الهبوط هو عرض لعدد من الأمراض المختلفة. ويشعر معه الإنسان بعد اتزان كامل في الجسم، أو بدوار شديد وكأن الأرض تلف بك وحدك. ويزيد في فترات الإرهاق والتعب عن الأوقات العادية. ويمكن أن يكون جرس إنذار خطير ينبأ عن هبوط حاد في ضغط الدم. ويصل الأمر إلى حالات الإغماء في بعض الأحيان. تعرف معنا عن أهم مسببات الهبوط والدوار المستمر، وكيفية العلاج منهما.
أعراض الهبوط
عندما تشعر بهذه الأعراض، فاعلم جيدًا أنك في حالة هبوط في ضغط الدم. يجب عليك شرب المياه أو تناول بعض السكر أو التوجه لطبيب مختص وطلب المساعدة.
الدوار، وعدم القدرة على التركيز أو الرؤية الواضحة أو زغللة العين. شحوب الجلد، والتعب الشديد، وكأنك لا تستطيع الوقوف أو الاتزان في مكانك. حزن شديد مفاجئ، وعطش، وعدم القدرة على التنفس بشكل جيد وفعال. الغثيان، وتسارع دقات القلب، والإحساس ببرودة الأطراف. تسارع عملية التنفس، ولكن بدون عمق واستكفاء من الأكسجين الداخل.
قد لا يحتاج الأمر إلى تدخل طبي، وذلك لأن مسببات الهبوط تكون طبيعية وبسبب الإرهاق الشديد أو عدم النوم لفترة طويلة. بينما عند اشتداد الحالة أو قياس ضغط الدم لتجده أقل بكثير من 90، فهذا الأمر يحتاج استشارة طبية فورية وسريعة. لأن هبوط ضغط الدم الحاد يؤدي إلى مشاكل كبيرة.
أسباب الهبوط أو الدوخة المستمرة
أمراض القلب
يعاني أغلب مرضى القلب من هبوط في الدورة الدموية. بسبب قصور القلب عن ضخ الدم للمخ. أو بسبب النوبات القلبية وضعف الشرايين. خاصة إن قام المريض بالتعرض للضغوطات العصبية أو ممارسات بدنية عنيفة.
الحمل
وهو أحد العوامل الطبيعية التي تؤثر على ضغط الدم وبالتالي الشهور بالهبوط. لأن الدورة الدموية تزيد مع هذا الجنين، وبالتالي يزيد حاجة الجسم من الدم وسحبه من المخ. ولكن لا داعي للقلق فسيرجع كل الأمور كما كانت عليه بعد الولادة. ويرجى الاحتراز فقط عند الهبوط الحاد للحفاظ على حياة الجنين وسلامته.
نسبة السكر في الدم
الهبوط الحاد في نسبة السكر بالدم، يسبب الشعور بالتعب والدوار المفاجئ. لأن الجسم يخسر كل طاقته التي يعمل بها. وهذه الحالة يجب أن تعالج ببعض السكر السريع فورًا.
الغدد
أي اختلال بعمل هرمونات الغدة الدرقية أو الكظرية، ينتج حالة من الهبوط والتعب وعدم الاتزان. لذلك يجب أن تتم عمل الفحوصات للتأكد من سلامة الغدد الصماء.
خلل بالأذن
وهذا سبب أخر بعيدًا عن هبوط ضغط الدم، قد ينتج حالة من الهبوط والدوخة. وخاصة عند الشعور يفقدان الاتزان. لأن الأذن الوسطى هي التي تعطي للإنسان اتزانه. فإن وجدت بعض الالتهابات أو الأضرار العضوية بها، أو وجود طنين في الأذن، سينتج حالة من الإرهاق والدوخة.
الجفاف
جفاف الجسم من السوائل يؤدي إلى هبوط في كمية الدم بالجسم. وبالتالي هبوط حاد في ضغط الدم. جفاف قد ينتج عن ممارسة الرياضة بدون شرب السوائل، أو التعرض للحرارة العالية مدة طويلة، أو الحمى المرتفعة والقيء المستمر أو الإسهال الحاد. وقد تؤدي بعض الأدوية إلى الجفاف الشديد، مثل الأدوية المدرة للبول.
والجفاف يجب أن يعالج بالماء وليس العصائر، لأن الماء له تأثير مباشر وسريع. والحرص على شرب الماء بقدر كافي خلال اليوم خاصة أيام الصيف. لأن مضاعفات الجفاف خطيرة جدًا، وقد تمنع وصول الأكسجين إلى الخلايا، مما يشكل خطرًا على النفس البشرية.
النزيف
عندما يحدث نزيف خارجي أو داخلي ويستمر لمدة طويلة، يحدث هبوط في الدورة الدموية وبالتالي عدم وصول الدم الكافي للمخ. أو في فترات الدورة الشهرية عند النساء إن استمررت كثيرًا.
