المها العربية هي أحد أنواع الظباء المنتمية لفصيلة البقريات، وينتشر هذا النوع من الظباء في صحاري شبه الجزيرة العربية، وينتشر بكثافة في مجموعة من الدول العربية مثل سوريا وفلسطين وصحراء مصر، وتعد المها العربية هي النوع الأصغر حجماً من بينع جميع أنواع الظباء، ولكن حجمها الضئيل هذا وتكوينها الجسدي بشكل عام كان سبب تميزها، بل والأكثر من ذلك إنه كان سبب تسميتها بـمسمى “المها”.. فترى ما علاقة هذا بذاك؟
المها العربية .. اسم على مُسمى :
اسماء الحيوانات لم تطلق عليها مصادفة بل جاءت متسقة مع الصفات التي تُميز كل حيوان، فلماذا سُميت المها العربية بهذا الاسم؟، وما المعنى الذي يحمله ذلك اللفظ؟
المها اصطلاحاً :
قبل أن نتطرق إلى سر إطلاق اسم المها على حيوان المها العربية ،فإن علينا أولاً التطرق إلى المدلول الذي يعنيه ذلك اللفظ في اللغة العربية، وفي الحقيقة فإن المسمى الذي أُلصق بـ المها العربية قد ورد في المعاجم العربية ليشير لأكثر من مدلول واحد، فبداية لفظ المها يطلق على الشمس وفي أحيان أخرى الكواكب، كما ورد اسم “المها” في بعض النصوص الشعرية في إشارة إلى البلورة ناصعة البياض، أو البلورة البرّاقة، وكذلك ألفاظ مثل “المها” و”المهاة” سبق واستخدمت لوصف أحد أنواع الحجارة المنتشرة في البيئة الصحراوية، وهي تلك الأحجار التي تتميز بشدة بياضها.. فما علاقة الشمس والحجارة والبلور بحيوان المها العربية ؟
الاسم العلمي لحيوان المها العربية :
المها العربية في قائمة الاسماء العلمية والتي تكتب باليونانية، تعرف بالمسمىleucoryx Oryx، وقد جاء ذلك المُسمى مشتق من الكلمة اليونانية “أوروكس”، وهو يعني حيوان الغزال أو الظبي، بجانب اللفظ “يوكوريكس” ويعني اللون الأبيض الناصع، وكان أول من أطلق ذلك الاسم العملي على المها البيضاء ،هو عالم الحيوان روسي الجنسية بيتر بالاس في عام 1767م.
علاقة الاسم بالشكل :
المها العربية سميت باللفظ الدال على النصوع أو البياض الشديد، بسبب اللون الأبيض النقي الذي يكسو النسبة الغالبة من جسمها الوبري، وهي بذلك تتميز المها العربية عن كافة أنواع الغزلان أو الظباء الأخرى، فإن نظرنا إلى المواصفات الجسمانية والشكلية لهذا الحيوان، فسنجد إنه ينتمي إلى الكائنات ذات الحجم المتوسط، فوزنه يكون في متوسط 70: 80 كيلو جراماً تقريباً، أما ارتفاعها قياساً إلى الكتف فهو حوالي متر تقريباً، أما الوبر الذي يغطي جسدها فهو يكون أملس وناصح البياض، وبصفة خاصة ذلك الوبر الذي يشغل محيط العنق والظهر والجانبين، بينما المنطقة السفلية فهي تكون ذات ألون أكثر ضاربة إلى السواد، وكذا توجد بعض الخطوط السوداء بمنطقة تلاقي الكتفين والعنق، وعند مقدمة الرأس وحتى الأنف.
اختصاراً فإن المها العربية واحدة من أروع مخلوقات الله عز وجل، وتمتاز بجمالها الشكلي ولونها الذي يكتسب بريقاً آخاذاً حين تنعكس عليه الشمس، وفتبدو قطعان المها العربية من على مسافة وكأنها حبات لؤلؤ متناثرة وسط رمال الصحراء.
مسميات أخرى لحيوان واحد :
المها العربية هو المسمى الأكثر شيوعاً واستخداماً في العربية لوصف ذلك النوع من الظباء، ولكنه في الوقت ذاته ليس المسمى الوحيد، فإن المها العربية تعرف باسماء أخرى، ويأتي ذلك الاختلاف نتيجة اختلاف اللهجات العربية، ومن بين تلك المسميات التالي :
- المارية : وهو الاسم المؤنت من الماري، وهو يعني الشئ الأملس شديد البياض والنعومة، ولا يستخدم “المارية” للإشارة إلى المها العربية فقط، بل إنه شائع استخدامه كاسم علم مؤنث أيضاً.
- الوضيحي : هو الاسم الثاني الذي يشار به إلى المها العربية ،والمقصود به هو الشئ شديد الوضوح، وذلك لأن اللون الأبيض الناصه لهذا النوع من الظباء، يمكن الآخرين من رؤيتها من على مسافات بعيدة.