تحنيط الموتى عند المصريين القدماء من أهم الأسرار الغير مكتشفة بالكامل حتى الآن، لأن بعد كل محاولات معرفة المادة الكيميائية بالكامل المُستخدمة لهذه العملية لم يتعرفون عليها ولم يتعرفون على التقنية التي كانوا يعملون بها ليتم التحنيط بهذا الشكل القوي للجسم، حيث أن معظم محاولات التحنيط الحالية لا ترتقي إلى مستوى تحنيط الموتى عند المصريين القدماء، كل هذه التفاصيل تجعل من هذه العملية هي حِكر من ناحية الأصالة للمصريين القدماء، والذي حتى وقتنا هذا تتم اكتشافات جديدة عنهم بشكل سنوي تقريبًا في مصر والسودان، ويأتي سر هذا الاهتمام الرهيب بالموتى عند المصريين القدماء بسبب شعائرهم الدينية التي كانت تنص على سلامة الجسد بعد الموت لاستخدامه في الحياة الأخرى.
ما هي عملية تحنيط الموتى ؟
هذه العملية تحتاج إلى جسم ميت سليم، بمعنى آخر الأجساد المبتورة في الحروب لم تكن تُحنط، يجب على الجسد أن يكون كامل لتتم عملية الاحتفاظ به، وكانوا يستخدمون مواد كيميائية لتنظيف الجسم من جميع السوائل الموجودة فيه، لأن هذه السوائل هي التي كانت تتسبب في نمو البكتيريا والديدان، فيبقى الإنسان أو الحيوان المحنط على هيئته الأصلية لأعوام كثيرة جدًا تصل إلى آلاف الأعوام، كما تُستخدم عمليات التحنيط إلى يومنا هذا بعدة طرق مختلفة ولكن طريقة المصريين القدماء تظل هي الأشهر فقط لأنها غير معلومة بالكامل.
لماذا المصريين حنطوا موتاهم؟
تحنيط الموتى عند المصريين كان طقسًا رئيسيًا للموتى، خصوصًا للملوك والقادرين على عملية التحنيط، كما أن المصريين القدماء كان لديهم مساحات شاسعة جدًا لأجل دفن موتاهم ومن أشهر هذه الأماكن “نيكروبوليسيس” المشهورة بالمدينة الجنائزية، وهو مكان ضخم ملئ بالقبور والجثث المحنطة فيه، وكان الغرض الأساسي من هذا التحنيط هو أن عملية إعادة البعث من الموت والوقوف أمام إله الموت تتطلب وجود الجسد في حالة سليمة.
كيف كان يتم تحنيط الموتى عند المصريين؟
عملية تحنيط الموتى عند المصريين كانت دقيقة وليس بها أي نوع من أنواع تشويه الجسم، فمثلًا المخ كان يخرجونه من الجمجمة عن طريق فتحة صغيرة من خلف الرقبة، عن طريق الشفط بالكامل، وبعدها يفرغون الجسم من كل الأعضاء ماعدا القلب، ثم يملؤون جسم الميت بالكتان النظيف، مع تركيبات من المواد الكيميائية، جميع هذه المواد تقريبًا تعمل كمضادات طويلة المدى لتكوين البكتيريا على اللحم البشري، بعدها يتم تجفيف جسد الميت من السوائل وربما هذه الخطوة هي التي تغير جسد الميت من ناحية الشكل، وذلك لأن نسبة كبيرة من جسم الإنسان عبارة عن سوائل، بعدها يتم إغلاق مسام الجسد، عن طريق مادة سائلة تُدعى براتنج، ثم إغلاق فتحات الأنف والعينين والفم بشمع العسل حيث لا يتكون عليه بكتيريا، بعدها يتم لف الجسد بالكامل بعشرات الأمتار من الكتان النظيف والمشبع بمواد كيميائية تحافظ على الجسد في حالة عدم تعفن.
تحنيط الموتى من أشهر الأشياء التي ميزت وتميز المصريين القدماء، ليس فقط لوجود موتاهم على شكلهم القريب من الواقع حتى الآن، بل لأن سر هذه العملية وهذه المواد الكيميائية والنسب التي كانوا يستخدمونها تظل غير معروفة بالكامل.