السيدة بابوشكا أو السيدة الغامضة أو مُصورة اغتيال كيندي، كلها مصطلحات يُشار بها إلى إنسانة واحدة، هي أحد أعقد الألغاز في التاريخ الحديث، وذهب البعض إلى الاعتقاد بأنها ظاهرة من الظواهر الغريبة التي شهدتها الأرض.. فترى من تكون المقصودة بمسمى السيدة بابوشكا ؟ ولماذا اعتبرت من الظواهر أو الأحداث الأكثر غموضاً؟
السيدة بابوشكا .. أحد ألغاز التاريخ :
الأسباب التي تم اعتبار السيدة بابوشكا من الأحداث الأكثر غموضاً في التاريخ عديدة، ويمكننا أن نتبينها من خلال استعراضنا لقصتها القصيرة.
الظهور الأول .. متى وأين؟
الظهور الأول لشخصية السيدة بابوشكا هو ذاته الظهور الأخير لها، وهذا هو السبب الرئيسي في وصف إياها بالغامضة، وكان ذلك في الثاني والعشرون من نوفمبر 1963م، بمدينة دالاس التابعة لولاية تكساس بالولايات المتحدة، ولمزيد من التحديد فقد كانت المدعوة بابوشكا متواجدة في محيط اغتيال الرئيس الأمريكي جون كينيدي، وقد رصد رجال المخابرات المركزية الأمريكية وجودها أثناء مشاهدتهم الصور والمقاطع المصورة التي سجلت حادثة الاغتيال، وجذب وجود السيدة بابوشكا انتباه رجال الأمن من بين عشرات الأشخاص الذين تواجدوا بمحيط الحادث، وكان ذلك للعديد من الأسباب سنرصدها تالياً.
الارتياب بشأنها :
من بين جميع شهود العيان شغلت السيدة بابوشكا ذهن رجال الأمن، وكان لديهم شبه يقين بأن هذه السيدة تملك حلاً للغز اغتيال الرئيسي الأميريكي، والأسباب التي دفعتهم للارتياب بشأنها والتساؤل عن هويتها عديدة، فعلى سبيل المثال ظهرت بابوشكا خلال المقطع المصور وهي تحمل كاميرا تلتقط بها صور للرئيس الأمريكي، والغريب هو إنها استمرت في التصوير حتى بعد إطلاق الرصاص، وعلى الرغم من حالة الهرج والمرج التي سادت المكان حينها، إلا إن السيدة بابوشكا ظلت محافظة على ثباتها لبضعة دقائق، وكذلك استمرت في التقاط مجموعة صور أخرى، ثم تحركت وانسحبت بهدوء من محيط الحادث. كذلك من الأسباب المثيرة للريبة والشك بشأن هذه السيدة، هو إنها كانت شبه حريصة على إخفاء ملامحها، وكأنها كانت متعمدة ألا يكشف أحد هويتها، فقد كانت ترتدي نظارة شمسية داكنة العدسات، وتحيط رأسها بوشاح بني كبير.
الاستدعاء :
بقي أمر السيدة بابوشكا سراً لفترة بعد حادثة الاغتيال، حاول أفراد مكتب التحقيقات الفيدرالي خلالها التوصل إلى هويتها، وحين فشلت كل محاولاتهم لم يبق أمامهم سوى إفشاء السر، فقامت أجهزة الأمن بنشر الصور المُلتقطة لتلك السيدة عبر وسائل الإعلام المختلفة، وطلبوا منها الحضور إلى مكتبهم وتعريفهم بهويتها الحقيقية وتسليمهم ما التقطته من صور، لاستخدامها في حل اللغز والتوصل إلى الجناة، وكذا طالبوا الشعب الأمريكي بصفة عامة بالإدلاء عن أي معلومات يملكها عن السيدة بالصورة، ومرت الأيام ولم تتقدم إليهم تلك السيدة، وكذا لم يتعرف عليها أي من المواطنين، فلم يجن الفيدراليون من وراء إعلانهم للصور سوى الحرج، وإظهارهم لمدى عجزهم عن التوصل لهوية صاحبتها، ليضيفوا بذلك اسماً مستعاراً جديدة لقائمة القضايا التي لم يتم التوصل لمرتكبيها، من أمثال قضية دي بي كوبر وما يماثلها.
سر التسمية :
إن كانت السيدة الظاهرة بالمقاطع المصورة مجهولة الهوية، فلعل السؤال البديهي الذي يتبادر للأذهان هو : ماذا يقصد باسم السيدة بابوشكا ،والإجابة هو إن (بابوشكا) ما هو إلا اسماً مستعاراً، استعان به رجال الشرطة الفيدرالية الأمريكية للإشارة به إلى السيدة، بل إنه لا يعتبر اسم علم حتى، فالبابوشكا هو طراز من الوشاح، والذي ينتشر بنسبة كبيرة في القرى الروسية وتستخدمه النساء المتقدمات في العمر، وقد كانت تلك السيدة الغامضة ترتدي واحداً من تلك الأوشحة المميزة، ومن هنا جاء هذا المُسمى الذي أُلصِق بها منذ عام 1963م وحتى يومنا هذا.