العمل التطوعي هو عمل حضاري مفيد على المستوى الفردي وعلى مستوى المجتمع، وهو أي عمل يُقدمه فرد أو مجموعة من الأفراد يهدف لعلاج مشكلة معينة في المحيط، أو مساعدة فئة معينة من فئات المجتمع، بدون الحصول على ربح مادي من هذا العمل، ففوائد العمل التطوعي تَكمن في الفوائد المعنوية على المستوى البَعيد في شخصية المتطوع نفسه قبل المجتمع، من خلال المقال التالي يمكن حصر مجموعة من أهم فوائد العمل التطوعي على المدى البعيد.
الشعور بهدف أسمى
عندما يقوم الطفل أو الشاب بعمل تطوعي للمجتمع أو للمسنين على سبيل المثال أو للبيئة، فإنه بذلك يَشعر بوجود هدف أسمى له في الحياة، فالسعادة التي تنتج من نجاح العمل الطوعي تعطي للفرد الإحساس بالأهمية والقيمة المَعنوية، هذه القيمة تَجعله مَنيع من الشعور بالاكتئاب فيما بعد، ودائمًا يرى أن لحياته معنى وأهمية.
العمل التطوعي يعزز الثقة بالنفس
عندما يرى الفرد بأنه يساعد غيره وينجح هو أو فريقه في عمل اختلاف ملحوظ في البيئة، مثل تنظيف الشارع أو زرع الأشجار التي تنقي الهواء، فإن ذلك يعزز ثقته بنفسه وبنجاحه وبتأثيره في المجتمع، ليُنتج للمُجتمع شَباب أصحاء قادرين على تَحقيق اختلاف في القضايا التي تهم المجتمع.
تعزيز روح الفريق
من أفضل الأعمال التطوعية هي تلك التي تتم من خلال فريق، على سبيل المثال: اتحاد فريق لتنظيف الحي أو مساعدة الفقراء أو الترفيه عن دار للمسنين، المشاركة في هذا العمل يَجعل الشاب أو الفتاة يَقوم بتقدير روح الفريق والاتحاد، كما يَتعلم العَمل الجماعي، والخضوع للقائد أو معرفة كيفية القيادة إن كان في موقع قيادة، ما يجعل مستقبله مبهرًا بشكل كبير في حياته العملية، ويجعل السيرة الذاتية للمتطوع أكثر إبهارًا في حال تقدمه للعمل في أي مجال يحتاج إلى روح الفريق والعمل الجماعي.
إصلاح السلوكيات الخاطئة
في بعض البلدان، ومن ضمن الأحكام القضائية، قد يحكم القاضي على مجرم قام بجريمة صغيرة بالقيام بـ العًمل التطوعي فترة معينة، بدلًا من مواجهة عقوبة الحبس، وهذا الأمر لا يأتي من فراغ، بل من قدرة العًمل التطوعي على تعليم الانضباط والالتزام، وبالتالي قد يكون العمل التطوعي إحدى طرق التربية المهمة التي من الممكن أن تستخدمها المدرسة في بث روح الانضباط في طلابها.
العمل التطوعي يساعد على الرضا عن النفس
من أهم فوائد العمل التطوعي هو شعور الرضا عن النفس الذي يَشعر به المتطوع بعد أنجاز العمل، وبأنه شخص يعتمد عليه ونافع لأسرته ومجتمعه.
التواصل الاجتماعي والتعريف بمشاكل المجتمع
العمل التطوعي يَسمح للفرد بالتعرف على مجتمعه بشكل مباشر، ويلمس مشاكل مجتمعه الحقيقية، وبما أن الشباب هم رجال الغد فهم بناة المستقبل، ولديهم القدرة على تغير المجتمع للأفضل، كما أن العمل التطوعي يسمح لشباب هذا الجيل من التواصل الاجتماعي الحقيقي، بدلًا من البقاء لساعات طويلة خلف شاشات الهاتف، المجتمع الملموس يُعزز التواصل الاجتماعي وقدرة الفرد على الإحساس بالآخرين، والقدرة على عمل نقاشات حضارية بهدوء.
بالنهاية، يجب على كل أب وأم تشجيع أطفالهم على العمل التطوعي ، وخاصة من خلال الاشتراك مع فريق، لمصلحتهم الشخصية أولًا ولمصلحة المجتمع، التي ستعود عليهم بالنهاية.