الإجهاض هو الشبح الذي يهدد حلم الأمومة والأبوة، وفي العقود القليلة الماضية ارتفعت نسبة التعرض لهذا الخطر بشكل ملحوظ، وبصفة خاصة حدوث الإجهاض بعد اكتمال نمو الجنين، أي إجهاض الأشهر الأخيرة من فترة الحمل، الأمر الذي دفع العلماء للتوقف أمامه، وإخضاعه للبحث بغية التعرف إلى العوامل المسببة لحدوثه.. فإلى ماذا أوصلتهم نتائج هذه الدراسات؟
أسباب الإجهاض بأشهر الحمل الأخيرة :
حدد العلماء مجموعة من العوامل التي تؤدي إلى حدوث الإجهاض خلال الثلث الأخير من الحمل، وجاءت متمثلة في مجموعة الأمراض يأتي إجهاض الجنين كأثر لها، ومنها التالي:
العدوى الفيروسية :
من أهم العوامل التي تؤدي إلى الإجهاض وخاصة بالأشهر الأخيرة من فترة الحمل، هو تعرض المرأة الحامل لخطر الإصابة بإحدى العدوات الفيروسية، وقد كشفت الدراسات إن ذلك العامل هو المسئول عن أكبر عدد من حالات إجهاض الجنين سنوياً، ولكن تلك النسبة تقلصت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، وذلك بفضل حرص النساء على إجراء الفحوصات الطبية الموصى بها قبل حدوث الحمل، وتعتبر الحصبة الألمانية من أخطر الإصابات الفيروسية خلال الحمل، وهي العدوى الفيروسية الأكثر شيوعاً، من بين كافة الفيروسات التي قد تسبب الإجهاض
الاضطراب الهرموني :
أيضاً من أخطر الأمور التي قد تواجهها المرأة خلال فترة الحمل، والتي قد تقود إلى حدوث الإجهاض ،هو التعرض لحالة من حالات اضطراب الهرمونات، والتي تنشأ -في المعتاد- كأثر جانبي للإصابة بمرض أخر، ومن الحالات المرضية الشائعة التي يصاحبها في المعتاد، الإصابة بواحدة من حالات الاضطراب الهرموني، الإصابة بأحد الأمراض المزمنة مثل مرض السكري، أو أن تكون الحامل تعاني من خلل ما في وظائف الغدة الدرقية
اختبار الأمنيوسنتيسيس :
الأمنيوسنتيسيس هو اختبار يجرى خلال فترة الحمل للاطمئنان على حالة الجنين، وذلك يتم عن طريق سحب عينة من سائل المشيمة، حيث يتم تحليله، للتعرف إن كان الجنين مصاباً بأي عيوب جنسية أو جينية، ولكن التجارب والدراسات التي أجريت حول ذلك الاختبار، أكدت إنه رغم فاعليته إلا إنه محفوف بالمخاطر، وذلك لأن الخضوع إليه يزيد من احتمال حدوث الإجهاض بالثلث الأخير من الحمل، وكون ذلك الاختبار اختبار تشخيصي، فإن الأطباء ينصحون بعدم اللجوء له إلا في حالات الضرورة فقط، وإذا رأى الطبيب ما يُرجح احتمالية أن يكون الجنين مصاب بتشوه جيني ما.
الأمراض الخطيرة :
الإجهاض يأتي في بعض الأحيان في صورة أثر جانبي لبعض الأمراض أو المشكلات الصحية، خاصة ما يندرج منها ضمن قائمة الأمراض الخطيرة، ومن أمثلة ذلك التعرض إلى الأزمات القلبية أو التعرض لأي من مشكلات عضلة القلب بوجه عام، إذ أن ذلك يحدث خللاً في الدورة الدموية بشكل عام، ويجعل حدوث الإجهاض وارد بنسبة كبيرة، كذلك من الإصابات والأمراض التي تزيد من احتمالات إجهاض الجنين عامة، وخلال الأشهر الأخيرة من فترة الحمل بصفة خاصة، هو حدوث خلل بأي من الأعضاء النبيلة بالجسم، وبصفة خاصة عضوي الكبد والكلى.
فقر الدم الانحلالي :
أيضاً من المخاطر الصحية التي تقود في أحيان كثيرة إلى حدوث الإجهاض ،هو إصابة المرأة الحامل بخطر فقر الدم الانحلالي أو فقر الدم المنجلي، وهي حالة صحية كثيراً ما تحدث بفعل العوامل الوراثية، وتؤدي إلى تكسر كرات الدم الحمراء، وبشكل عام فإن الإصابة بأي مشكلات متعلقة بالدم تزيد من فرص حدوث الإجهاض
وكل ما سبق ذكره من عوامل وراثية أو مرضية تقود إلى حدوث الإجهاض، لا يجعل من ذلك الخطر أمر مسلم به، ولكن ببساطة يمكن تلافي كل هذا باللجوء إلى الطبيب المختص في مرحلة الإعداد للحمل، وتوقيع الكشف الطبي اللازم لكشف أي خلل قد يؤدي لإجهاض الجنين، والعمل على علاجه، بجانب ضرورة الانتظام في توقيع الكشف الدوري خلال فترة الحمل، للكشف المبكر عن أي خلل مفاجئ قد ينشأ، ومن ثم الحصول على الرعاية الطبية اللازمة في الوقت المناسب.