الحمص الأسود أو الفول الهندي أو Black Gram كلها مُسميات تشير إلى نفس الشيء ألا وهو أحد أنواع الحبوب أو البقوليات، ذلك النوع من البقوليات غير مُنتشر بدرجة كبيرة في الدول العربية ولكنه يعتبر طعاماً أساسياً في العديد من دول العالم الأخرى وخاصة قارة آسيا التي تعتبر موطنه الأصلي الذي ظهر به قبل آلاف السنين، حتى أن بعض الدول مثل الهند تعتبره أحد بدائل الفول ويعد أحد أطباق وجبة الإفطار الرئيسية بها. يرى خبراء التغذية أن الحمص الأسود من الأطعمة التي تستحق الانتشار على نطاق أوسع وينصحون بضرورة إدراجه ضمن الأنظمة الغذائية.. ترى لماذا ؟ وما هي الفوائد الصحية لتناول هذا النوع من البقوليات؟
فوائد تناول الحمص الأسود الصحية :
يمتاز الحمص الأسود بارتفاع قيمته الغذائية وغناه بالعديد من العناصر الهامة لجسم الإنسان مما نتج عنه العديد من الفوائد الصحية التي تشكلت منها أهميته، ومن أبرز تلك الفوائد ما يلي:
الإمداد بالطاقة :
أحد أبرز العوامل التي تجعل الحمص الأسود طعاماً مثالياً للتناول على وجبة الإفطار هو أنه يمد الجسم بالطاقة اللازمة لممارسة كافة الأنشطة الذهنية والبدنية على مدار اليوم. السر في ذلك يرجع لكون هذا النوع من الحمص يحتوي على نسب مرتفعة من معدن الحديد الذي يساهم في إنتاج خلايا الدم الحمراء مما يمنح شعوراً بالطاقة والحيوية، وفي ذات الوقت يحد بنسبة كبيرة من احتمالات الإصابة بإحدى حالات الإنيميا أو فقر الدم.
لذات السبب ينصح خبراء التغذية هواة ممارسة الرياضة بضرورة تناول كميات مناسبة من الحمص الأسود للحصول على الطاقة اللازمة لممارسة التمارين خاصة لو كانت عالية المقاومة مثل تمارين كمال الأجسام وألعاب القوى.
الحفاظ على صحة القلب :
يرى بعض الأطباء أن تناول الحمص الأسود يمنع الاضطرار إلى تناول علاجات عضلة القلب في المستقبل، قد ترى أن ذلك القول به شيء من المبالغة إلا أنه على النقيض تماماً، حيث أن حبوب الفول الهندي الأسود تعد مصدراً أساسياً للألياف الطبيعية والمغنسيوم والبوتاسيوم وجميعها من العناصر اللازمة للحفاظ على صحة القلب والشرايين، مما يعمل على خفض معدلات الكوليسترول الضار ويحفظ توازن الدورة الدموية وبالتالي يقلل من فرص التعرض إلى الأزمات القلبية أو تصلب الشرايين.
مفيد لمرضى السكري :
يعتبر خبراء التغذية الحمص الأسود غداءً مثالية لمن يعانون من داء السكري المزمن، حيث أن الانتظام في تناول تلك الحبوب يساهم بصورة فعالة في الحفاظ على مستويات السكر في الدم في النطاقات الآمنة وذلك لما يحتويه من ألياف طبيعية والتي تقوم بدورها في تحقيق التوازن بين معدلات الأنسولين والجلوكوز في الدم عن طريق تنظيم عملية امتصاص الجسم للمواد الغذائية.
فوائد الحمص الأسود فيما يخص داء السكري لا تقف عند حد حماية المصابون به فعلياً من المضاعفات المُحتملة له فحسب، بل أنها تتعدى وكشفت بعض الدراسات أن تناول الأصحاء لهذه البذور البقولية يقلل من فرص إصابتهم بمرض السكري في المستقبل.
علاج الاضطراب العصبي :
من أبرز فوائد الحمص الأسود التي تشكلت منها أهميته وكانت سبباً في اكتسابه تلك الشهرة والأهمية مساهمته الفعالة في علاج بعض المشاكل الصحية التي تتعلق بالجهاز العصبي للإنسان، مثل حالات ضعف الذاكرة أو الهيستيريا كما ذهبت بعض الدراسات للقول بأنه يساعد في علاج بعض الحالات المرضية الأكثر تعقيداً مثل انفصام الشخصية أو الاكتئاب المزمن.
