التنفس من الأنف هو الأساس السليم لضمان صحة الجسم وسلامته، ولكن من الممكن أن يتم التنفس من خلال الفم في بعض الحالات مثل عند غرق إنسان في البحر، فعندما يخرج يكون فاقدًا للوعي وبحاجة ماسة للتنفس ولكنه غير قادر علي ذلك، فلذلك لابد من عمل تنفس صناعي عن طريق الفم حتى يفيق ويزفر بعض الأنفاس من فمه لكي يعود الجسم للوضع الطبيعي، وأيضًا من الممكن التنفس من خلال الفم في حالات البرد حيث تكون الأنف شبه مسدودة ويصعب التنفس من خلالها، لذا فمن الممكن التنفس من الفم بعض الوقت، وهذا ينطبق أيضًا على الاحتقان الذي يحدث في الحلق لأنه يؤثر تمامًا على عملية التنفس ويزيد من صعوبتها لذلك من الممكن التنفس من الفم أيضًا، هذه الحالات التي ذكرناها فقط هي ما يمكن الاستغناء فيها عن التنفس من الأنف ، ولكن لو استمرت هذه العملية بدون مرض أو شيء فهذا فيه ضرر كبير على صحة الإنسان، ونحن هنا سنتناول أضرار هذه العملية.
التنفس من الأنف لوجود شعيرات تمنع دخول الشوائب
عندما نقوم بالتنفس من خلال الأنف وهو الأمر الطبيعي والأصل في عملية التنفس، تقوم الأنف بتنقية الهواء الداخل إليها عن طريق الشعيرات الموجودة بها، حيث أن الهواء يكون محمل بالشوائب والبكتريا والأتربة وهذه أشياء لا تراها العين بكل تأكيد، وهنا يأتي دور هذه الشعيرات التي تنقي هذا الهواء والذي لا يجب الاستهانة بها أو إزالتها كما يفعل الجاهلين بأهميتها، حيث أنه عند إزالتها تسبب آثارًا وخيمة تؤدي لالتهاب الجيوب الأنفية والجهاز التنفسي بالكامل، ولذلك تعد الشعيرات أحد أهم العوامل التي من أجلها يجب التنفس من الأنف ، بعكس التنفس من الفم والتي يتم دخول الهواء من خلالها بنفس حالته بدون تنقية من بكتريا أو أتربة أو شوائب، هذا بجانب دخول الهواء بنفس درجة الحرارة الموجودة بالجو ومن الممكن أن تكون الحرارة مرتفعة بعض الشيء فيدخل هواء حار من الفم بدون أي ترطيب، فيتسبب في مشاكل خطيرة في الجهاز التنفسي وذلك لأن الشعيرات الموجودة بالأنف تعمل على ترطيب الهواء الذي يمر بها، فكما ترون كل هذه الفوائد تتلاشى عند التنفس من الفم.
إفراز الأنف لغاز أكسيد النيتريك
ويعد التنفس من الأنف أفضل من الفم وذلك بسبب ما تفرزه الأنف من غاز أكسيد النيتريك، حيث أن هذا الغاز يزيد من طاقة الجسم كثيرًا، ويعمل أيضًا على توسيع الأنابيب التي تنقل الدم في أنحاء الجسم وهي ما تسمى بالأوعية الدموية، هذا بجانب تحفيزها للشعيرات الدموية لكي تنقل المواد الكيميائية والماء بصورة سليمة بين خلايا الدم وأنسجته، ويأتي هذا الغاز تحديدًا من الجيوب الأنفية والمسالك التنفسية العليا، ثم يختلط بالهواء الداخل إلى الجهاز التنفسي فيصبح مزيجًا صحي جدًا، هذا على العكس من التنفس من خلال الفم فلا يوجد أي غاز يفرز ولا شيء يمتزج بالهواء الداخل للجهاز التنفسي، بل يدخل كما هو على نفس هيئته التي كانت في الجو، وأيضًا بنفس البكتريا والشوائب القادمة من أنفاس الآخرين وهواء المصانع الملوث، لذلك يتوجب على كل إنسان منا الانتباه لصحة جهازه التنفسي نظرًا لأهميته الكبيرة، فأي خطًا به من الممكن أن يؤدي للوفاة مع الوقت الطويل، فيجب علينا التنفس من الأنف وعدم الالتجاء للفم إلا في الحالات الضرورية والقليلة فقط.
