الأساس الأسر الشرقية هي الأكثر خوفًا على فتياتها وحبًا لهن، ومن هنا ينبع ذلك الأمر المتعلق بتقييد الحرية أو الاعتداء عليها، فهم يعتقدون أن العالم من حولهم عالم مُخيف للغاية ولن يتقبل الفتيات بالصورة السليمة، وبالتالي فإن الحل الأمثل لهذه المشكلة من وجهة نظرهم أن يقوموا بتحجيم فتياتهم ويبالغون في الخوف عليهن، فخروج الأنثى من المنزل لأي سبب من الأسباب منبع من منابع الخطر الشديد ولو كانت تلك الأنثى ذاهبة إلى الجامعة مثلًا، ومع تدقيق ونظرة منطقية لهذا الأمر نجد أنه مقبول للغاية، فبالتأكيد الفتيات لسنّ في أمان اليوم والأدلة على ذلك كثيرة.
نظرة الشباب الشرقي للفتيات
أيضًا من الأسباب الرئيسية التي تجعل الأسر تُقيد حرية الفتيات ولا تُعطيها نفس القدر الذي تُعطيه للفتيان أن الفتيات بالأساس مخلوقات ضعيفة بطبيعتها ونقيضهن الذكور مخلوقات متوحشة بطبيعتهن، ودعونا نكون أكثر دقة ونقول إن الأمر يتعلق بالشباب الجاهل الرجعي على وجه التحديد، فهو لا ينظر للأنثى على أساس كونها مخلوق عادي مثله، بل هو يعتبرها مخلوق آخر منبع للطمع والاستغلال، هو يُفكر في إرضاء نفسه وشهواته من خلالها، وهذا هو الخطر بعينه لأن بعض الشباب قد يضعفون أكثر ويعتدون على الفتيات، ومن هنا يكون لدى الأسر الحق في عملية التقييد التي يقومون بها، فهم لا يُقيدون كرهًا في الأنثى وإنما حبًا وخوفًا عليها من المخاطر التي تنتظرها والتي ترتب تواجدها على نظرة الشباب الشرقي، وفي الحقيقة الأمر موجود فعلًا والنظرة هنا ليست فعل نادر وإنما شيء سائد.
الإيمان بقوة الذكور يؤدي إلى تحجيم حرية الفتيات
من الزاوية الأخرى فإن الأمور أيضًا قد تشمل نظرة مختلفة إلى الذكر يتم فيها رصد قوته وقدرته على مجاراة الموقف والتعامل مع أي خطر يتعرض له على العكس تمامًا من الفتاة التي تكون دائمًا في موضع الفريسة، وهذا بالنسبة لأولياء الأمور والأشخاص المشرفون على الفتاة بشكل عام سبب قوي من أسباب تقييد حرية الفتيات بهذه الدرجة الكبيرة، وإذا تتبعنا فتيل هذه الظاهرة فسنجد أن هذا السبب ترتب عليها السبب الثاني المذكور خوف، وترتب على كليهما السبب الأول المذكور في بادئ المقال، بمعنى أكثر دقة، طريقة التربية والتفريق بين الأبناء على حسب نوعهم أدى إلى خلق هذه الظاهرة التي نتحدث عنها هنا وننادي بالتعامل العقلاني معها، ظاهرة تقييد حرية الفتيات .