ردًا على سؤال المقال، الصرع مرض عضوي، أي لا دخل للنفسية فيه. مع العلم أن الاضطرابات النفسية والضغوط قد تزيد من حدة الصرع أو تشكل نوبات متكررة للمرضى. الصرع هو اختلال في الشحنات الكهربائية التي تمر بالمخ. فهي مثل التيارات في السلك الكهربائية ويجب أن تسير في وتيرة منتظمة، أي اختلال في هذه الوتيرة يؤدي إلى الصرع. وقد يكون صرع كامل في المخ فيحدث تشنج بالجسم كله، أو يكون صرع جزئي في منطقة واحدة فيحدث التشنج في عضو معين أو وظيفة معينة من المخ فقط. في هذا المقال ستتعرف أكثر على مرض الصرع.
الصرع عند الأطفال
أشكال الصرع عند الأطفال تتعدد، ولكن أشهرها هو الصرع الشامل للجسم كله. ففيه يدخل الطفل إلى نوبة صرع فجأة، أي بدون سابق إنذار غالبًا. ويحدث تشنج للجسم كله. نوع أخر من نوبات الصرع عن الأطفال، يأتي في صورة سرحان. لأن الجزء المتضرر من المخ هو نفسه المسئول عن أحلام اليقظة. فيدخل الطفل في نوبة سرحان ويتوقف في مكانه. وبعد النوبة يعود لما كان يفعله وكأن شيئًا لم يكن. وعادة يختفي الصرع مع بلوغ الطفل
النوع الأخير من الصرع يأتي في صورة نوبة صرع جزئية. أي تظهر الأعراض على عضو معين من الجسم، كاليد أو القدم. فيتحرك العضو بدون إرادة إنسان ولكن يظل الطفل على وعيه.
الصرع عند الرضع
هناك نوع من الصرع يحدث عادة للرضع، ولا تتعرف عليه الأم، والقليل من الأطباء يستعطون تمييز أو حتى يفكرون في هذا النوع لندرته. هذا الصرع يندرج تحت الصرع الجزئي، ولكن هذه المرة يكون العضو المصاب هو أعصاب المعدة والأمعاء فقط. فيعاني الرضيع من ألم مفاجئ بالمعدة والأمعاء، قم يختفي الألم فجأة أيضًا. وهذا الصرع لا يمكن اكتشافه إلا حين نستبعد كل الأمور الأخرى التي قد تؤدي لألم معدة الرضيع. وهو بدون علاج لأن أدوية الصرع ستؤذي الطفل بشكل أكبر من الألم. وهذا الصرع يزول سريعًا عندما يكبر الرضيع وتبدأ أجهزة الجسم باعتياد الحياة خارج رحم الأم.
أعراض الصرع الخفيف
الصرع الخفيف أو الصرع الشامل للجسم يتميز بتنقل الطفل بين حركتين. الأولى اهتزاز كامل للجسم لأن العضلات كلها تنقبض وتنبسط بشكل لا إرادي بما في ذلك الرئة. الحركة الثانية هي التوقف التام لعضلات الجسم والتيبس. والنوبة هي عبارة عن تنقل بين الحركتين في كامل الجسم. بعض الأطفال تصحب نوبة الصرع بعض الصداع في البداية أو غثيان، فينتبه الطفل ويحذر والداه أو ينام على فراش أرضي حتى لا يؤذي نفسه. ولكن ليس كل الأطفال يفهمون تلك العلامات. وفي أثناء نوبة الصرع من هذا النوع يفقد الطفل الوعي بشكل كامل.
تستمر هذه النوبة مدة قصيرة ولا تزيد أبدًا عن عشر دقائق. معنى زيادتها أن المريض في خطر، ويجب استدعاء أقرب طبيب، حتى يحقن أدوية مناسبة وبشكل مناسب لوقف النوبة. وبقاء الطفل في نوبة صرع مستمرة ستنتهي بتوقف عمل الدماغ. لذلك يجب أن تتم مراقبة الطفل، وتنبيه المدرسين في المدرسة لخطورة وجدية الأمر.
بعد انتهاء النوبة، سيدخل المريض في حالة من التعب الجسدي والعصبي، وقد يحتاج للنوم ساعات كبيرة لإعادة شحن الدماغ. هذا الأمر طبيعي جدًا ومفيد، فلا تحاول إيقاظه المريض. فقط اطمئن على حاله بهدوء من حين لأخر.
الكشف عن مرض الصرع في الأطفال، يتم بملاحظة الأعراض السابقة. وليس له تشخيص أخر مميز. لأن رسم المخ المميز للصرع لا يظهر إلا أثناء النوبة فقط. أما في باقي الأوقات سيكون عاديًا جدًا مثل أي إنسان أخر.
