رتبة الحيتان هي رتبة في مملكة الحيوان، تشمل الحيتان الكبيرة والضخمة وعلى رأسهم الحوت الأزرق، الحيوان الأضخم على وجه الأرض في كل الأزمنة بحسب ما توصل إليه العلماء إلى الآن، يصل طوله إلى 30 متر ووزنه نحو 250 طن، إنه كبير بحيث يمكن لإنسان أن يصبح في أوردة الحوت، وتشمل الرتبة أيضًا الدلافين بجميع أنواعها، وفي السنوات الأخيرة زادت الأخطار البيئة على الحيتان، مما جعلها ضمن قائمة الحيوانات المهددة بالانقراض، وهذا ما يشرحه المقال ويفسر سبب الاهتمام الكبير الذي يقدمه العلماء لتلك المخلوقات الجميلة.
الحيتان مهددة بالانقراض
بين الأعوام 2002 إلى 2010، أعد الاتحاد العالمي للمحافظة على البيئة الحيوانية مخططًا يوضح فيه الخطر المحدق بالحيتان، الكبيرة والصغيرة والدلافين على حد سواء، حيث يوضح المخطط بأن العديد من أنواع الحيتان لن تتمكن من الاستمرار في غضون عقد من الزمن، ودلافين مثل “باجي” لن تتمكن من الصمود عشرة أعوام حتى، وتوجد الآن 86 نوع من الحيتان المدرجة في قائمة المهددين بالانقراض، من بينهم الحوت الأزرق الضخم والحوت الأحدب وحوت العنبر، والذين يحظون بالكثير من الاهتمام.
تراجع شديد في أعداد الحيتان
في القرن السابع عشر، كانت البحار ممتلئة بأكثر من 300 ألف حوت أزرق ضخم، في السنوات الماضية قل هذا العدد بنسبة 97%، ولم تتبقى من هذه النسبة سوى 3% فقط ويعيشون في البحار البعيدة، هذا التراجع السيئ أصاب عدد كبير من الدلافين أيضًا، مثل دلافين باجي، والتي لا توجد حاليًا إلا في نهر يانجتسي الصيني، فحتى عام 1986 كانت عداد الدلافين يصل إلى 300 فرد، الآن لا يتم رصد سوى 21 فرد من الدلافين في النهر، وأنواع أخرى مثل حوت القطب الشمالي ودلافين هيكتور ودلافين فاكيتا في خليج كاليفورنيا، مهددين أيضًا بالانقراض خلال عدة أعوام قادمة، هذا التراجع المخيف زاد من رغبة العلماء في الحفاظ على النوع.
الحفاظ على صحة وتوازن المحيطات
أهمية الحيتان بالنسبة إلى علماء البيئة تنتج من أهمية الحيتان للحياة البحرية نفسها، وذلك لسببين، الأول هو براز الحوت، فالحوت يأكل يوميًا 4 طن من الروبيان تقريبًا وأطنان من المياه، كل ذلك يخرج من خلال براز الحيتان وتتجمع على سطح مياه المحيطات لأن الحوت يقضي وقت طويل على السطح، هذا البراز يساعد على نمو العوالق النباتية وحمل المغذيات من أعماق المحيطات إلى السطح، هذه العوالق هي قاعدة السلاسل الغذائية البحرية، وتعيش عليها مجموعة كبيرة من الأسماك الأصغر بشكل يسمح باستمرار التوازن البيئي في المحيطات، السبب الثاني هي جثث الحيتان، حين يموت الحوت يسقط إلى أعماق المحيطات ويوفر وليمة ضخمة لأكثر من 400 نوع من الكائنات البحرية والطيور البرية، ومن دون هذه الجثث تنقرض هذه الأنواع.
يوجد بريق من الأمل لإنقاذ هذه المخلوقات الجميلة، لأن الخطر الأكبر على الحيتان ينبع من الإنسان نفسه، بسبب عمليات الصيد، التي تستفيد من لحم الحيتان وزيوتها وعظامها، والتي قامت العديد من الدول في تحريمها وتجريمها، وكذلك خطط المنظمات البيئة للحفاظ على نظافة مياه المحيطات من أطنان البلاستيك والتي تُعد إحدى المشاكل البيئية الخطيرة التي تختنق بسببها الأسماك والحيتان وتموت.