تسلخات الأطفال مشكلة جلدية كثيرة الحدوث عند الأطفال الصغار. سواء كانت التسلخات في منطقة صغيرة موجعة، أو منتشرة في كامل الفخذين شديدة الاحمرار ومؤلمة للطفل. والسبب الأشهر هو استخدام الحفاضات التي صارت لا غنى عنها بالنسبة لكل أم. وهي مشكلة تقلق كل أم خاصة عند تكرار حدوثها رغم كل التحذيرات التي تتبعها الأم مع طفلها. كما يحتاج وقت الشفاء إلى وقت طويل ومجهود. فما هي الأسباب التي تزيد من إصابة الطفل للتسلخات بقدر أكبر من الكبار بهذا الشكل؟
البلل الدائم للمنطقة
يعاني الأطفال من قضية مهمة لا يعاني منها الكبار، ألا وهي البلل الدائم. فكثرة البول أو التبرز يحرم المنطقة من الجفاف المطلوب للحفاظ عليها. خاصة عند الإصابة بالإسهال وفي فصل الشتاء، أو التعرق بسبب الحفاضات في فصل الصيف، ويجب العلم أن البلل هو أهم العوامل التي تساعد في نمو الفطريات والبكتريا في الأماكن المغلقة وثنايا الجسم.
المناعة الضعيفة للأطفال
يمكن لجسم الإنسان محاربة أنواع عديدة من الفطريات الجلدية بدون مساعدة الأدوية، ولكن الأطفال تنقصهم هذه الميزة بقدر كبير، فبعد الولادة يفتقد الطفل لكل أنواع الحماية التي كانت متوفرة له داخل الرحم، ويحتاج إلى وقت طويل حتى ينمو جهازه المناعي الخاص. الرضاعة الطبيعية والطعام المغذي بالفيتامينات يوفران هذا النمو السليم، ولكن سيحتاج إلى وقت. وإلى حين تقوية الجهاز المناعي، يكون الطفل معرض للإصابة بالبكتريا والفطريات أكثر من الكبار. وعلى الأم في هذه الحالة توفير المناخ الجيد حول الطفل بقدر الإمكان.
جلد الطفل الحساس من أسباب كثرة تسلخات الأطفال
جلد الأطفال هو جلد رقيق وحساس بعكس جلد الكبار التي اعتاد صعوبة الحياة، ويجب أن يتوفر له عناية خاصة، كما يسهل جدًا إصابته بالطفح الجلدي والاحمرار بالاحتكاك. فوق هذا هو أكثر تعرضًا للإصابة بحساسية الجلد. وهي حساسية تتسبب بها بعض الأطعمة أو المواد التي تلامس الجلد للمرة الأولى. وأشهرها أنواع البلاستيك التي تستخدم في صناعة الحفاظات، وتغير الحفاظات التي اعتاد عليها الطفل لهذه الأنواع للمرة الأولى. كما قد يتسبب في الحساسية بعض الأنواع من المنظفات أو الصابون، أو العطور التي تحتوي على كحول وروائح نفاذة. هذه النقطة يمكن أن تلاحظها الأم إن كانت منتبهة جيدًا لطفلها. وستجد تجدد تسلخات الأطفال بعد كل مرة تستخدم فيها هذا النوع من الحفاضات أو تناول الطفل لهذا النوع من الطعام بالأخص، أو بعد استخدام المنظف. والعلاج هو البُعد السبب، واستخدام علاج بسيط ومناسب.
التصرفات الخاطئة للأم
تجدد تسلخات الأطفال يمكن أن يكون نتيجة التصرفات والعادات الخاطئة التي تمارسها الأم لطفلها. مثل ترك الحفاظة مدة طويلة قبل التغير، أو عدم تجفيف الطفل جيدًا بعد التشطيف، أو إهمال وجود طفح جلدي وإحكام غلق الحفاضة عليه. يجب السماح لجلد الطفل بأن يتنفس، ويصل له الهواء الجاف. أي يجب ترك مدة معينة بين كل تغير للحفاضة لترتاح بشرة الطفل قدر الإمكان.
الاستخدام الخاطئ للعلاج
كثرة استخدام الكريمات المضادة للفطريات قد تكون السبب الأساسي لعودة تسلخات الأطفال. لأن الفطريات لم تعد تتأثر بنفس نوع الدواء. لذلك يجب تغير نوع الكريم والالتزام التام بطريقة وضعه وعدم فرط الاستخدام. أو استخدام البدائل المنزلية أولًا قبل الوصفات الطبية.
تسلخات الأطفال مشكلة يسهل الاعتناء بها ومنع تكرار حدوثها، من خلال بعض التثقيف الذاتي للأم والعناية ببشرة الطفل الحساسة. وإن لم تفيد كل العلاجات المتوفرة، فيجب استشارة طبيب لبيان السبب وطريقة العلاج الصحيحة، وتلافي خطورة الأمر.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.