علم الأرصاد الجوية هو أحد العلوم الهامة، حتى إن الحكومات في مختلف بلاد العالم تخصص فقرة تلفزيونية يومية لإعلام المواطنين بحالة الطقس، وهو ما يضعنا مباشرة أمام سؤال بديهي هو : لماذا تولي الدول اهتماماً كبيراً بـ الأرصاد الجوية ؟، وما مدى تأثر حياة الإنسان بحالة التقس؟ وكيف ينتفع بمعرفته المسبقة بأحوال الطقس وتقلباته؟
أهمية علم الأرصاد الجوية :
أهمية علم الأرصاد تنبع من اعتماد الإنسان عليه في العديد من جوانب حياته، وأمثلة ذلك عديدة، ومن بينها الآتي:
الزراعة :
علم الأرصاد الجوية من العلوم التي ترتبط ارتباط مباشر بمجال الزراعة، وذلك لأن بواسطة آلياته يمكن التنبؤ بالأوضاع المائية في نطاق معين على المدى البعيد، ويُتبع هذا النظام بشكل خاص في البلاد التي تواجه تحديات مائية استثنائية، تتمثل في المعاناة من الجفاف وندرة المياه، أو تلك التي تتعرض بصفة موسمية إلى فيضانات عنيفة، وبالطبع تتأثر الزراعة بتلك العوامل، وعليه فإن التنبؤ بها هو أمر بالغ الأهمية بالنسبة للمزارعين. كذلك مراكز الأرصاد الجوية تصدر نشرات دورية إرشادية وتحذيرية للمزارعين، فتخبرهم باحتمالية هطول الأمطار ومنسوبها وكذا مدى إمكانية هطول الثلوج أو الصقيع الربيعي، وذلك لاتخاذ الإجراءات اللازمة نحو حماية محاصيلهم.
حركة الملاحة البحرية :
أيضاً علم الأرصاد الجوية يرتبط ارتباط وثيق بحركة الملاحة البحرية، بل يمكن القول بأن الملاحة في البحار والمحيطات تعتمد اعتماد شبه كلي على إرشادات مراكز الرصد الجوي، إذ أن الدول الساحلية المُطلة على المسطحات المائية أو المتضمنة مجاري مائية، تقوم أجهزة الأرصاد بها برصد حالة البحر، للتعرف على حالة الرياح وشدتها واتجاهها وشدة ظاهرة المد والجزر وما إلى ذلك، وهو ما يُجنب أطقم السفن التعرض للعديد من المخاطر المحتملة، والدليل الأكبر على محورية الدور الذي تلعبه الأرصاد الجوية في حماية الخطوط الملاحية، هو إن لها صلاحية التصريح بالإبحار أو إغلاق الموانئ ومنع حركة الملاحة.
حركة الطيران :
كل ما سبق ذكره عن حركة الملاحة الجوية ومدى تأثرها بأحوال الطقس، فهو ينطبق أيضاً على حركة الطيران أو الملاحة الجوية، ومن ثم يكون علم الأرصاد الجوية ذو أهمية أيضاً بالنسبة لها، ويكفي القول بأن كل مطار جوي حول العالم يحتوي على مركز لرصد حالة الطقس، مسؤول عن توقع حالة الطقس والتعرف على مدى ملائمتها للطيران، وذلك محاولة لتجنب تعرض الطائرة لأي اضطرابات أثناء الرحلة، كما تقوم هذه المراكز بإمداد الطيارين بما يحتاجونه من معلومات عن حالة الطقس بشكل دوري خلال رحلتهم.
الخدمات العامة والمرور :
كافة بلاد العالم تمد مواطنيها بمعلومات حول حالة الطقس بشكل يومي من خلال ما يسمى النشرة الجوية، وذلك لأن الأرصاد الجوية تؤثر على حياة الإنسان بشكل عام؛ فبحسب الدراسات الإحصائية فإن النسبة الأكبر من حوادث الطرق تنتج عن اضطراب الأحوال الجوية، ولهذا فإن النشرة الجوية تقدم تحذيرات للمواطنين، تعلمهم من خلالها بالتوقيتات المناسبة للسفر على الطرق السريعة، وكذلك تعلمهم بالعوائق التي قد تواجههم من ضباب قد يحجب الرؤية أو ما شابه، وكذلك التحذيرات ذاتها تكون موجهة إلى الحكومة وأجهزة الدولة، فمثلاً إن كان هناك احتمالاً لهطول ثلوج بمنطقة معينة، فإن الأجهزة المعنية تستعد لكسح هذه الثلوج وإخلاء الطريق منها، كي لا يعيق حركة المرور على الطرق السريعة ويحد من نسبة الحوادث.
صحة الإنسان :
أخيراً وليس آخراً فإن حالة الطقس تؤثر بشكل مباشر على صحة الإنسان، وهذا يضيف فائدة أخرى إلى قائمة فوائد علم الأرصاد الجوية ،إذ أن العلم المسبق بحالة الطقس وتقلبات درجات الحرارة بين الفصول، يتيح للإنسان فرصة اتخاذ إجراءات الاحترازية للوقاية من أية أضرار محتملة، ابتداءً من اختيار الملابس المناسبة للطقس المتوقع، وقد يصل الأمر إلى تحذير الخبراء للمواطنين من مجرد مغادرة منازلهم، وذلك إذا كان الطقس يشهد حالة ارتفاع أو انخفاض شديدين في درجات الحرارة، مما قد يعرضه لمخاطر صحية جسيمة قد تصل إلى حد التسبب في الوفاة.