لا شك أن المضيفات النساء أصبحن في الفترة الأخيرة أصحاب التواجد الأكبر في عالم الطائرات والمطارات، إذ أنه بات من النادر رؤية طائرة وهي تُقاد من قِبل مضيفين رجال، صحيح أن هذا موجود لكنه فقط مجرد وجود ضعيف ومحدود، وطبعًا هذا أمر لا يحدث بطريقة عشوائية، بمعنى أنه ثمة نهج مُنتهج خصيصًا من أجل تحقيق ذلك الأمر، وهذا النهج له أسبابه، بيد أن أولئك الذين لا يرتبطون بعالم الطيران لا يُدركون بعد حقيقة ما يحدث فيما يتعلق بهذه الظاهرة، وبالتأكيد تدور في رأسهم الكثير من الأسئلة الباحثة بنهم عن إجابات مُرضية لها، لكن في السطور المقبلة سوف نحاول الإجابة على السؤال الأكثر حيرة بالنسبة للجميع والأغرب في الإجابة، لماذا المضيفات النساء أكثر تواجدًا من المضيفين الرجال؟ تابعوا لتعرفوا بأنفسكم لماذا يحدث ذلك وكيف يكون منطقيًا بالنسبة للكثيرين وعلى رأسهم شركات الطيران التي تنتهج ذلك النهج.
أسباب تواجد المضيفات النساء بكثرة
في الحقيقة ذكر أسباب تواجد المضيفات النساء بكثرة في الطائرات يُمكن القول إنه كذلك إجابة مثالية لسؤالنا الرئيسي في هذا المقال، فالمضيفات اللاتي يتولين وظيفة الضيافة في الطائرات ويقمن بعمل كبير من أجل إراحة كل الركاب أصبحن أصحاب السيطرة على هذه الوظيفة بشكل شبه تام منذ بداية هذا القرن على وجه التحديد، وهذا طبعًا يأتي لأن الشركات، أو سوق العمل على وجه التحديد، يطلبهن أكثر من النساء، ومثل ذلك الوضع يأتي لمجموعة من الأسباب أهمها التوفير بالنفقات.
التوفير في النفقات
ربما سيكون الأمر مُدهشًا بالنسبة لبعضكم، لكن إسناد تلك الوظيفة إلى المُضيفات النساء طريق مُختصر ومُجدي لتوفير النفقات والتكاليف التي تستخدمها الشركة، وتفسير ذلك الأمر ببساطة أنه بعد إجراء العديد من الدراسات والتقارير تم التوصل إلى كون النساء أخف وزنًا بشكل عام بنسبة أربعين بالمئة من الرجال، ولأن الطائرات تعمل بالوقود، ولأن ذلك الوقود يُستخدم على حسب الوزن، لذا فإن المنطق يُشير إلى أن تقليل الوزن سيؤدي إلى تقليل التكلفة، والاتجاه إلى النساء بدلًا من الرجال أمر يُمكن من خلاله ضمان تحقيق هذا الغرض، وربما لاحظت عزيزي المسافر أنه سواء كانت الشخص الذي يقوم بخدمتك في الطائرة ذكر أو أنثى ففي النهاية ثمة ما يُشبه القاعدة حول وزنه ولن تجده ثمينًا بأية حالٍ من الأحوال، ولأن الطبيعي في النساء الخفة في الوزن يتم اللجوء إليهن بشكل أكبر، وهذا هو السبب الأهم والأبرز طبعًا.
لأنهن أكثر لطافة ولباقة
سبب آخر من الأسباب التي تجعلنا أمام وضع منطقي بكون المضيفات النساء هم الأكثر تواجدًا من المضيفين الرجال، والحديث هنا عن طبيعة النساء في التحدث والمعاملة، إذ أنه ليس هناك أدنى شك في كون الجنس الناعم أرق وألطف في التعامل مع أي فئة، وبالتالي فإن أصحاب الشركات سوف يضمنون معاملة مُثلى للعملاء لديهم، صحيح أنه ثمة رجال لبقين ولطاف لكننا هنا نتحدث عن القاعدة والشاذ عنها، فالقاعدة في النساء اللطافة واللباقة، وما دون ذلك يُعد شذوذًا، أما الرجال فالطبيعة فيهن الفظاظة والتعنت، وما دون ذلك يُعتبر شذوذًا أيضًا، وبالتأكيد عزيزي المسافر إذا كنت قد جربت من قبل السفر في طائرة تحمل كلا الجنسين من العاملين بهذه المهنة فسوف تعرف بنفسك أن ما نتحدث عنه منطقيًا مئة بالمئة.
ترك الانطباع النفسي الإيجابي
لا ننسى أيضًا ضمن أسباب اختيار المضيفات النساء على وجه التحديد أن المضيفات النساء ، والنساء بشكل عام، بإمكانهن ترك الانطباع النفسي الإيجابي، وهو بالطبع أمر ضروري وفارق بالنسبة لصناع القرار، فهم سيردون أن تكون الخدمة المُقدمة في الطائرات خدمة مميزة على أفضل نحو ممكن، وبالتالي سيسعون لفعل ذلك بأي طريقة حتى ولو كان الأمر متعلق بإقصاء جنس كامل من البشر، ولكي نكون صريحين فإن الوضع المُتبع يبدو صحيحًا مئة بالمئة، فأنت عزيزي المسافر الذكر لن تطمئن نفسيًا لشخص مثلك يقوم بأمور قد تعودت على قيام زوجتك أو والدتك، أو أي أنثى في بيتك، بها، وبالتالي لا يُمكنك التشكي من اتجاه شركات الطيران لمثل هذه الحلول.
