التعرض للضوء الطبيعي للشمس من ضروريات الحياة لكل كائن حي، بينما في ذلك الإنسان، أينما كان يعيش، فكلما كان أقرب للقطب الشمالي زادت ساعات النهار وقلت ساعات الليل، والعكس كلما كان أقرب للقطب الجنوبي، نتيجة ميلان محور الأرض، وفي كل الأحوال تميل الكائنات الحية للحياة والحركة في ضوء الشمس، والنوم والهدوء في الليل، وبالنسبة للإنسان فإنه يمتلك ساعة بيولوجية، حيث يكون تأثير الضوء على الأدمغة البشرية بصورة طبيعية، ومن يخالف قوانين الطبيعة، سيعاني من الإرهاق والكسل وبعض الأمراض على المدى البعيد، والشعور بالحزن والاكتئاب والخمول، وفيما يلي الأسباب العلمية التي تفسر احتياج الجسم إلى التعرض للضوء .
انتظام الساعة البيولوجية
ساعة الجسم البيولوجية منتظمة بشكل دقيق، ولا تتأثر بالعوامل الخارجية، فلا يحتاج الإنسان فعليًا للتعرض للضوء حتى تعمل هذه الساعة، وإن حُبس في كهف مُعتم لأيام كثيرة ستظل الساعة تعمل بنفس الطريقة، وهي عبارة عن انتظام عمل هرمونات الجسم والوظائف الحيوية، فهناك هرمونات يتم إفرازاها أثناء النهار، وأخرى أثناء الليل، مما يعني أن أي اختلال يحاول الإنسان فيه عكس مسار يومه فإنه لن يستطيع، وكل ما سيتمكن من فعله هو حرمان الجسم من الوضع الصحيح الذي صُمم ليعمل فيه.
التعرض للضوء يعالج الأرق
في حال تعرض الإنسان للضوء الطبيعي بما يكفي، سينشط الدماغ، ويفهم أن الأنظمة المُسيطرة على الجسم في هذا الوقت، يجب أن تكون أنظمة اليقظة والنشاط، وبالتالي عندما يحل الليل ويخفت الضوء، يقوم الجسم تلقائيًا بالتحويل إلى وضع الهدوء والاسترخاء والنوم، عبر إفراز مادة الميلاتونين، وهذا أفضل علاج لمشكلة الأرق، لأن الجسم ينظم ساعات النوم بنفسه، ويقول عالم الأعصاب “ماثيو ووكر”، بأن الضوء الغير طبيعي الصادر عن الأجهزة الإلكترونية، لا يقوم بنفس عمل ضوء الشمس، ولا يقوم بتنشيط الجسم في الصباح بالشكل الكافي، أما التعرض للضوء مدة ساعة واحدة في الصباح، يساعد على الاسترخاء مساءً والنوم والتخلص من الأرق.
تحسين الحالة المزاجية
التعرض للضوء الطبيعي في الصباح يساعد على زيادة إفراز مادة السيروتونين، وهي المادة المسئولة عن الشعور بالسعادة، ما يرفع من الحالة المعنوية لدى الفرد، وهناك حالة طبية نفسية تدعى “اضطرابات عاطفية موسمية”، وهي تتزامن مع دخول الشتاء، حيث تقل ساعات النهار وتزيد ساعات الليل، ما يقلل من إحساس السعادة ويزيد من إحساس الحزن والاكتئاب.
تحسين صحة العظام
ينتج الجسم فيتامين “د” من خلال عدة عمليات تحدث في الكلى، وهذا الفيتامين ضروري لامتصاص معدن الكالسيوم والفوسفات من الطعام، لأنه يزيد من عمل الخلايا المسئولة عن الامتصاص في الأمعاء، بدونه لن يتمكن الجسم من امتصاص الكالسيوم، وبالتالي تدهور صحة العظام والأسنان، وبالنسبة للأطفال الصغار قد تحدث تشوهات في الهيكل العظمي نتيجة قلة الفيتامين، ولإنتاج فيتامين “د” يجب التعرض للضوء لطبيعي للشمس، حيث تمتص البشرة أشعة الشمس الطبيعية المفيدة ويتم تحفيز العملية، وعلى الأمهات أن تضع أقدام الأطفال الرُضع للتعرض لضوء الصباح الباكر، حتى يتم إنتاج هذا الفيتامين الضروري للحياة.
التعرض للضوء من مقومات الحياة الصحية السليمة، وإن كان الإنسان يعاني من حروق البشرة في الصيف، فيجب استخدام الكريم الواقي من الأشعة الضارة، للاستمتاع بالأشعة المفيدة.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.