لم تكن ظاهرة انحراف الشباب هي وليدة اللحظة بل كانت لها الكثير من المقدمات على مدار القرون السالفة، ولكنها كانت قديمًا على استحياء ونسبة قليلة في المجتمع العربي، أما الآن فأصبحت هي الصفة السائدة في أغلب الدول العربية هو الانحراف وبدون أي خجل واستحياء، فترى الفواحش ترتكب بدون أي خوف، والصلاة تترك، والتدخين، وعقوق الوالدين، وسب الدين، وغيرها من مظاهر الانحراف العديدة التي لا تنتهي أشكالها، وهذا بسبب عدة عوامل تبدأ من التفكك الأسري، والفقر، وأصدقاء السوء الذين يزجون بأصدقائهم في المعاصي والفواحش، والابتعاد عن الله عز وجل وعبادته، فالصلاة والقرآن الكريم هم فقط كفيلان لوضع الشباب على الطريق الصحيح وحفظهم من الانحراف، وهناك أيضًا الكثير من العوامل التي تؤدي إلى انحراف الشباب وضياع الأمة الإسلامية كلها، فالأمم تبنى على أكتاف الشباب فماذا إذا لو كانوا في طريق الانحراف ولا يديرون أي بال للدين ولا للوطن، ولذلك تعد مشكلة انحراف الشباب هي أخطر ما يواجه الوطن العربي، ونحن هنا سنتعرف على أثار هذا الانحراف، فتابعوا معنا.
انحراف الشباب نتيجة الابتعاد عن عبادة الله عز وجل
العامل الأول الذي يجعل انحراف الشباب هو أخطر مشاكل الوطن العربي هو تأثيره على الجانب الديني، حيث أنه عندما تزداد نسبة الانحراف لدى الشباب يغفلون عن عبادة الله عز وجل فترى المساجد تقل من المصلين، ويقومون بالسب وارتكاب الفواحش والموبقات فمثلًا التحرش والاغتصاب والزنا كلها أمور أصبحت منتشرة بكثرة في عالمنا الحالي، فعندما ينحرف الشاب ويشرب الخمر مثلًا من الممكن أن يقوم بالاعتداء على فتاة مسكينة لا ذنب لها في انحرافه، ويقوم باغتصابها مما يسبب هذا مشكلة كبيرة للغاية تكون سبب في هدم الأمة، فتنهار هذه الفتاة ويدب الحزن في قلوب أسرتها ويبدئون في البحث عن الجاني وإبلاغ الشرطة وهذه تعتبر جناية كبيرة، وتظهر هذه المشاكل عندما يبتعد الشباب عن الطريق المستقيم وعبادة الله، فتصبح حياتهم مليئة بالمعاصي والذنوب ويسيروا في طريق انحراف لا نهاية له سوى هدم المجتمع والعقاب من الله عز وجل في الأخرة.
كثرة المدخنين وشاربي الخمر
مع ازدياد ظاهرة انحراف الشباب تكثر نسبة المدخنين وشاربي المسكرات في الوطن العربي، أساسًا أول طريق الانحراف هو التدخين، حيث أن الولد يكون في سن المراهقة ويغريه أصدقائه بأخذ بعض الأنفاس من السجائر، ومع بعض الإلحاح يبدأ هذا الشاب الصغير بتجربة هذه السجائر ويوهم نفسه أنها تنسيه الأحزان وتخفف عليه شدائد الدنيا وهكذا حتى يصبح مدمن للتدخين، وكلما تمر الأيام يزداد تعمقه في طريق الانحراف فينقل للحشيش ثم الخمر ثم المخدرات وهكذا حتى تدمر صحته وتذهب أمواله هباء منثورا، في حين أن منزله يكون في أمس الحاجة لهذه الأموال التي تصرف على ما لا ينفع في شيء، ويعتبر أصدقاء السوء هم العامل الرئيسي لظهور آثار انحراف الشباب، ثم يتبعه الفراغ والحرية التي يمنحها الأب لأبنه فلا يسأل عنه ويتركه يسير وفق أهوائه الخاصة، حتى ينزلق ف الهاوية ولا يستطيع إنقاذ نفسه بنفسه ولا بواسطة أهل بيته.
فالتدخين والخمر والمخدرات هم أشد أنواع الإدمان ولا يستطيع أحد الخروج منهم إلا بصعوبة بالغة، فلابد من وجود عزيمة وإصرار رهيب مع الذهاب للمستشفيات لأخذ الرعاية الكافية مع الأدوية اللازمة للشفاء، وهكذا يظهر لنا الانحراف بصورة رهيبة تهدد الأمة مسار الإسلامية.
