يعتبر الحمل خارج الرحم من الأمور الأكثر صعوبة لدى النساء وخاصة من في بداية حياتهم الزوجية، حيث أنه من المعتاد أن تخرج البويضة المخصبة من قناة فالوب وتذهب إلى الرحم لكي يحدث لها التصاق في بطانة الرحم، وبالتالي يحدث الحمل الطبيعي والمعتاد ولكن أن لم تخرج البويضة المخصبة من قناة فالوب وبقيت بها فهذا يسمى الحمل خارج الرحم، ومن الممكن أن تخرج البويضة من القناة ولكن لا تذهب لبطانة الرحم بل تذهب للمبيض أو عنق الرحم ولكن هذه حالات نادرة جدًا، فهي في العادة تذهب لبطانة الرحم أو تبقى في قناة فالوب، وتوجد العديد من الأسباب التي الحمل يحدث خارج الرحم مثل التدخين، أو حدوث التهاب في منطقة الحوض نتيجة بعض الأمراض المعدية، أو استخدم أحد وسائل منع الحمل الشهيرة مثل اللولب الذي يقوم بمنع الحيوانات المنوية من اقتحام البويضة، وغيرها من الأسباب التي سنقوم بتناولها بوضوح في مقالنا هذا مع توضيح أهم الإرشادات التي ستمنع حدوث هذا الشيء مستقبلًا، فتابعوا معنا.
الحمل خارج الرحم نتيجة استخدام وسائل منع الحمل
يقول الأطباء أن أغلب وسائل منع الحمل المستخدمة حاليًا لها الكثير من الأضرار، ومن أشهر هذه الوسائل هو اللولب وهو عبارة عن جهاز صغير مصنوع من الليفونرغيسنريل أو النحاس يتم وضعه بداخل الرحم لمنع الحمل، ويأتي هذا اللولب على شكل حرف T باللغة الإنجليزية، ويقوم هذا الجهاز بمنع دخل الحيوانات المنوية إلى البويضة لكيلا يحدث أي تلقيح وتخصيب داخل قناة فالوب، ولكن في بعض الحالات النادرة يستطيع الحيوان المنوي من اختراق هذا اللولب والوصول إلى البويضة أي نعم الموضوع صعب للغاية ولكنه يحدث في بعض الأحيان، وبعد الوصول للبويضة يتم التخصيب كما في الوضع الطبيعي ولكن لا تقدر البويضة على الوصول إلى الرحم والالتصاق في بطانته، وهنا لابد من النمو في أي مكان لأن البويضة تم تخصيبها وبالتالي يتعين عليها النمو بداخل قناة فالوب كما هي، لأن اللولب يمنعها بالقوة من الخروج من قناة فالوب وهنا تحدث ما تسمى بمشكلة الحمل خارج الرحم.
وتظهر أعراض هذا الحمل على هيئة ألم شديد يحدث في جانب واحد فقط من الحوض، ثم مع مرور بعض الأيام يزداد الألم وينتشر في جميع منطقة الحوض، ثم يصعد إلى أسفل البطن، ومن الممكن أن يصحب هذه الأعراض نزيف مفاجئ وهنا لابد من الذهاب إلى الطبيب لكي يعرف ما الأمر ويقوم بعدها بالتخلص من هذا الحمل الذي حدث خارج الرحم.
حدوث التهابات في منطقة الحوض
تعتبر التهابات الحوض من أكثر المشكلات التي تمنع حدوث الحمل بطريقته الطبيعية وتزيد من نسبة حدوث الحمل خارج الرحم، بل ومن الممكن أن يتطور الموضوع ويصبح الموضوع مزمن أو يؤدي للعقم، وتحدث هذه الالتهابات جراء انتقال عدوى جرثومية مثل الكلاميديا أو السيلان، وهي تنتقل للرجل والمرأة على حد سواء ولكن من ضمن تأثيراتها على المرأة هو الحمل خارج الرحم، ومن الممكن أن تنتشر هذه الجراثيم إلى ما هو أبعد من ذلك المبيض وقنوات فالوب والأنسجة المجاورة لهم، وتظهر أعراض هذه العدوى على هيئة ألم في منطقة أسفل البطن والحوض، وألم عند إخراج البول، والكثير من الإفرازات التي بها صديد، وإذا تركنا هذه العدوى بدون علاج تزداد أعراضها حتى تصبح ألمًا شديدًا لا يمكن تحمله.