تفاديًا للآثار السلبية التي تنتج عن التنفس من الفم
يعتبر التنفس من الأنف هو الأصل لإدخال الهواء للجهاز التنفسي بدون أي أثار جانبية أو عواقب سلبية، حيث أن التنفس من الفم يؤدي لحدوث العديد من الأعراض التي تضر بصحة الإنسان مثل ظهور رائحة كريهة من الفم نتيجة مرور الهواء المحمل بالغازات والبكتريا عن طريق الفم، وأيضًا مع بعض الوقت من التنفس عن طريق الفم يحدث جفاف في ثلاثة مناطق هامة وهم الأنف والحنجرة والفم، وذلك لأن الأنف والحنجرة لا يمر بهم الهواء لمدة ليست بالقليلة وبالتالي يحدث جفاف خطير يؤثر على الجيوب الأنفية والحنجرة، ثم الفم يحدث بها جفاف نتيجة مرور الهواء الغير صحي منها وهي لم يخلقها الله لكي يمر بها الهواء بل خلقت للأكل والشرب، وأيضًا من الآثار السلبية للتنفس عن طريق الفم عدم القدرة على التنفس بشكل صحيح وضيق الممرات التنفسية خلال النوم مما يؤدي إلى الشخير.
وأيضًا من الممكن أن تنتفخ المعدة نتيجة تنفس الفم، والإحساس بالملل وعدم القدرة على فعل أي شيء، هذا بجانب ازدياد هذه الأعراض لدى صغار السن مما يؤدي إلى أثار سلبية بعيدة المدى، لذلك يجب علينا التنفس من الأنف تجنبًا لهذه الآثار السلبية.
المحافظة على المعدل الطبيعي لنبضات القلب
يساعد التنفس من الأنف على المحافظة على المعدل الطبيعي لنبضات القلب، وذلك لأن التنفس وثيق الصلة بالقلب فعندما يحدث ضيق في التنفس يتأثر القلب بذلك، وأيضًا عند انخفاض درجة الحرارة أو ارتفاعها بسب الهواء الساخن جدًا أو البارد جدًا الذي يدخل عن طريق التنفس من الفم، يؤثر هذا أيضًا على القلب ومعدل نبضاته فمن الممكن أن يرتفع أو ينخفض وهذا أمر خطير، ولابد من استشارة الدكتور سريعًا منعًا لتطور الأزمة، ولذلك يفضل التنفس من الأنف نظرًا لدخول الهواء صحي ومفلتر عن طريق الشعيرات والجيوب الأنفية، ثم يصل للجهاز التنفسي والذي يرتبط بالقلب ويقوم بتغذيته حتى يعمل بصورة جيدة ولا تقل نبضاته عن ستين ولا تزيد عن مائة في الدقيقة الواحدة.
الإبقاء على حاسة التذوق على أفضل حال عند الاعتياد على التنفس من الأنف
يعمل التنفس من الأنف على إبقاء حاسة التذوق تعمل بصورة جيدة، وهذا حسبما ذكرت صحيفة الديلي ميل البريطانية منذ ثلاثة أعوام تقريبًا أن التنفس من الأنف يزيد من عمل حاسة التذوق بشكل جديد على عكس التنفس من الفم، وهذا ما تأكدنا منه بعد البحث المطول في هذا الأمر وذلك لأن الهواء عندما يمر بداخل الفم كثيرًا بالنسبة لمن يتنفسون من فمهم، ويكون محمل بالبكتريا والأتربة والشوائب الضارة يقلل من حدة حاسة التذوق، ويجعلها أقل سلاسة ولا تستطيع الإحساس الجيد بالطعام، وهذا الأمر يزداد مع كثرة التنفس من خلال الفم، وقد خلق الله لنا الأنف لكي نتنفس بها والفم لنأكل ونشرب به فعندما تختلط الأمور ببعضها يؤثر سلبًا بكل تأكيد، ولذلك يتوجب علينا جميعًا التنفس من الأنف دائمًا وعدم الالتجاء للفم إلا في الحالات النادرة أوقات ضيق التنفس والاحتقان وتكون على فترات بسيطة.
ختامًا
في الأخير يجب عليك معرفة أن ما ذكرناه في مقالنا هذا هو أنسب شيء لتفادي حدوث أي ضرر أو أثر سلبي قد يسببه التنفس من الفم، فعلينا استخدام كل حواسنا وفق ما وضِعت له من قبل الخالق عز وجل.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.
الكاتب: أحمد علي