الفواق من أكثر الحركات اللاإرادية ازعاجًا للإنسان. وقد تحدث فجأة دون سبب وتشكل صداعًا وإنهاكًا للجسم بأكمله. وتمنع الشخص من أداء عمله بطريقة سلسلة وتركيز. وتحدث للكبير والصغير دون فرق، ولو حدثت للصغار فهي تجعلهم يبكون اليوم بأكمله. هذا بخلاف ما قد تسببه من إحراج إن كنت وسط مجموعة من البشر. لذلك وجب عليك التعرف على أسبابها وكيفية حدوثها، حتى تتفادها إن أمكن أو تتمكن من علاجها بالطريقة الصحيحة.
تعريف الفواق أو الزغطة
الفواق عبارة عن تقلص أو انقباض لا إرادي في الحجاب الحاجز. وتحدث بشكل مفاجئ، ينغلق على إثرها لسان المزمار ويمر الهواء خلال الأوتار الصوتية، فينتج هذا الصوت المميز للزغطة. كما ينتج اهتزازًا عنيفًا بالقسم العلوي من الجسم، مما قد يسبب صداع إذا استمرت. ويتكرر الفواق عدة مرات في الدقيقة، تختلف بين فرد وأخر أو بحسب حدة الحالة. وتحدث لجميع الفئات العمرية وهي لا تحتاج تدخل علاجي، بل يستعمل لها البعض بعض العلاجات الشعبية. أما إذا استمرت مدة طويلة فقد يحدث تهيج بالحجاب الحاجز أو الأعصاب، فلابد من استشارة طبيب.
أسباب الفواقة عند الكبار
تتنوع الأسباب بين الأسباب التي يمكن للفرد التحكم فيها ووقفها، وبين أسباب خارجة عن إرادة الإنسان ولا يمكن التحكم فيها بسهولة ولكن قد يعالجها.
أسباب يمكن التحكم فيها
الأكل بسرعة وبكميات كبيرة. حيث تزيد تلك الطريقة من حجم المعدة وبطريقة مفاجأة وسريعة، فيحدث الفواق نتيجة تمدد المعدة السريع. خاصة إن كان الطعام دسمًا أو حارًا فهذا يزيد الأمر سوءًا.
الصيام لمدة طويلة والشعور بالجوع.
شرب الكثير من المشروبات الغازية، أو التي تحتوي على حمض الكربونيك. لذلك تلاحظ أن مدمني الصودا معرضين أكثر للفواق، مما يدفعهم لشرب المزيد ظنًا أنه ينهي المشكلة. شرب المشروبات الكحولية يزيد من الفواق. تغير درجة حرارة المعدة بشكل مفاجئ. وهذا أثناء تناول الطعام الساخن والذي لن تتحمله المعدة. شرب سوائل ساخنة، ثم سوائل باردة مباشرة. ابتلاع الهواء بالخطأ أو عن تعمد. مثل التنفس من الفم أثناء فترات الإنفلونزا أو الحمى. أو استنشاق بعض الأبخرة. الجفاف، ونقص سوائل الجسم. الثرثرة لمدة طويلة، أو الضحك المستمر أو البكاء الشديد. كثرة التدخين.
أسباب لا يمكن التحكم فيها
تغيرات المناخ المفاجأة والتي قد تؤثر على أجهزة الجسم، مثل فترات التقلبات الجوية بين البارد والساخن. التعرض لصدمات نفسية أو عصبية، نتيجة الضغوطات.
بعض الأدوية تتسبب في زيادة الفواق، مثل الأدوية المهدئة، وأدوية الصرع، وأدوية السرطان الكيميائية. أو حتى بعض العمليات الجراحية مثل عمليات المعدة. نقص بعض فيتامينات الجسم. أورام أو التهابات في الحجاب الحاجز أو الرئة أو لسان المزمار أو أعصاب المخ. تضخم الغدة الدرقية، وتهيج الحلق. قرحة المعدة، أو مرض السكري، أو التقيؤ المستمر، أو نقص الأكسجين في الجسم نتيجة ضعف الرئة.
الفواقة عند الرضع
بالنسبة إلى الأطفال الصغار أو الرضع، فإن الفواق أمرًا طبيعيًا وكثير الحدوث فلا داعي للقلق. وهذا نتيجة رجوع الحليب من المعدة إلى المريء. وأحيانًا أخرى تتعلق ببعض أنواع الطعام، أو بسبب إجبار الأم للطفل وإطعامه أكثر من حاجته. الفواق سيزول بشكل طبيعي بعد وقت قصير، أو عند إرضاع الطفل مجددًا. وإن لم يزول يمكن إعطاء الطفل ملعقة من المياه الصالحة للرضع، ولكن لا يُفضل الإكثار من تلك الطريقة.