وجود بعض الخبرة في التمريض والرعاية
هناك أشياء يُمكننا أن نُطلق عليها مصطلح نقاط القوة ونقاط الضعف، وفيما يتعلق بتلك المهنة فإن المضيفات النساء يمتلكن نقطة قوة كبيرة جدًا بهذا الصدد تتمثل في الخبرة بالتمريض والرعاية الصحية، وهو أمر لا يتمكن الرجل من القيام به إلا في حالة كونه طبيبًا مُتمرسًا، لكن في الوضع الطبيعي فإن الغلبة ستكون طبعًا للنساء، حتى إذا كنت في مستشفى فسوف يكون وجود الممرضات بكثرة أمر بديهي، ثم إنك عندما تكون في السماء على متن طائرة لا تُدرك ما الذي قد تتعرض له من أزمات صحية مفاجئة، وفي هذه الحالة سوف يكون وجود المضيفات أفضل، فبالأساس هن يدرسن بعض هذه المواد الطبية بشكل مُبسط في كليات تخريج مضيفات طيران، إذًا أفضلية الجنس الناعم محسومة تمامًا.
ميل الشركات إلى المضيفات النساء لتخفيض الرواتب
السبب الذي يأتي كما هو دون أي تفسير هو أن شركات الطيران في الأساس تميل إلى تعيين النساء في هذه الوظيفة وفقًا لأكثر من مخطط يتم وضعه من قِبلهم لهذا العمل، ففي البداية هم يُريدون أشخاص يقبلون بأي راتب، وهذا ما توفره الإناث، يُريدون من لا يعترضون، وهذا ما توفره النساء، يُريدون كذلك من يكون لديهم مرونة في التفاوض بالراتب ومن لا ينشغلون بالعديد من المسئوليات التي تجعلهم ملتزمون براتب معين، وهذا أمر تفعله المضيفات النساء ، ولهذا يحدث الميل لهم في التعيين، وفي الواقع، ليس هذا إلا سبب آخر مُقنع للغاية في هذه القضية.
تخصيص كليات لهن
في الآونة الأخيرة تتطور الأمر فيما يتعلق بتعيين المضيفات النساء والاتجاه لهن أكثر من الرجال لدرجة أنه أخذ منحنى رسمي في بعض الدول الكبرى، هذا المنحنى يتمثل في إنشاء كليات مُتخصصة لهن، أو دعونا نقول بمعنى أدق، معاهد وأكاديميات، صحيح أن أغلب تلك الجهات التعليمية لا تكون رسمية بنسبة مئة بالمئة لكن في النهاية نحن نتحدث عن شيء أكاديمي بشكل كامل يُخصص لأصحاب الجنس الناعم من أجل دراسة المهنة وإتقانها، هل تعرفون ما الذي يُشبهه ذلك؟ إنه ببساطة يُشبه كثيرًا فكرة إنشاء كليات للتمريض حديثًا من أجل إخراج ممرضات على أعلى مستوى ممكن، إذ أنه قديمًا لم تكن لتلك الكليات أي تواجد وكان يتم اختيار الممرضات من خلال الممارسة فقط، لكن مع الوقت تغير كل شيء وعلى ما يبدو فإن المسئولية الموجودة في هذه الوظيفة جعلت القائمين على الأمر يهتمون بها إلى أبعد حد، وهذا ما يحدث الآن في وظيفة المضيفة، فالكليات أو المعاهد المتواجدة لها الآن تُريد تأسيس جيل مُتميز وبارع من المضيفات لقيادة حركة الجو.
وظيفة المضيفات النساء
الآن بعد أن بتنا نعرف تقريبًا الأسباب الحقيقية خلف ميل الشركات إلى تعيين المضيفات النساء دون الرجال فإنه من المؤكد أن البعض منكم قد يسأل عن وظيفة المضيفات النساء في الأساس، فهي تُشبه كثيرًا وظيفة خدمة الفنادق، هل ذهبت من قبل إلى أحد الفنادق ورأيت كيف تتم خدمتك هناك؟ هذا بالضبط ما تفعله مضيفات الطائرات من أجل توفير كافة سُبل الراحة لك، ففي البداية يتم تعريفك بمقعدك من أجل الجلوس والتأكد من أن كل شخص يتواجد في مكانه الصحيح، بعد ذلك تأتي مهمة النصائح الأولية التي يجب عليك استخدامها في حالات الخطر والطوارئ، لاحقًا تأتي الوظائف الحيوية مثل تقديم خدمة الطعام والشراب، وكذلك خدمة الرعاية حال تعرضك لأي مشكلة صحية، ثم تأتي وظيفة تسليمك مرة أخرى سالمًا إلى المطار، وكل هذه بالمناسبة مهمات شاقة وليست مُريحة أو سهلة، لذلك فإن تحمل النساء لها أمر يُقدر للغاية.
ختامًا عزيزي القارئ، بكل تأكيد ما تم ذكره الآن عن المضيفات النساء لا يعني أبدًا أن الرجال إذا عملوا في هذه الوظيفة فسوف نكون أمام كارثة، فقط نحن نتحدث عن الخيارات المُتاحة وما يُمكننا أن نُطلق عليه خيار أفضل وسط تلك الخيارات، وبصراحة شديدة النساء هن الخيار الأفضل والأنسب للوظيفة.