لدينا ثلاثة أنواع من الكحة المزمنة وهم الكحة الجافة، والكحة الديكية، والكحة الخانقة، ولكل نوع منهم أسبابه وخواصه التي يتميز بها عن النوع الأخر، فالكحة الجافة هي الأكثر انتشارًا بين الناس وتستمر عادة لفترة طويلة من الوقت وهي جافة ولا يصحبها البرد وتكون الحلق والأنف لأنهما قد تعرضا لفيروسات هوائية، ثم الكحة الديكية والتي عادة ما تظهر للأطفال من سن ثلاثة إلى أثنى عشر عام وقد سميت بهذا الاسم لأن صوت الكحة فيها يكون شبيه بدرجة كبيرة لصياح الديك، أما عن النوع الأخير وهو الخانق فيكون هذا النوع في الحنجرة بشكل تام ويتسبب في حدوث التهابات وتورم بها تجعل المريض يجد صعوبة في التقاط أنفاسه، ومع الذهاب إلى الطبيب المعالج وأخذ الأدوية تظل الكحة المزمنة لفترة طويلة بدون أي استشفاء تام، وذلك لأن الكحة عبارة عن فيروس أو عدوى تصيب الجهاز التنفسي وبعد القضاء على ذلك الفيروس ستبقى الكحة كما هي، لأننا تخلصنا من الفيروس ولكننا لن نستطيع التخلص بسهولة من آثار ذلك الفيروس على الجهاز التنفسي.
الكحة المزمنة نتيجة كثرة تناول أدوية ضغط الدم
تعتبر أدوية ضغط الدم من أهم الأسباب التي تؤدي لاستمرار الكحة المزمنة لفترة طويلة من الوقت، حيث أن أغلب هذه الأدوية يوجد بها هرمون الأنجيوتنسين الذي يعمل على تضييق الأوعية ومن ثم تثبط الأنزيمات وتؤثر على مشكلة الكحة الموجودة في الجهاز التنفسي، ويعتبر هذا الهرمون من الآثار الجانبية لأدوية الضغط وخاصة الأدوية المعالجة لانخفاض ضغط الدم، وذلك لأن شركات الأدوية تقوم بوضع جرعة ليست بالقليلة من هذا الهرمون لكي يساعد في رفع ضغط الدم فبالتالي تتزن عملية ضغط الدم بالجسم، فإذا لاحظنا وجود هذه الآثار الجانبية عند تناولنا أحد الأدوية المعالجة لضغط الدم يتوجب علينا الذهاب للطبيب المعالج سريعًا، وذلك لأنه فور هذه الاستشارة سوف يقوم الطبيب بتغيير الدواء وإعطاء نوع أخر لا يحتوي على ذاك الهرمون وفي نفس الوقت يؤدي نفس دور الدواء الأول.
وعادة ما تكون الكحة المزمنة في هذه الحالة غير شديدة الألم ولكنها تبقى مستمرة لمدة من الوقت، ولذا ممن الممكن تناول بعض الوصفات الطبيعية التي ستقلل من هذه المحنة بقدر الإمكان، فمثلًا لدينا خلطة ألشطه بالزنجبيل وهي مؤثرة جدًا على الكحة فسنقوم بخلط ربع معلقة من الزنجبيل مع مثلها من ألشطه، ثم نضع ملعقة كبيرة من العسل ومثلها من خل التفاح، ونسكب عليهم نصف كوب من الماء ونشربها مرتين يوميًا للحصول على نتائج جيدة في أسرع وقت.
الإصابة بداء الربو
يصاب الناس مع تقلبات فصول السنة أو في منتصف هذه الأوقات بداء الربو وهو أحد أكثر الأمراض شيوعًا بالعالم، والربو عبارة عن التهاب يحدث في الجهاز التنفسي فيتسبب هذا في انتفاخ المجاري الهوائية وبالتالي تتأثر من أي شيء مهيج لها، هذا بجانب أن العضلات التي تجاري المجاري الهوائية تكون منغلقة بعض الشيء مما يجعل الهواء الداخل للرئة أقل من اللازم، وفي الأخير يفرز المخاط الموجود بالأنف بكميات كبيرة وهذا ما نراه على أنف الأشخاص الذي يعانون من الربو، ويرجع السبب في إصابة بعض الناس بهذه المشكلة هو التعرض لبعض المواد التي تسبب التهيج في الأنف مثل الغبار والسجائر ودخانها والبخور وروائح الدهان والمواد الكيميائية والبنزين، هذا بجانب بعض الأسباب الأخرى مثل ممارسة التمارين الرياضية بكثافة، الإصابة بمشكلة الارتجاع المعدي، الحساسية من أحد الأدوية، التعرض لتقلبات جوية مفاجئة مثل الهواء البارد أو الرياح الجافة وهكذا.
