جيمس بوند هي شخصية عميل سري بجهاز M16 البريطاني ويرمز له بالكود 007، أول من قدم شخصية جيمس بوند كان الأديب إيان فليمنج، وكان ذلك في عام 1953م، ثم توالت روايات وقصص فليمنج التي قدم من خلالها مغامرات جيمس بوند ،ولاقت الشخصية ترحيباً من النقاد وإقبالاً من جمهور القراء، مما دفع منتجي هوليود إلى استغلالها سينمائياً، ولكن ربما لم يكن خاطر في ذهتهم أو ذهن فليمنج نفسه، إنهم بصدد إنتاج سلسلة ستكون هي الأهم في تاريخ السينما العالمية.
سلسلة أفلام جيمس بوند .. لماذا هي الأهم :
الأهمية التي اكتسبتها سلسلة جيمس بوند السينمائية لم تأت من فراغ، بل إنها كانت نتاج اتحاد مجموعة من العوامل، منها:
1- أطول السلاسل السينمائية :
أولى العوامل المميزة لسلسلة جيمس بوند السينمائية، والتي تجعلها واحدة من أهم السلاسل التي قدمتها السينما العالمية، وفي رأي بعض النقاد هي الأهم على الإطلاق، هو عدد الأفلام التي حملت اسم جيمس بوند أو العميل 007، إذ بلغ عدد هذه الأفلام حتى الآن 23 فيلماً، ومن المنتظر أن يصدر جزءاً جديداً من السلسلة في عام 2016م، ليصبح بذلك الفيلم رقم 24 في القائمة التي بدأ إصدارها منذ عام 1962م، وبذلك تكون سلسلة جيمس بوند الأطول في تاريخ السينما، والأمر لا يتعلق بالكم فقط بل بالكيف أيضاً، فاستمرار أفلام جيمس بوند وتقديم هذا العدد الهائل منها، هو دليل كافي على نجاحها وقدرتها على جذب المشاهد، خاصة وإنها تنتمي إلى نوعية أفلام التشويق والإثارة، التي تجذب الجماهير وتحقق نسب إقبال مرتفعة حول العالم.
2- ليس بطلاً أمريكياَ :
تطور صناعة السينما وتقنيات الخدع البصرية في هوليود، جعل الولايات المتحدة تحتكر البطولة، فأعمال الأبطال الخياليين مثل أفلام باتمان أو مسلسل السهم، وأفلام المخابرات والمهمات السرية مثل مهمة مستحيلة وغيرها، جميعها تصور المخابرات المركزية الأمريكة في صورة المنقذ النبيل، الذي يسعى دوماً لحماية كوكب الأرض وإشاعة السلام عليه، وهو أمر بات مستهلكاً ولا يحظى بترحيب كبير، خاصة في نطاق الدول التي تعارض سياسات الإدارة الأمريكية، وبصفة خاصة الدول العربية، أما جيمس بوند فهو يقدم ذات الجرعة من التشويق والإثارة، ولكن تحت لواء العلم البريطاني، فالسلسلة بأكملها تدور حول عميل سري لدى المخابرات الإنجليزية، حتى إنه في بعض الأفلام اختصم أعضاء وكالة CIA الأمريكية، فلا عجب إن شخصية جيمس بوند لا تحظى داخل الولايات المتحدة، بذات الشعبية الطاغية التي تتمتع بها خارج حدودها.
3- الإيرادات الخيالية :
حديثنا عن الجانب الفني الخاص بأفلام جيمس بوند السينمائية، لا يجب أن يُنسينا إن السينما أولاً وأخيراً صناعة، وإن منتج الفيلم يسعى إلى تحقيق أرباح منه، ولولا إن جيمس بوند تعدى الحواجز وحقق عائدات مادية مرتفعة ما كان استمر كل تلك السنوات، ووفقاً لتقرير عام 2012م، فإن إجمالي إيرادات أفلام جيمس بوند مجتمعة بلغت 11.2965 مليار دولار أمريكي، في حين إن إجمالي تكلفة الإنتاج للأجزاء مكتملة كانت مليار واحد و700 مليون دولار، وتلك الإحصائية تتضمن إيرادات الجزء الأخير من فيلم جيمس بوند والذي صدر بعنوان Skyfall، والذي تكلف إنتاجه 158 مليون دولار أمريكي، وحقق إيرادات بشباك التذاكر تعدت حاجز 879 مليون دولار.
