لماذا تعد سلسلة حرب النجوم أيقونة سينمائية هامة؟

إذا ذكرنا سلاسل الأفلام فلابد أننا سنذكر حرب النجوم وإذا ذكرنا حرب النجوم فلابد أننا سنذكر أفلام حروب الفضاء والكائنات الفضائية الخرافية والأحداث التي تدور في الزمن البعيد والتي فتحت الباب بعدها للعديد والعديد من الأفلام التي اعتمدت على هذه الثيمة والتي كان البعض منها ناجحًا جدًا وأصبح إضافة لهذه النوعية من الأفلام وبعضها كان فاشلاً تمامًا ولم يحقق أي نجاحات تذكر حيث اعتمدت على التقليد والنسخ دون أي أصالة أو طابع مميز مما جعلها أفلام ممسوخة معدومة المميزات، ولذلك سنتحدث الآن عن سلسلة حرب النجوم وما الذي خلق منها أيقونة سينمائية عصية على النسيان.

حرب النجوم أنتجت في وقت مناسب

لم يكن مر على إطلاق روسيا للسفينة الفضائية سبوتنك سوى عشرون عامًا فحسب تبعها يوري جاجارين في الفضاء لأول مرة لبشري أوائل الستينات ثم تبعها هبوط الأمريكيين على سطح القمر أواخر الستينات ثم إنشاء محطة فضائية أوائل السبعينات أي أن العالم كان يغلي بالفعل بهذا السباق المحموم بين الاتحاد السوفييتي وأمريكا لغزو الفضاء الخارجي بمعنى كان المزاج الشعبي مهيأ بالفعل لوجود سلسلة مثل هذه تصوغ من الفضاء أسطورة بالغة التشويق والمتعة، لذلك جانب كبير من نجاح هذه السلسلة ولا يقلل هذا بالطبع من جودتها وفنيتها بل على العكس يزيد من رصيدها الوقت المناسب الذي أنتجت فيه حرب النجوم.

مسلية جدا

لم تكن حرب النجوم سلسلة أفلام مملة أو غامضة أو غير مفهومة أو مبهمة، بل كانت مسلية جدا وممتعة ومبهرة ومليئة بالحكايات المثيرة والحبكة المتقنة والإخراج الرائع، لا نريد أن نقول أن جورج لوكاس تعامل مع حرب النجوم تعامل بالغ الحساسية والرهافة والدقة حتى تخرج السلسلة بهذا الشكل المبهر.

نسج عالم خيالي من اللاشيء

على الرغم من أن أحداث السلسلة مستندة على الميثولوجيا والأديان والسياسة وتستطيع لمح بعض الإسقاطات الواقعية بين المشاهد في السلسلة إلا أنه لا يسعنا سوى أن نقول أن الرواية انطلقت في عالم خيالي وضعت أساساته وصعدت بأعمدته وثبتت أركانه بشكل بالغ الإتقان والدقة، جعل هذه السلسلة أيقونة سينمائية لا مثيل لها.

الموسيقى الشهيرة

ربما لا تكون قد سمعت أصلا عن أفلام حرب النجوم من قبل ولكنك لا ريب قد سمعت من قبل ولو عن طريق المصادفة موسيقى سلسلة أفلام حرب النجوم بالطبع، ولا نريد أن نقول أن موسيقى حرب النجوم هي إطار الأسطورة أصلا ولولا هذه الموسيقى لخسر الفيلم الكثير من عظمته.

الشخصيات بالغة التعقيد

الشخصيات هنا ليست خير وشر وليسو زعماء وجنود وليسو أتباع ومتبوعين، كل شخصية وحدها حكاية مما يعني أن رسم الشخصيات كان مرهقًا جدًا على أقصى مستوى، لنا أن نتخيل أن البطل مقسومًا لاثنين نصف آلة به جانب إنساني طفيف ونصف بشري لديه القليل من الطبيعة الآلية؟ أمر بالغ التعقيد في الحقيقة مما يجعل حرب النجوم فعلا تستحق كل هذا التبجيل للمجهود العظيم الذي بذل بها.

الغموض الذي اكتنف السلسلة نفسها

مما يدل على أن جورج لوكاس كان ممسوسا بمس شيطاني حينما أنشأ هذه السلسلة أنه بدأ بالجزء الرابع من الفيلم، أي أنه بدأ بإنتاج وعرض الجزء الرابع بدلاً من أن يتبع التسلسل الخطي الطبيعي وينتج الجزء الثالث منذ بداية الأحداث، شيء من الغموض يضفي عليها سحرًا إضافيًا أيضًا.

إبداع لا مثيل له

على الرغم من أن كوبريك قبل نحو 9 أعوام قد نفذ فيلمه الحدث “أوديسا الفضاء 2001” مما ألهم العديد من السينمائيين بعده بسبب الصورة المدهشة التي ظهر بها الفيلم في النهاية، إلا أن جورج لوكاس رغم ذلك احتفظ بنسخته الخاصة والتي تحمل طابعه وبصمته مما يجعل سلسلة حرب النجوم إبداع لا مثيل له.

خاتمة

لا شك أن سلسلة حرب النجوم تستحق المزيد والمزيد من الاهتمام ولا شك أن الإبداع الذي قام به جورج لوكاس فيها يستحق أن يخلدها لمئات الأعوام القادمة.