ويعد الربو بصفة عامة هو أحد أسباب الكحة المزمنة التي تظهر على الإنسان وتستمر هذه الكحة إلى ما بعد فترة انتهاء الربو نفسه، فبعد انتهاء الربو تنتهي أعراض ضيق التنفس والصفير المصاحبة له ولكن تستمر الكحة لفترة أخرى بسبب الأثر الذي خلفه الربو على المجاري الهوائية وتحسسها الشديد لأي مادة تدخل رائحتها عن طريق الفم، ومن الممكن معالجة هذه الكحة المزمنة عن طريق القضاء على الربو أولًا بواسطة بعض الأدوية الطبية أو بعض الأعشاب الطبيعية مثل الحبة السوداء، ثم نأخذ مشروب ألشطه بالزنجبيل الذي تحدثنا عنه في الفقرة السابقة.
التوتر والإجهاد العصبي
من الأسباب التي تؤدي لاستمرار الكحة المزمنة لوقت طويل للغاية هو التوتر والإجهاد العصبي، حيث أن الشخص عندما يصاب بنزلة برد عادية من الممكن أن تستمر لأكثر من أسبوع يبدأ في التفكير بأصل المسألة، ويدخل في مرحلة عميقة من التوتر والضغط والإجهاد العصبي وهذا ما يجعل الكحة تبدأ في الظهور وتستمر لفترة كبيرة من الوقت، وقد قام بعض الأطباء بإجراء أبحاث طبية حول ما يزيد من تطورات مشكلة البرد فتوصلوا لأن الإجهاد عامل هام في الوصول للكحة المزمنة، فالعقل الباطن له دور كبير ف زيادة حدة الأمراض مهما كان حجمها، فعلى من تصيبه الكحة أخذ بعض الأدوية البسيطة مع عدم التفكير طويلًا فيما سيحدث مستقبلًا بسبب هذه الكحة.
فالتفكير الطويل يحدث إجهاد عصبي وفكري يزيد من شدة الحالة ويجعلها معرضة للإصابة بأمراض أخرى مثل الربو والصداع وضعف الحنجرة وغيرها من الأشياء الأخرى، لذا يقول الأطباء أن الكحة هي أمر وارد حدوثه لدى أغلب الناس إن لم يكن جميعهم، ولكن أن تصل إلى كحة مزمنة فهو أمر نادر الحدوث ويتوجب على الشخص المصاب عدم المساعدة في زيادة حدة المرض وتطوره بصورة أكبر.
الكحة المزمنة نتيجة إصابة المجاري التنفسية والمريء
المجاري التنفسية هي الأنابيب التي تحمل الهواء من الأنف إلى الصدر وعند حدوث أي التهاب أو تهيج بها تظهر مشكلة الكحة المزمنة، في البداية يصاب الشخص بالرشح أو البرد ومع تطور الوضع تظهر الكحة العادية ولكنها لا تزول بسهولة كما يزول الرشح، فالرشح يمكننا القضاء عليها بواسطة بعض الأدوية سريعة المفعول ولكن آثار الفيروسات التي ضربت الأنف تظل موجودة لفترة من الوقت، وهي ما تعني التهاب المجاري التنفسية وسوف يستمر لفترة من الوقت مهما أخذنا له من أدوية، فالمجاري التنفسية منتفخة بعض الشيء وتتحسس أي شيء قد يمر بها عبر الهواء الداخل إليها، وفي الغالب تستمر الكحة لعدة أسابيع ولكن يجب علينا أخذ بعض الأدوية التي سيقوم بكتابتها الطبيب المعالج، وذلك للتخفيف من حد الألم الناتج عن الكحة المزمنة ومحاولة التقليل من الأيام التي ستستمر فيها المشكلة.
أما المريء فهو من الممكن أن يصاب بالارتجاع الذي يؤثر بشدة على الكحة ويجعلها تستمر لفترة طويلة، ويحدث الارتجاع المريء مع الإصابة بالسعال لفترات عديدة فيصعد الحمض الموجود بالمعدة إلى الحلق عن طريق المريء، ثم يحدث التهيج الشديد الذي ينتج عنه الكحة المزمنة ومع الأسف فالكحة تؤثر بشكل سلبي على الارتجاع، والارتجاع يؤثر على الكحة من الجهة الأخرى وهذا ما يعني أن الوضع خطير ويستلزم مراجعة الطبيب سريعًا.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.
الكاتب: أحمد علي