مع تطور التقنيات الطبية وشيوع عمليات التجميل صار التغلب على التواء الأسنان أو تشوهاتها من الأمور اليسيرة، ويمكن علاء تلك التشوهات بعد أساليب سواء من خلال جراحة زراعة الأسنان أو تركيب الأسنان المتحركة أو عن طريق أقواس التقويم، وينظر البعض لمعالجة التواء الأسنان باعتباره رفاهية وإنه يتم فقط لتحسين المظهر العام والحصول على إطلالة مميزة، وعلى الرغم إن تحسين المظهر في ذاته سبب كافي لعلاج الالتواءات، إلا التشوه الشكلي لا يمثل كامل الآثار السلبية والمخاطر المحتمل أن تأتي مترتبة على التواء الأسنان، بل إن الدراسات أثبتت إن لتلك الإصابة آثار نفسية وصحية شديدة الخطورة.
مخاطر التواء الأسنان الصحية :
تم تناول التواء الأسنان من خلال عدة دراسات أثبتت نتائجها إنه أخطر مما يبدو، وإن له العديد من الانعكاسات السلبية على الصحتين النفسية والجسمانية، منها الآتي:
تضرر الأسنان الأخرى :
يرى البعض إن التواء الأسنان لا تمثل مشكلة أو خطورة خاصة وإنها لا تسبب ألماً، ولكن الحقيقة على النقيض من ذلك وقد أثبتت الدراسات العلمية إن وجود سن أو أكثر مصاب بالالتواء أمر تزداد معه احتمالات أن تتساقط الأسنان المجاورة نتيجة بالضعف والكسر، والسر في ذلك يرجع إلى عدم توزيع الضغط بصورة متساوية على الأسنان، إذ يكون الاعتماد الأكبر على الأسنان غير المصابة وبعضها يكون غير مؤهل لتحمل الضغط المستمر وبالتالي تضعف فتصبح أكثر عرضة للكسر والتساقط.
نمو البكتيريا :
أثبتت الدراسات العلمية أن التواء الأسنان يزيد بنسبة كبيرة من احتمالات نمو البكتيريا الضارة بالفم، وذلك لأن عدم تساوي صفي الأسنان ينتج عنه وجود فراغات تعلق بها بقايا الطعام، وفي كثير من الأحيان لا تصل الفرشاة لتلك التجاويف ولا تزيل بقايا الأطعمة العالقة بها، والتي بقاؤها لفترات طويلة يحفز نمو الباكتيريا والتي تعتبر المسئول الأول عن وقوع إصابات تسوس الأسنان، ولا يتوقف الضرر عند هذا الحد، بل إن هذه البكتيريا تؤثر بصورة سلبية على اللثة وتهدد سلامتها، وبقايا الطعام العالقة بالأسنان من العوامل الرئيسية التي تسبب رائحة الفم الكريهة.
المشاكل النفسية :
يرى العلماء أن العيوب الشكلية الظاهرة من العوامل الرئيسية المسببة للاختلالات النفسية وخاصة نوبات الاكتئاب ،وتأتي الأسنان الملتوية أو المتساقطة أو النصف مكسورة بمركز متقدم ضمن قائمة هذه العيوب، وذلك لإنها جزء من الوجه يصعب إخفاؤه، مما يُضعف ثقة الإنسان في نفسه فيحاول الحفاظ على فمه مغلقاً أغلب الوقت، فيمتنع عن التحدث أو يُحرم من الابتسام وهذا كله يُشعره بالنقص، ولهذا ينصح الخبراء بضرورة الإسراع في علاج التواء الأسنان لتفادي آثاره النفسية المحتملة، خاصة إن كان المصاب بمرحلة الطفولة أو كانت فتاة إذ من المعلوم إن النساء أكثر اهتماماً بمظهرهن من الرجال.
سوء التغذية :
أيضاً من الأضرار غير المباشرة الناتجة عن التواء الأسنان وتشوهاتها هو سوء التغذية واحتمالات الإصابة بحالة من الضعف العام أو الأنيميا أو فقر الدم، وكما ذكرنا فإن ذلك ضرر محتمل وغير مباشر، فقد وجدت الدراسات المقارنة إن الأشخاص المصابون بالتواء الأسنان كانوا أكثر إهمالاً بنظامهم الغذائي، إذ يتغاضون عن تناول الأطعمة التي تحتاج إلى مضغ قوي، وذلك تجنباً لآلام الأسنان المرتبطة بالمضغ، وكذلك يتجنبون تناول بعض الأطعمة كونها تعلق بالأسنان الملتوية وتسبب لهم الضيق، وهذا كله يتسبب في افتقادهم للعديد من العناصر الغذائية الهامة اللازمة لنموهم والحفاظ على سلامتهم، وقد وجدت الدراسات إن نسبة كبيرة ممن يعانوا من التواء الأسنان مصابون بنقص في الحديد أو نقص الفيتامينات أو غير ذلك.