السمك الطائر هو نوع من الأسماك المندرجة من رتبة الإبريات، وكذلك تنتمي إلى شعبة شعاعيات الزعانف، ويوجد قرابة خمسون نوعاً من هذه الأسماك، وينتشر السمك الطائر في المناطق الاستوائية، وكذلك يمكن مشاهدته يكثرة بمنطقة مضيق جبل طارق، ويتواجد عادة على عمق بسيط من الماء، وذلك لأن تكوينه الجسدي المميز باتساع الصدر وصلابة الفك لا تجعل حركته في المياه العمقية سهلة، بجانب إن قربه الدائم من سطح الماء يسهل له عمليه الهروب من الافتراس.
السمك الطائر .. لماذا سمي بهذا؟ وهل يطير حقاً؟
” السمك الطائر ” هو بالتأكيد مُسمى يثير التعجب والدهشة، فما الذي قد يلحق فعل الطيران بأحد الكائنات البحرية؟.. الإجابة نعرفها من خلال السطور القليلة التالية.
لماذا سمي السمك الطائر بهذا الاسم ؟
الاسم العلمي لهذا النوع من أنواع الأسماك هو سمك إكسوسيتيدي Exocetidae، ولكنه يُعرف في أكثر من لغة بنفس مسماه الشائع في اللغة العربية ” السمك الطائر “، والسر في ذلك هو إن هذا السمك لديه القدرة على أداء حركات هوائية، الناظر له يعتقد بإنه يطير، لكن حين تمت مراقبته ودراسته من قبل علماء الأحياء، وجدوا إنه لا يطير بالمعنى الكامل أو الدارج للكلمة بالتأكيد، إنما هو فقط لديه القدرة على حفظ توازنه بالهواء لفترة زمنية معينة، ومن ثم فقد أُطلق عليه السمك الطائر
لماذا يطير ؟
بعد تبينا سلوك السمك الطائر الغريب، والمتمثل في ممارسته الطيران الحائم على مستوى منخفض، فالسؤال هو لماذا يقدم هذا النوع من الأسماك على هذا الفعل، والإجابة التي تم التوصل إليها هي إن الطيران هو وسيلته الدفاعية، فكما تعتمد أسماك القرش على قوة أنيابها في المهاجمة والدفاع عن نفسها، وكما يلجأ الحبّار لنفث الحبر الداكن بالماء ليضلل مُهاجمه، فإن هذا السمك يلجأ لهذه الحيلة فقط في حالة مهاجمة أي من الكائنات البحرية له، فهو يعي بأن خروجه من الماء يخرجه من منطقة نفوذ المفترسات البحرية.
آلية طيران السمك الطائر :
ليقوم السمك الطائر بعملية الطيران تلك فإنه يعتمد على خفة وزنها وقوة ذيلها، فتقوم السمكة الطائرة عند مهاجمتها بضرب الماء بذيلها في الاتجاهين بسرعة كبيرة، الأمر الذي يدفعها إلى خارج الماء، وفي تلك اللحظة تستغل زعنفتيها المتميزتان بكبر الحجم، فتقوم بفردهما ليؤديا دور الجناح لدى الطيور، فيُحفظ توازنها في الجو لبضعة ثوان تضمن لها البُعد عن مُفترسها وتضليله، وعندما يعود السمك الطائر إلى الماء مرة أخرى، فإنها تعيد ضم زعانفها مرة أخرى إلى جانبيها، وتواصل تحريك ذيلها بنفس السرعة لتسبح بأقصى سرعة ممكنة مواصلة ابتعادها عن مُهاجميها، كذلك يمتاز السمك القادر على القفز من الماءبامتلاكه رأس قوية وصلبة، تجعل عملية سقوطه في الماء أكثر يسراً وانسيابية.
المسافة والمدة :
لعل السؤال الذي يفرض نفسه الآن هو ذلك المتعلق بمدى فاعلية طيران السمك الطائر ،أي ما المدة التي يمكنها البقاء خلالها حائماً في الجو خارج المياه؟، وما المسافة التي يمكنه قطعها خلالها، وقد تكون الإجابة صادمة حين نقول إنه مدته التحليق خارج الماء لا تتجاوز الـ 10 ثواني تقريباً.. هل هذا يعني إن قدرته على الطيران غير فعالة؟.. الإجابة قطعاً هي لا، وذلك لأن السمك الطائر يمكنه القيام بفعل الطيران من 6 : 8 مرات متتالية، وكل فما أن يغوص في الماء حتى يحرك ذيله بسرعة رهيبة فيعود للتحليق مجدداً، وإذا قمنا بحساب المسافة التي يقوم بقطعها جواً خلال كل قفزة من قفزات، فسنجد إن مجملها يتراوح ما بين 300 : 400 متراً.