آلية تنفس الدلافين من الأمور التي شغلت علماء الأحياء ومراقبو حياة الحيوانات في البيئات الطبيعية لفترة طويلة، حيث يُعد الدلفين واحد من الثديات البحرية، أي أنه لا يمتلك خياشيماً ويعتمد في القيام بعملية التنفس على الرئتين بنفس طريقة الكائنات التي تعيش فوق سطح الأرض، كما أن سلوكه المعيشي لا يتضمن الخروج إلى الشطآن أو الضفاف كما هو الحال مع الضفادع على سبيل المثال.. إذاً ترى كيف تتم عملية تنفس الدلافين و لماذا تعتبر الأغرب في عالم الحيوان؟
كيفية تنفس الدلافين
آلية تنفس الدلافين خلال ساعات اليقظة والنوم تعد الأكثر غرابة وتعقيداً في عالم الحيوان، ويمكن اتضاح ذلك من خلال استعراض الخطوات التي تجرى بها تلك العملية البيولوجية اللاإرادية، وهي كالآتي:
الصممات اللا إرادية
يعد التنفس أحد العمليات الحيوية أو البيولوجية التي تحدث لدى مختلف الكائنات الحية بشكل لا إرادي، ويمتلك حيوان الدلفين جهاز تنفسي فريد ومُعقد، حيث أن تنفس الدلافين يتم خارج المياه في حين أن حياتها الدائمة ومصادر غذائها تكون تحت سطح الماء، وذلك هو سر قفز الدلافين المتكرر خارج المياه، حيث تخرج من قلب البحار لاستنشاق غاز الأكسجين ثم تغوص مرة أخرى لتمارس حياتها كأي من الكائنات البحرية.
تتم عملية تنفس الدلافين اعتماداً على صممات موجودة في قمة الرأس التي تعمل لا إرادياً، عند قفز الدلفين خارج المياه تنفتح تلك الصممات بما يسمح باستنشاق غاز الأكسجين، ولحظة ملامسة الماء مرة أخرى يتم انغلاق تلك الصممات مجدداً حتى لا تسمح بتسرب المياه إلى داخل الجسم.
معدل امتلاء الرئتين
تحتاج الكائنات الحية على اختلاف الفصائل والرتب إلى إجراء عملية التنفس بشكل دوري وبدون انقطاع، لكن الأمر لا يمكن أن يسري بنفس الشكل مع حيوان الدلفين، حيث أن تنفس الدلافين يتم فوق سطح البحر بينما معيشته بالكامل تتم أسفلها، وبالتالي فأن ذلك الحيوان مثله مثل كافة الكائنات البحرية يحتاج إلى قضاء الوقت الأطول تحت سطح الماء.
عند تنفس الدلافين خلال القفز خارج المياه يتم امتلاء رئتيها بغاز الأكسجين بنسبة 80 : 90% تقريباً، كما أن الدلافين تستهلك ذلك الهواء الذي استنشقته بمعدلات بطيئة، مما يعني أن نسبة الهواء التي تحصل عليها عند الخروج من الماء تكفيها للاستمرار في التنفس عِدة دقائق في الأعماق.
النوم بنصف دماغ
عند دخول الكائنات الحية في حالة النوم العميق أو السبات تفقد سيطرتها على العمليات الحيوية المُجراة داخل الجسم، لذلك نجد الإنسان حين ينام يبقى عقله نشطاً كي يصدر الإشارات إلى أعضاء الجسم الداخلية بالاستمرار في القيام بوظائفها الحيوية وفي مقدمتها أن يتنفس الإنسان بشكل المنتظم.
فيما يخص تنفس الدلافين فهو يتطلب -كما ذكرنا- الخروج والدخول إلى الماء بشكل متكرر، لذلك فأن الدلافين حين تخلد إلى النوم يكون ذلك بنصف دماغها فقط، بينما النصف الآخر يبقى نشطاً كي يصدر الأوامر إلى الجسم بالقيام بعملية التنفس، حيث رصد علماء الأحياء أن حيوان الدلفين حين ينام يكون نصف جسمه مرتفع عن سطح الماء وذلك النصف النشط، بينما النصف الآخر يكون أسفل السطح وهو النصف النائم، كما يقوم الدلفين بالتبديل بين نصفي الدماغ حيث يُبقي أحدهما نشطاً والآخر نائماً ثم يعكسهما، أما إذا نام نصفي الدماغ في نفس التوقيت فأن ذلك سيؤدي إلى انقطاع التنفس ومن ثم يختنق الدلفين ويموت.
آلية التنفس ثابتة
تعد الدلافين من الثديات المائية متعددة الأنواع، حيث يبلغ عدد أنواع هذا الكائن البحري نحو 40 نوعاً و17 جنساً مختلفاً، من أشهرها دلفين الكرمرسون والدلفين الباسيفيكي والدلفين الأبيض. تختلف تلك الأنواع فيما بينها في العديد من العوامل، إلا أن عملية تنفس الدلافين ثابتة لدى مختلف الأجناس والأنواع، أي أن جميعها تعتمد في التنفس على القفز خارج حدود سطح الماء وتنام بنصف دماغ.