يرجع السر في ذلك إلى أن حبوب الحمص تحتوي على نسب بالغة الارتفاع من المعادن والفيتامينات التي تساهم في إنعاش وتنشيط العقل وتحفيزه للقيام بوظائفه المختلفة، مع الإشارة أن لا يمكن الاعتداد بهذا النوع من الحمص كعلاج مستقل، أي أنه يُعزز من تأثير العلاجات الكيميائية التقليدية ولكنه لا يُغني عنها.
الحد من شدة الالتهابات :
يعد خفض شدة الالتهاب والألم الناتج عنها أحد أقدم الفوائد المعروفة عن الحمص الأسود وقد تم استخدامه في الطب الشعبي في الحضارة الهندية القديمة لهذا الغرض. ويرى خبراء التغذية في ضوء نتائج الدراسات الحديثة التي تناولت الآثار الصحية لهذا النوع من الحبب أنه قد يكون الطعام الأقدر على تخفيف آلام الالتهابات ومنها التهاب المفاصل بفضل خواصه العلاجية وما يحتويه من عناصر غذائية فعالة في هذا الصدد.
يشار هنا إلى أن استخدام الحمص الأسود في علاج الآلتهابات والحد من شدتها لا يكون فقط عن طريق تناوله كغذاء، إنما يمكن استخدامه كعلاج موضعي من خلال تطبيقه على موضع الألم مباشرة بعد تحضيره عن طريق الغلي أو العصر، ويمكن تعزيزه عن طريق خلطه مع زيت السمسم أو الملح الصخري.
الحفاظ على سلامة العظام :
إن كان تناول الحمص الأسود ذو أهمية بالغة بالنسبة للجميع فإنه يُمثل أهمية خاصة بالنسبة لصغار السن أو من الهيكل العظمي لديهم لا يزال في طور النمو؛ ذلك لأن الدراسات الحديثة أثبتت بشكل قاطع أن ما تحتويه حبات الفول الهندي الأسودي من عناصر وما له من خواص يساهم في زيادة كثافة العظام ويُكسبها المزيد من القوة والصلابة وبالتالي يساعد على نموها بالشكل السليم ويقلل من احتمالات التعرض لأي من مشاكل العظام الصحية في المستقبل مثل آلام المفاصل أو هشاشة العظام.
بناء وتكوين العضلات :
فوائد الحمص الأسود بالنسبة لهواة ممارسة الرياضة لا تقف عند حد الإمداد بالطاقة بل أن العناصر الغذائية الغني بها تجعله طعاماً مثالياً لكل راغب في بناء وتضخيم العضلات، أو من يمارس ألعاباً عالية المقاومة مثل رياضة السباحة أو رفع الأثقال وما يماثلها.
تحتوي حبوب الحمص الأسود على نسب عالية من عنصر البروتين والذي يعد أحد العناصر الأساسية اللازمة لبناء وتنمية عضلات الجسم، كما أن الحمص الأسود يحد من الشعور بالإرهاق أثناء ممارسة التمارين الرياضية.
الحفاظ على نضارة البشرة :
ليس خبراء التغذية وحدهم ينصحون بضرورة تناول الحمص الأسود بل أن خبراء التجميل أيضاً يقدمون نفس النصيحة، ذلك لأن الدراسات الحديثة قد أثبتت أن المركبات والعناصر التي يحتوي عليها تساهم بصورة فعالة في حماية الجلد والحفاظ على نضارة البشرة وتوهجها.
هذا بفضل احتواء حبوب هذا الحمص على نسب عالية من الفيتامينات التي تساعد في تورد البشرة واستعادة نضارتها وتعمل على تغذيتها بما يضمن استعادة بريقها وتأخير ظهور علامات الشيخوخة وإخفاء الهالات السوداء، كما أن الحصول على تلك الفائدة لا يقتصر على تناول حصص مناسبة من الحمص الأسود فحسب، بل يمكن إدخال مسحوق هذه الحبوب في تركيب ماسكات الوجه واستخدامه موضعياً، حيث يعمل الحمص في تلك الحالة على إزالة الأوساخ وتنقية خلايا البشرة والمساهمة في تفتيح لونها.
خاتمة :
فوائد الحمص الأسود وآثاره الصحية بالغة التعدد والتنوع وكفيلة بإدراجه ضمن نظامك الغذائي واعتباره أحد الأصناف الرئيسية على مائدتك، حيث أنه من أقدم الأطعمة التي استخدمت لأغراض علاجية ووقائية في الثقافات القديمة وأثبتت الدراسات الحديثة صدق هذه النظريات واكتشفت المزيد من خواصه ومزاياه.
لكن يُشار هنا إلى أن هذا المقال والمواد المنشورة فيه هي بمثابة معلومات فقط ولا يجوز اعتبارها بديلاً لاستشارة طبية متخصصة.