طرق أخرى لعلاج الفواق عند الرضع
يمكن من خلال تدليك ظهر الطفل، بعد وضعه على بطنه، أن يساعد في سرعة العلاج. كذلك تساعد كثيرًا استخدام لهاية أو مصاصة أطفال معقمة. وفي أصعب الظروف، يمكن أن يساعد حبس نفس الطفل لثواني قليلة جدًا، حتى يعود فيأخذ نفس عميق.
أضرار الفواق
استمرار الزغطة دون علاج، له أضرار كبيرة على صحة الإنسان ويجب التخلص منها. بعض هذه الأضرار تشمل على جفاف الجسم، فقدان الوزن على المدى البعيد، الانزعاج والصداع أو الإجهاد بدون سبب، سوء التغذية لأنها قد تؤدي إلى القيء عند الأطفال خاصة.
أسباب الحازوقة المتكررة
- بعض الأشخاص يستمر معهم الفواق إلى ساعات طويلة لا تنفع معه الأساليب العادية. والغريب أنه توجد بعض الأرقام في موسوعة جينيس لأطول فترات الفواق حول العالم. هذه بعض أسباب تكرار الفواق، وإن استمرت لمدة 48 ساعة فعليك بزيارة الطبيب فورًا.
- الأدوية، من أهم أسباب تكرار الحازوقة. إن كنت تستخدم أدوية مهدئة للأعصاب، وأدوية الاضطرابات النفسية.
- عمليات القسطرة، تتسبب في الكثير من الأحيان بتكرار الفواق. فليس هناك خوف كبير إن كنت أجريت عملية قسطرة مؤخرًا.
- التدخين، أحد أهم أسباب عودة الحازوقة، خاصة التدخين الشرس.
- أمراض السكري، وأورام المخ، والفشل الكلوي، قد يستمر بسببها الفواق مدة تزيد عن شهرين إلى وقت العلاج.
علاج الزغطة المتكررة عند الكبار
نعرض لكم مجموعة من العلاجات المتنوعة التي يمكن أن يستخدمها الكبير للعلاج من الفواق البسيط، أي الذي يحدث بشكل متقطع وعلى فترات بعيدة ولا داعي لتدخل طبي:
- شرب المياه. على أن تكون هذه المياه فاترة، لا ساخنة ولا باردة. ويُفضل أن يتم شرب كوب بشكل متقطع على عدة مرات متتالية سريعًا.
- يمكن أن تتناول ملعقة من السكر، أو العسل، واتركه ليذوب بطيئًا في الفم، فلا تقم ببلعه.
- فتاة بريطانية، اخترعت مصاصة من خل التفاح والسكر. فكرة المصاصة تعمل على تحفيز الأعصاب في الفم والحنجرة. بينما يعمل خل التفاح والسكر بنفس الطريقة في النقطة السابقة. يمكن أن تستعيض عن خل التفاح بأي نوع من الفواكه الموجودة في المصاصات بالأسواق العادية.
- بحركة بسيطة، قم برفع اللهاة، وهي الجزء المتدلي أمام الحلق، بملعقة صغيرة لمدة قصيرة.
- اجلس أو تمدد على الفراش، ثم قم بضم الركبتين نحو صدرك، لعدة دقائق أو لحين انتهاء الفواق.
- استرخي وتنفس بعمق من الفم أو من الأنف. واجعل الشهيق والزفير يأخذان وقتًا أطول لعمق أكبر واسترخاء الحجاب الحاجز. أو قم بأخذ شهيق ثم احبسه وارفع يديك للأعلى.
- قم بإخراج اللسان إلى الخارج، ثم خذ نفسًا عميقًا واحبسه. بعد ذلك أخرج النفس برويدة. كرر العملية إلى أن تختفي الحازوقة.
- تمدد على ظهرك على الفراش، واطلب من شخص قريب أن يضغط على باطن قدمك. بعد ذلك خذ نفسًا عميقًا واحسبه ثم أخرجه ببطيء. كرر العملية كما ترغب، وذلك لأن الأطباء يعتقدون بفاعلية نهايات العصبية في باطن القدم.
- أحضر كيس بلاستيكي خفيف، وأغلقه حول أنفك وفمك ثم تنفس بداخله بهدوء. هذه الطريقة تصلح للفواق وضيق النفس كذلك.
- ضع إصبعًا في كل أذن، واضغط بإصبع أخر خلف الأذن، استمر في ذلك لمدة نصف دقيقة. وكرر العملية إن احتجت لذلك.
ختام
الفواق ليس أمرًا مستعصيًا، ولكنه يحتاج لهدوء أعصاب وحنكة في العلاج. خاصة لأنه يتوتر الأعصاب ويهيج الشخص ويمنعه من أداء عمله. لذلك تعتبر الوقاية أفضل علاج، من خلال الابتعاد عن مسببات الفواق كما ذكرناها من البداية. ودمنا جميعًا سالمين.