وللقضاء على هذه العدوى علينا الذهاب إلى طبيب النساء والتوليد فورًا وهو سيقوم بعمل الفحص اللازم وإعطاء قرص مكثف من العلاج الذي يحتوي على المضادات الحيوية القوية، ولكن إن تركنا الأمر هكذا بدون الذهاب إلى الطبيب فسيزداد الأمر سوءًا وتكون عواقبه وخيمة بكل تأكيد.
عمليات جراحة البطن أو قناة فالوب
من الأسباب الهامة التي تزيد من نسبة حدوث الحمل خارج الرحم هي العمليات الجراحية التي تجرى في البطن أو قناة فالوب، حيث أنه توجد بعض العمليات التي تحدث في البطن ومن الممكن أن تؤثر على الحمل وتجعله يحدث خارج الرحم مثل استئصال الزائدة الدودية أو الولادة القيصرية، فالزائدة الدودية تلك تعتبر عملية جراحية خطيرة للغاية لقطع القطعة الموجودة في الطرف الأسفل للمصران الأعور، والولادة القيصرية معروفة تمامًا، أما عن العمليات الجراحية التي تحدث في قناة فالوب فهي مثل التعقيم الذي يبتر أو يوصل القنوات بعضها ببعض، هذه العمليات من الممكن أن تمنع حدوث الحمل في صورته الطبيعية بل يحدث الحمل خارج الرحم في قناة فالوب أو المبيض أو عنق الرحم.
حيث أن الحيوان المنوي عندما يخترق البويضة ويقوم بتخصيبها يتعين على تلك البويضة الخروج من قناة فالوب والذهاب إلى الرحم ومن ثَمّ الالتصاق في بطانته، ولكن إذا كانت أحد تلك العمليات الجراحية قد أجريت من قبل فإن ذلك يعوق من حركة البويضة ويُحدث الحمل خارج الرحم.
هرمون الأستروجين الصناعي يؤدي إلى الحمل خارج الرحم
تقوم بعض النساء بأخذ هرمون الأستروجين الصناعي لتعويض الكمية الطبيعية اللازمة للحمل بصورة كاملة، ولكن مع إجراء الكثير من الفحوصات والتجارب أتضح أن هذا الهرمون من الممكن أن يؤدي إلى الكثير من الآثار الجانبية أشهرها الإصابة بسرطان الثدي أو حدوث الحمل خارج الرحم، ولكن وظيفة هرمون الأستروجين الأساسية هي معالجة النساء التي تقوم بالإجهاض بصورة متكررة وزيادة إمكانية حدوث الحمل بصورة كاملة، ولكن من الممكن أن يكون هذا الإجهاض بدوافع وراثية وبالتالي لن يجدي هذا الهرمون أي نفع، بل وسوف يتسبب بحدوث الحمل خارج الرحم، ولذا على جميع السيدات التي تعاني من حدوث الإجهاض بصورة متكررة الذهاب إلى الطبيب وأخذ أي علاج غير هذا الهرمون لضمان حدوث الحمل بصورة كاملة بداخل بطانة الرحم.
التدخين وحبوب منع الحمل
أثبتت الإحصائيات التي قام بها الفريق الطبي في جامعة أدنبرة البريطانية أن التدخين بالنسبة للسيدات هو أمرًا يزيد من نسبة حدوث الحمل خارج الرحم، حيث أن هذا التدخين يعمل على زيادة البروتين الموجود في قناة فالوب بصورة كبيرة مما يجعل التخصيب والنمو يحدث في تلك القناة فقط بدون الخروج إلى الرحم والالتصاق في بطانته، وهذا بسبب كمية البروتين التي تفوق ما هو موجود في الرحم ولذا تفضل البويضة المخصبة البقاء في قناة فالوب عن الذهاب إلى الرحم، ولذا يجب على النساء المتزوجات الإقلاع عن هذه العادة السيئة أو محاولة الحد من التدخين بقدر الإمكان.
وأيضًا تقوم حبوب منع الحمل سواء الصباحية أو الخاصة بهرمون البروجسترون على عدم إتاحة الطريق للبويضة المخصبة للخروج من قناة فالوب إلى الرحم، ومن الممكن أنه في وقت أخذ حبوب منع الحمل تكون البويضة في طورها النهائي للتخصيب وسوف تخرج إلى الرحم، وبالتالي يحدث منع إجباري لها من الدخول للرحم وهنا يحدث الحمل خارج الرحم.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.
الكاتب: أحمد علي