تضييع الوقت هباء منثورا
من العوامل التي تجعل انحراف الشباب أمرًا خطير للغاية على الوطن العربي هو تضييع الوقت بشتى السبل، حيث أن هؤلاء المنحرفين لا ينظرون لقيمة الوقت وما يجب عليهم فعله تجاه الله عز وجل ثم تجاه الوطن والأهل، فلله علينا حق ولا بد أن نؤديه بالتعبد والصلاة والذكر والزكاة والصوم وقراءة القرآن، والوطن لا بد أن نسعى لتقدمه وأن نعمل سويًا لكي نعلي من شأنه ونطور من حضارتنا، والأهل لهم منا كل التقدير والاحترام على ما بذلوه لكي نعيش حياة كريمة بقدر الإمكان مع الاهتمام بتعليمنا لكي نصبح ذو شأن كبير، كل هذه الأشياء لها حقوق علينا يجب أن نؤديها ونستغل الوقت استغلالًا نموذجيًا في التعليم والعمل والأشياء الهامة، ولكن ما يفعلوه المنحرفون عكس ذلك تمامًا فهم يضيعون الوقت في التدخين واللهو والإسراف واستخدام الإنترنت بصورة خاطئة ولوقت طويل، فلا يوجد منهم أي منفعة تُذكر.
فلابد أن نأخذ نبينا محمد الكريم وأصحابه قدوة لنا في استغلال الوقت في العبادة والتعلم وقراءة التاريخ والأحاديث النبوية لكي نصبح أعزاء كما كنا من قبل، ولذلك يعد تضييع الوقت هو من أخطر مظاهر انحراف الشباب في المجتمع العربي.
انحراف الشباب نتيجة تقليد الغرب في مظاهرهم وأفعالهم
يظهر أثر انحراف الشباب بصورة كبيرة في ملابس وهيئات الشباب العربي، حيث أنه قد بدأ الشباب العربي في محاولة محاكاة الشعوب الأوروبية في مظاهرهم وملابسهم وأفعالهم، فترى الملابس الغريبة والأساور التي تلبس في اليد، والسراويل المقطعة والضيقة، هذا بجانب إنشاء برامج غنائية ليست من شيم الإسلام، والكثير من المظاهر الغربية البحتة التي صار أغلب شباب الوطن العربي يقلدونها تقليدًا أعمى بدون معرفة أصل المسألة ولا ما تفسره هذه الظاهرة، فهذا الشيء أعجبه فقام بلبسه أو فعله، وهذا التقليد الأعمى يعتبر من أثار انحراف الشباب العربي، حيث أن هذا المقلد قد ارتكب خطئان الأول ابتعاده عن أموار ونواهي الإسلام، والثاني ترك عادات وتقاليد الوطن العربي، فقد أمرنا الله بأمور ونهانا عن غيرها فمثلا الغناء ليس من الإسلام، الأساور التي تلبس في اليد كذلك، السراويل المقطعة تفسد الصلاة لأنها تظهر عورة الرجل.
والشورت القصير الذي لا يتجاوز الركبة هو أيضًا من مفسدات الصلاة، وتركه للعادات والتقاليد العربية فالعرب أساسًا يلبسون الجلبية الفضفاضة ويسرحون الشعر بطرق مهذبة، أما الآن فالشباب المنحرف يلبس الملابس الضيقة، ويسرح شعره بطرق غريبة ويحلق جوانب الشعر ويبقي على ما في الأعلى، كل هذه الأشياء توضح لنا الحالة التي وصل إليها الشباب العربي من الانحراف الشديد وتقليده للغرب في كل ما يفعله.
عقوق الوالدين والتبذير
من الآثار الشائعة التي يتسبب بها انحراف الشباب هو عقوق الوالدين والتبذير والإسراف، حيث أنه بعدما ينحرف الشاب لا يدير للوالدين أي انتباه وتبدأ الكلمات البذيئة بالظهور وعدم طاعتهما، بل وفعل المنكرات والفواحش بدون أي خوف منهما، هذا بجانب إن المال في يد المنحرف عبارة عن ورق سهل التضييع يشرب به سيجارة أو مخدرات أو خمر، لأنه لم يتعب فيه بل ولو تعب لا ينظر إلى الأهل أو الزوجة وتلبية حاجات المنزل، فهو يكفيه نفسه وجلب ما يحبه حتى ولو كان شيئًا تافهًا وهذا أكبر دليل على الانحراف وعدم الإحساس بالمسئولية الحتمية على كل شاب في مجتمعنا العربي، فبينما كان خالد بن الوليد يقود الجيوش الإسلامية وهو لم يتجاوز العشرين من عمره نجد أن من في نفس عمره لا يعرفون عن المسئولية أي شيء.
الكاتب: أحمد علي