العمل عن بعد هو أحد الأدلة على إن الإنترنت أكثر فائدة من كونه وسيلة للتسلية والترفيه، وقد زاد الإقبال على العمل عن بعد في السنوات الأخيرة، خاصة بين الشباب العرب نتيجة لتفشي البطالة في الدول العربية، أو عدم قدرة الشاب العربي على الحصول على الوظيفة التي يفضلها ويطمح إليها.
مميزات العمل عن بعد :
الدليل الأكبر على نجاح تجربة العمل عن بعد ، هو أن عدد المواقع التي تتيح العمل عن بعد من خلالها قد تضاعف عدة مرات خلال فترة وجيزة، وهذا لم يأت من فراغ، بل إنه نتاج ما يتوفر بهذا النمط العملي من مزايا، شكلت عوامل جذب بالنسبة للشباب، وهي كالآتي:
المرونة في اختيار التوقيت :
أولى العوامل التي تميز العمل عن بعد عبر الإنترنت عن العمل التقليدي هو المرونة، فالعامل هنا لا يلتزم مطلقاً بمواعيد ثابتة للعمل، هو فقط يلتزم بموعد لتسليم المشاريع المُكلف بها، والمطالب بإنجازها خلال فترة محددة بحسب اتفاقه مع العميل، أما توقيت ساعات العمل وعددها فهي أمر يرجع لاختياره، فمن يمارس العمل عن بعد يمكنه إنجاز مهامه ليلاً او صباحاً، فهو له مطلق الحرية في تحديد الوقت الذي يعمل به، فالعبرة هنا بالنتيجة والنتيجة وحدها، دون التقيد بمواعيد ثابتة للذهاب والانصرف وما إلى ذلك من قواعد روتينية، وهو الأمر الذي يحد بنسبة كبيرة من التعرض إلى إجهاد العمل.
توفير النفقات :
يمثل العمل عن بعد فرصة ذهبية لمن يقيمون بمناطق نائية أو متطرفة، فالتحاق هؤلاء بوظائف تقليدية، يعني التضحية بجزء كبير من راتبهم للانتقال من مقر سكنهم إلى مقر عملهم والعكس، بينما العمل عن بعد يمكنهم من الانتقال إلى مناطق أبعد كثيراً، ولكن دون تكبد قرشاً واحداً في الانتقال، فالأمر لا يتطلب سوى توفير جهاز الكمبيوتر المتصل بالإنترنت وحسب.
اعمل ما تحب :
هناك قاعدة لا يؤمن بها الكثيرون، وهي تلك القائلة بأن الإنسان عليه أن يحب ما يعمل كي يعمل ما يحب، أما في نطاق العمل عن بعد عبر مواقع الـ Freelancer فإن القاعدة معكوسة، فالشخص هنا يحب ما يعمل لإنه في الأساس يعمل ما يحب، ففي عالم العمل عن بعد لا وجود للواسطة أو التوظيف بموجب الشهادة، بل كل شخص يقوم بالتقدم إلى الوظائف التي يجيد عملها ويرغب في إنجازها بالفعل، وبالتالي يمكن إضافة الاستمتاع بالعمل على قائمة مميزات العمل عن بعد
الاعتراف بالخبرات :
من المآخذ على مواقع العمل عن بعد ،إنها تهدر خبرات الأفراد المتعاملون من خلالها، إذ أن العمل عبر الإنترنت لا يعترف بنظام الترقية أو العلاوة، لكن هذا ربما كان صحيحاً في الماضي، أما اليوم فهناك عدد من المواقع الإلكترونية، التي تتيح لمستخدميها إمكانية إنشاء معرضاً خاصاً بهم، يضيفون إليه سابقة أعمالهم في أي مجال يتخصصون به، ويرفقون رابط هذا المعرض في كل وظيفة يتقدمون لشغلها، ليتعرف المُعلن خبراتهم في ذلك المجال ويشاهد الأعمال التي أنجزوها في السابق، وبالتأكيد تكون الأولوية لذوي الخبرات، كذلك بعد كل مهمة يقوم العامل بإنجازها عبر الإنترنت، يقوم العميل بمنحه تقييماً، وإذا كان تقييمه إيجابياً فبالتأكيد يجعله هذا مصدر ثقة بالنسبة للعملاء الآخرين، ويُرجح كفته حين يتقدم إلى أي مُعلن آخر.
تنظيم الوقت :
بالرجوع إلى النقطة الأولى والمتعلقة بأن العمل عن بعد لا يشترط العمل خلال فترة محددة من اليوم، فقد وجدت بعض الدراسات إن الأشخاص المعتمدون على العمل عن بعد ،كانوا أكثر التزاماً تجاه واجباتهم المنزلية والأسرية، فهم بمقدورهم تكييف ساعات يومهم حسبما يشائون، وبالتالي عادة ما ينجحون في إحداث اتزان ما بين التزامهم المهني والتزامهم العائلي، فالخلاصة إن كل شخص يعمل عن بعد هو سيد قراره، طالما كان قادر على إنجاز المهام المُكلف بها في التوقيت المحدد لها.