أعراض الصرع أثناء النوم
أعراض الصرع النومي، هي نفسها أعراض الصرع العادي. وإنما الفرق أنها تحدث أثناء النوم، فلا يعرف المحطين بالمريض أنه في نوبة صرع. وتتزامن هذه المشكلة مع اضطرابات النوم واختلاف ساعات النوم الطبيعية لدى الإنسان. ويأخذ الطبيب إجراءات معينة بزيادة جرعة أدوية الصرع في تلك الحالة.
ولكن أهم إجراء يجب اتباعه بالمنزل، هو توفير سرير أرضي للطفل أو المريض. حتى إن وقع لا يكسر عظامه. والبُعد عن استخدام الوسائد الطرية أو منع استخدامها تمامًا. كما يُفضل أن تبعد كل الكراسي أو الطاولات الحادة بقرب السرير. وفرش سجاد متين على الأرض، وبقاء باب الغرفة مفتوحًا لسماع صوت الاهتزاز العنيف للصرع إن حدث.
التعامل مع نوبة الصرع عند الأطفال
هذه بعض الإرشادات العامة التي يجب أن يعرفها كل أب وأم، يعاني طفلهما من الصرع:
- لا تثبت الطفل أثناء النوبة أبدًا. بل حاول أن تبعد عنه كل ما يؤذيه. وفقط يمكن وضع وسادة لحماية الرأس إن كان ملقى على الأرض.
- يخرج المريض من فمه بعض اللعاب أو الزبد الأبيض، وهذا أمرًا طبيعيًا فلا داعي للخوف. إن استمر اللعاب أو بدأ الطفل بالتقيؤ، يجب أن تميله على جنبه حتى يخرج القيء ولا ينغلق المجرى الهوائي ويختنق الطفل.
- في بعض الحالات، قد يبلع الطفل لسانه من شدة التشنج واللاوعي. وهذه أشهر المسببات للموت في نوبات الصرع وليس الصرع نفسه. لمنع عملية البلع، لا تفكر أبدًا باستخدام يدك لأن قوة الفك اللاواعي قد تقطم الأصابع، ولكن استخدم ملعقة أو قطعة خشبية لتثبيت اللسان. ولا تمارس هذه الطريقة إلا عند دواعي الاستعمال فقط.
- اخلع عن الطفل ملابسه، حتى توفر مساحة أكبر للتنفس. فأهم نقطة هنا للإسعاف هي الحفاظ على المجرى الهوائي بقدر الإمكان. لأن الأكسجين الداخل قليل وكفاءة الرئة ضعيفة، فحاول مساعدته على التنفس.
- في بعض الأحيان، قد يتبول الطفل أو يتبرز، وهذا أمرًا طبيعيًا لعدم تحكمه في المثانة أو حركة الأمعاء المضطربة. لذلك لا تخف، ونظف الطفل قبل أن يفيق ويخجل من نفسه.
- إن نام الطفل بعد انتهاء النوبة، فلا تجبره على الاستيقاظ مهما طال نومه. ولا تجبره على تناول أي طعام كذلك. اطمئن عليه كل فترة فقط.
- إن اشتبهت في كسر أو التواء في جزء من الجسم نتيجة السقوط المفاجئ، فلا تحرك المريض إلا للضرورة القصوى. حتى تطلب الإسعاف المناسب لطفلك.
- قم بتوفير مناخ مناسب للطفل بعد انتهاء النوبة. فلو كان شتاء أدفئه جيدًا. وإن كان صيفًا ضعه في غرفة مكيفة أو خفف عنه الملابس، أو قم بتطريب جسمه بالمياه الفاترة.
- إن كان الصرع من النوع المؤدي للسرحان، فلا تنهر الطفل وتعنفه. لأنه لا يدرك ولا يتحكم بالأمر بتاتًا.
الحياة اليومية لمريض الصرع
- يجب على الآباء أن يعلموا طفلهم عن مرضه، ليدرك أنه طبيعي ولكن يعاني من مرض معين فقط. واجعله يثق بنفسه ويعتني بمواعيد أدويته المحددة.
- شجع الطفل للدخول في مجموعات أطفال أخرى ويكون صداقات. وشجعه على ممارسة الرياضة أو الأنشطة الثقافية، لتعزز ثقة الطفل وحبه للحياة.
- راقب الطفل بدون مبالغة أو تدليل مفرط. وتكلم مع المعلمين في المدرسة لينتبهوا لحال الطفل وظروفه. وتكلم أيضًا مع باقي الآباء ليشجعوا أولادهم على التعامل الطبيعي مع طفلك.
ختام
لا داعي للذعر من مرض الصرع. فنحن اليوم نعيش في عالم متقدم وهناك الكثير من الأدوية المكتشفة التي تساعد على تقليل نوبات الصرع والحد منه.
الصرع خدعة كبيرة ما هو الا تلاعب بالمجال المغناطيسي للارض من قبل جهات
التعليقات مغلقة.