4- كنز لا يفنى :
الملل و جيمس بوند هما كلمتان لا تتفقان البتة، فمن مميزات جيمس بوند والتي جعلت من سلسلة أفلامه واحدة من أهم سلاسل التاريخ السينمائي، هو إن جيمس بوند بالنسبة للمخرجين وكتاب السيناريو بمثابة كنز لا يفنى، وبلغة صُناع السينما يمكننا القول بإن جيمس بوند “قماشة عريضة”.. فهو يصلح لكل زمان ولكل مكان، فالشخصية الرئيسية هي لضابط مخابرات بريطاني وسيم، ذو مهارة قتالية فائقة، تتم الاستعانة به للقيام بالمهمات الصعبة التي يعجز غيره عن تنفيذها، وبناءً على ذلك يمكن نسج حوله عدد لا متناهي من القصص المشوقة، ويمكن لكل مؤلف حول العالم أن يكون له جيمس بوند الخاص به، ولكل مخرج المقدرة على تقديمه برؤية جديدة ومختلفة عن سابقيه، ودليل ذلك إن أحدث سلاسل العميل 007 والتي يلعب بطولتها النجم دانيال كريج، صدر منها ثلاثة أفلام حتى الآن، تولى إخراجها ثلاثة مخرجين هم على التوالي مارتن كامبل ومارك فوستر وسام مينديز.
5- ستة نجوم حملوا لقب 007 :
أيضاً من أهم الأمور التي ساهمت في جعل سلسلة جيمس بوند مميزة، بل إنها السبب الرئيسي في تكوين تلك السلسلة المديدة من الأفلام، التي قُدمت لتلك الشخصية خلال أكثر من نصف قرن، وهي إن جيمس بوند منذ ظهوره لم يرتبط بممثل بعينه، فهو بعض السلاسل الناجحة في تاريخ صناعة السينما، ارتبطت ارتباط وثيق بالممثلين الذين قدموها في المرة الأولى، حتى إن من الصعب تصور غيرهم يقوم بتأديتها، مثل العميل إيثان هانت الذي قدمه توم كروز ضمن سلسلة مهمة مستحيلة، وكذلك النجم الشاب دانيال رادكليف الذي صار اسمه مرادفاً لاسم هاري بوتر، أما شخصية جيمس بوند فهي على نقيض تلك الأمثلة، فمنذ ظهورها وحتى الآن قدمها العديد من الممثلين، ورغم النجاح الذي حققه دانيا كريج من خلال تقديمه ثلاث أجزاء ناجحة للشخصية، وانتهاؤه من تصوير جزء رابع من سلسلة جيمس بوند بعنوان Spectre، إلا إن متابعي المواقع الفنية على شبكة الإنترنت، سيجدون إن النقاد يقدمون في كل يوم تكهن جديد حول الممثل الذي سيخلف كريج، ومحبي شخصية العميل السري يدونون تكهناتهم حول ذات الأمر، وذلك لإن مهما بلغ نجاح دانيا كريج فإنه سيتخلى عن تلك الشخصية، أو بمعنى أدق ستتخلى شخصية جيمس بوند عنده وتذهب لغيره، فإن هذه الشخصية السينمائية خالدة وإن كان ممثليها غير ذلك، وقائمة الممثلين الذين حملوا يوماً لقب العميل 007 تضم كل من :
- شون كونري : قدم خمسة أفلام لـ جيمس بوند (1962 : 1967) ثم قدم فيلم آخر منفصل في عام 1971م.
- جورج لازينبي : لعب شخصية جيمس بوند مرة واحدة في 1969م، وكان بعنوان On Her Majesty’s Secret Service
- روجر مور : هو أكثر الممثلين ارتداءً لبذلة جيمس بوند ،إذ قدم سلسلة أفلام للشخصية عددها سبعة أفلام (1973م : 1985م)
- تيموثي دالتون : قدم فيلمين فقط لـ جيمس بوند (1987م : 1989م)
- بيرس بروسنان : بعد غياب طويل أعاد هذا النجم جيمس بوند إلى الشاشة، وقدم سلسلة خاصة به مكونة من أربعة أفلام (1995م : 2002م)
- دانيا كريج : آخر من قدم شخصية جيمس بوند على الشاشة، وكان فيلمه الأول بعنوان كازينو رويال وصدر في عام 2006م، وبلغ مجموع أفلام جيمس بوند الخاصة به ثلاثة أفلام، ومن المنتظر أن يصدر الفيلم الرابع من السلسلة قريباً، بجانب إن هناك تسريبات تؤكد تعاقده مع الشركة المنتجة لتقديم فيلم خامس، لم يتم بعد تحديد مخرجه أو توقيت عرضه.
6- علامة تجارية :
الأرباح والعائدات التي تحققها شخصية جيمس بوند ،لا تقتصر فقط على عائدات بيع التذاكر بدور العرض، بل إن العلامة التجارية لـ جيمس بوند تقدر بملايين الدولارات، وتجني الشركة المالكة لحقوق الملكية الفركية الخاصة بها منها أرباح خيالية، فمع كل طرح لفيلم جديد من أفلام سلسلة جيمس بوند ،تجد العديد من المنتجات متوفرة بالأسواق تحمل صوراً له، أو تتميز بوجود الشعار الخاص به وهو “007”، بدءاً من مطبوعات الملابس والملصقات والأدوات المدرسية، ووصولاً إلى ألعاب الفيديو، فألعاب جيمس بوند لا تقل إثارة عن أحداث أفلامه، وتقريباً تصدر لعبة جديدة مع كل فيلم يتم طرحه بدور العرض، كما إن أفلام جيمس بوند تحقق نسب مبيعات مرتفعة في أسواق الـDVD.