النوم المضطرب
اضطرابات النوم أو قلة ساعات النوم الليلية، أمر كافي لحدوث الهبوط والدوخة المستمرة. فيعاني الطلاب من شدة الإرهاق والهبوط أثناء الامتحانات وذلك لكثرة السهر ومحاولة التركيز وإجهاد العقل.
السموم
بعض السموم التي تنتجها البكتريا في الدم عند العدوى، تزيد من حالات الهبوط والإغماءات.
الحساسية
من يعانون من أنواع مختلفة من الحساسية، هم أكثر عرضة للشعور بالتعب والهبوط. مثل حساسية الجهاز التنفسي، والحساسية من الأطعمة والأدوية، وقد يكون ذلك مهدد للحياة.
نقص الحديد والفيتامينات
يشكل نقص المعادن مثل الحديد أو الفيتامينات مثل فيتامين B12 عامل من عوامل الشعور بالدوار والهبوط طوال الوقت. خاصة إن كانت الدوخة تستمر لمدة طويلة بعد الاستيقاظ من النوم. ويأتي هذا النقص بسبب البعد عن النظام الغذائي الجيد، وعدم تناول الخضروات وخاصة الورقية منها. كما يشكل نقص حمض الفوليك عامل هام في اختلال وظائف الجسم. ونتيجة نقص هذه العوامل تقلل من إنتاج خلايا الدم الحمراء، والأنيميا. كذلك يجب متابعة نسب الصوديوم والكالسيوم والبوتاسيوم في الجسم. لأنها أملاح في غاية من الأهمية لأدواء وظائف الجسم.
مرض أديسون
ويرافقه دائمًا الشعور بالدوار، وهو قصور بالغدة الكظرية.
الوقوف لمدة طويلة
الوقوف المستمر خاصة لكبار السن أو مرضى القلب، يشكل خطرًا على وصول الدم الكافي للمخ. ولذلك تحدث الكثير من الإغماءات في التدريب العسكري، بسبب الاحتياج للوقوف مدة طويلة ثابتًا. فينزل الدم إلى الأرجل بدافع الجاذبية، مع عدم تحريك المفاصل الذي يمنع الدم من الصعود أعلى إلى القلب في الأوردة، وضخه مجددًا إلى المخ.
ممارسة التمارين الشاقة
بعض الرياضيين يستمرون بممارسة الرياضة دون هوادة، ظننًا منهم أن هذا مفيد. والبعض الأخر قد يضطر للقيام بأعمال شاقة لم يعتاد عليها دفعة واحدة. ولكنها مسببات للهبوط المفاجئ.
علاج الهبوط أو التقليل منه
هذه الإرشادات تساعد في التقليل من حدة الشهور بالهبوط. ولكن قد تحتاج إلى استشارة طبيب حتى يصف لك الدواء المناسب لرفع ضغط الدم، في الحالات المزمنة أو الحرجة:
- يجب أن نولي اهتمامًا أكبر لطرق التغذية السليمة. فتناول الخضروات والفاكهة يمد الجسم بما يحتاج له. والبعد عن الدهون الضارة يزيد من كفاءة القلب. كما ينشط شرب كميات كافية من المياه، من كفاءة الدم وحجمه، وكفاءة الكلية والكبد.
- زيادة الملح الذي يحتوي على الصوديوم في الأكل. لأن الصوديوم هو من الأملاح الطبيعية التي تزيد من ضغط الدم. فيفضل منع الموالح لأصحاب الضغط العالي، وزياداته لأصحاب الضغط المنخفض. أو الاستعاضة عن الملح بالجبن المالح والمخللات.
- ارتداء شاربات طبية ضاغطة، خاصة في الأوقات التي سيحتاج الفرد فيها لكثرة الوقوف. وذلك لتحسين عودة الدم إلى القلب وضخه مجددًا إلى المخ.
- ممارسة الرياضة لتنشيط الدورة الدموية بالجسم. خاصة لمن يجلسون ساعات طويلة في مكتب للعمل، فلابد أن تتغلغل هذه الساعات بعض التمارين البسيطة التي تعيد اتزان الجسم وسريان الدماء لكل الخلايا.
- إن لم تصلح كل الإرشادات السابقة، فيجب زيارة الطبيب وعدم تأجيل الموضوع لخطورته. فقد يكون الهبوط عرض لمرض أكبر يجب تشخيصه علاجه في الوقت المناسب.
خاتمة
الهبوط ليس مرضًا مستعصيًا وإنما يحتاج للاهتمام بالجسم وعلاج المشاكل الأساسية والأمراض، ونظام غذائي سليم. ويجب أن يمتلك كل شخص خبرة كافية للتعامل مع مرضى الهبوط المزمن، حتى يسعفهم في الوقت المناسب عند الحاجة. ودمت جميعًا سالمين.