ونحن على أعتاب فصل الشتاء والأيام المتسمة بـ برودة الطقس ،نجد الأطباء يوصون باستمرار بضرورة اتخاذ الإجراءات الوقائية المناسبة، والتي تتمثل في ارتداء المعاطف والقفازات وما يماثلهما، وذلك للحفاظ على درجة حرارة الجسم الداخلية معتدلة، والسؤال هو ما سر كل ذلك الاهتمام، وما المخاطر الصحية المحتمل أن تنتج عن برودة الطقس وانخفاض درجات الحرارة؟
مخاطر برودة الطقس على الصحة العامة :
كشفت الدراسات إن برودة الطقس تشكل خطراً على صحة الإنسان، خطراً أشد من التعرض إلى تشقق الجلد أو جفاف البشر ونوبات العطس، لهذا وجب التحذير والتوصية بضرورة اتخاذ التدابير الوقائية المناسبة، ومن أمثلة المشكلات الصحية التي تنتج عن برودة الطقس ما يلي:
ظاهرة رينو :
ظاهرة رينو يقصد بها حدوث تغير في درجة لون جلد الأصابع، سواء أصابع الكفين أو القدمين، ويصاحب تغير درجة لون البشرة شعوراً بالألم الشديد، ومن أعراض ظاهرة رينو هو شعور المصاب بوخذ قوي ومؤلم بالأصابع، كما إن لونها يكون مائل قليلاً إلى الأزرق، وفي الأيام المتسمة بـ الطقس البارد تزداد احتمالات التعرض لهذه الظاهرة، ذلك لأن برودة الطقس وما يصاحبها من انخفاض درجات الحرارة، يؤثر بشكل سلبي على أداء الجهاز الدوري بالجسم، ويحد من إمكانية ضخ الدماء بشكل سليم ونسبة كافية إلى الأطراف، وفي بعض الحالات لا يتوقف الضرر عند حد الألم، بل قد يضطر المصاب إلى بتر أحد أصابعه.
ألم الحلق :
من الأعراض المرضية الشائعة في ظل فصل الشتاء والطقس البارد ،هو التعرض بصفة متكررة إلى الإصابة بآلام الحلق، النسبة الغالبة من الإصابات تكون ناتجة عن التعرض لعدوى فيروسية، والتي تنشط بشكل كبير خلال هذا الفصل من السنة، بينما بعض الدراسات أرتأت إن تقلبات درجات الحرارة و برودة الطقس تلعب دوراً، لذا يوصي الأطباء من توخي الحذر خلال فصل الشتاء، وعدم الانتقال من الأماكن الدافئة إلى الباردة، دون اتخاذ الاحتياطات اللازمة، والتي تتمثل في ارتداء الملابس الملائمة لـ برودة الطقس
الأزمات القلبية :
الأزمات القلبية ليست مجرد مشكلة صحية من المحتمل التعرض لها، بل إنها تصنف ضمن المشكلات الصحية المهددة للحياة، وكشفت الدراسات المتناولة لآثر برودة الطقس على صحة الإنسان، إن الطقس البارد يضاعف من نسبة احتمالات التعرض إلى الأزمة القلبية، وذلك بسبب تأثيره السلبي على معدل دوران الدم، الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم المفاجئ بالجسم، الأمر الذي قد ينتج عنه تضرر عضلة القلب وتعرضها للأزمات، لذا يتوجب الحذر من انخفاض درجة حرارة الجسم خلال فصل الشتاء، خاصة بالنسبة لمن يعانوا من أمراض قلبية، أو كانوا قد تعرضوا للأزمة القلبية في أوقات سابقة.
السكتة الدماغية :
لذات الأسباب سالفة الذكر تعد برودة الطقس إحدى مسببات السكتة الدماغية، إذ أن التأثير السلبي على عمل الجهاز الدوري، يحد من تدفق الدم إلى الدماغ بالشكل الكافي، وبالتالي تنخفض نسبة الأكسجين المُغذي لخلايا المخ، مما يصبح معه من المحتمل تعرض الإنسان إلى السكتة الدماغية، لهذا يوصي الأطباء أيضاً باتخاذ الإجراءات الوقائية بالأيام المتسمة بـ برودة الطقس ،خاصة بالنسبة لمن تعرضوا للسكتة في وقت سابق، أو من عانوا من مشكلات صحية متعلقة بتجلط الدماء.
نوبات الربو :
لا يمكن اعتبار برودة الطقس وانخفاض درجات الحرارة من مسببات مرض الربو، لكن ما أثبته العلم هو إن ذلك الطقس يعد مُحرضاً له، أي إنه يزيد من احتمالات التعرض للأزمات التنفسية ونوبات الربو، لذلك على من يعانوا من هذا المرض المزمن اتخاذ احتياطاتهم الكافية خلال فصل الشتاء، والمتمثلة في حفظ درجة حرارة أجسامهم معتدلة، وكذا حمل بخاخ الربو معهم باستمرار مع ضرورة الإبقاء على البخاخ في درجة حرارة معتدلة.
الأنفلونزا ونزلات البرد :
أخيراً فإن المشكلة الصحية الأكثر شيوعاً خلال فصل الشتاء، هو تكرار التعرض للإصابة بمرض الأنفلونزا ونزلات البرد، للآسف كثيرون يستهينون بذلك المرض، بينما الحقيقة على خلاف ذلك، فإن نزلات البرد الشتوية التي تصيبنا في الأيام المتسمة بـ برودة الطقس ،تكون حادة وشديدة وتمثل خطورة على بعض الأشخاص، مثل المسنين ممن تجاوزت أعمارهم حد الستين، وكذلك من يعالجوا من أمراض مزمنة، مثل مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو أي من أمراض الكلى.