الإسكندر الأكبر أو الإسكندر المقدوني أو الإسكندر الثالث أو أليكساندروس كلها اسماء تشير إلى شخص واحد، هو أشهر ملوك مقدونيا وأحد أبرز القادة العسكريين على مر العصور، وُلِد الإسكندر الأكبر في 356 ق.م وتوفي 323ق.م، ورغم إن فترة واليته كانت قصيرة نسبياً إلا إنه تمكن خلالها من تحقيق العديد من الإنجازات، التي بفضلها تم تخليد ذكراه في التاريخ وبموجبها اعتبر أحد أبرز وأشهر القادة العسكريين واستحق وصف الأسطورة الذي أطلقه عليه بعض المؤرخين.
لماذا الإسكندر الأكبر أسطورة عسكرية ؟
تم اعتبار الإسكندر الأكبر أسطورة عسكرية غير مُحتملة التكرار للعديد من الأسباب، من أهمها الآتي:
امتداد امبراطورية الإسكندر :
من أهم العوامل التي حولت الإسكندر الأكبر إلى أسطورة عسكرية وسياسية، هو إنه استطاع اجتياز كافة الحدود السياسية في عصره، وتمكن من أن يبسط يده على بقاع عديدة وشاسعة ليكون بذلك واحدة من أعظم وأشهر الامبراطوريات في التاريخ الإنساني. فقد امتدت الامبراطورية المقدونية في عهد الإسكندر الأكبر من البحر الأيوني المتفرع من البحر المتوسط بالغرب وحتى سلسلة جبال الهيمالايا من جهة الشرق، لتكون بذلك هي إحدى أكبر امبراطوريات العالم القديم من حيث المساحة.
الفترة الزمنية المستغرقة لبناء الامبراطورية :
ثاني العوامل التي ميزت الإسكندر الأكبر غلى غيره من العسكريين وقادة الجيوش في زمنه، هي المدة الزمنية التي استغرقها كي يقوم بتوسعة امبراطوريته وإتمام بناءها. فالإنجاز الذي حققه الإسكندر لم يقم به أي شخص خلال فترة ولايته، وبناء الامبراطوريات بهذا الحجم وذاك الامتداد كان عادة يتم عبر الأجيال المتعاقبة، بينما الإسكندر المقدوني فقد كان يتربع على عرش الامبراطورية الأضخم في العالم القديم بحلول عامه الثلاثين، ليكون الإسكندر المقدوني بذلك هو أصغر امبراطور في التاريخ بصفة مطلقة.
لم يُهزم قط :
أسباب الحروب عديدة ولكن تقريباً لم يخض الإسكندر الأكبر حرباً إلا بهدف التوسع ومَدّ حدود الامبراطورية المقدونية، التي بلغت ذروة قوتها تحت إدارته ومن ثم لم يجرؤ أحد على مهاجمتها أو التعدي على حدودها، أي إنه لم يكن يوماً في موقف المدافع، ذلك قد يجعل من الإسكندر الأكبر سياسياً محنكاً وعسكرياً بارعاً يجيد التخطيط وإدارة المعارك لكنه لا يجعل منه أسطورة عسكرية صعبة التكرار، ما يجعله أسطورة بحق هو إنه خاض عشرات المعارك خلال حياته وتقريباً لم يمض عاماً من حكمه دون أن يخوض حرباً ويفتح أرضاً جديدة ويضمها إلى امبراطوريته، ولكن رغم كل ذلك فإنه لم يهزم في أي معركة خاضها وهو أمر نادر الحدوث.
الإسكندر الأكبر سياسياً :
استقرار حكم الإسكندر الأكبر وتوسعه بهذه الدرجة لم ينتج فقط عن خبرته العسكرية وبراعته في التخطيط وإدارة المعارك وتوجيه الجيش، بل إن استقرار حكمه كان يعتمد على ركيزتين رئيسيتين هما الخبرة العسكرية والحنكة السياسية، فقد كان الإسكندر سياسياً بارعاً ودليل ذلك هو قدرته الفائقة على اجتذاب الشريحة الأكبر من أفراد الشعوب التي دخل أراضيهم، بما في ذلك مصر التي توجه فور دخولها إلى زيارة معابد آلهتها فاكتسب بذلك احترام شعبها وودها، وخلص نفسه من صورة الغازي الذي جاء يفرض سطوته على الأرض بالسيف والجنود، وظهر في صورة الحامي الذي جاء ليُشيد ويبني ويُعمر ومن أبرز أعماله في مصر على سبيل المثال إقامته مدينة الإسكندرية التي كانت أكبر مركز حضاري في العالم القديم والتي اتخذ منها عاصمة لمصر.