يأتي اصفرار الوجه على هيئة شحوب لونه أصفر ويكون مفاجئ وليس منذ الولادة، وينتج هذا الشحوب بسبب الكثير من العوامل المختلفة والتي لا بد من الكشف والاستقصاء عنها لكي نقف على ماهيتها وطريقة علاجها، فمثلا من الممكن أن تكون أعراض فيروسات كبدية في بدايتها أو تليف كبدي في نهايته، ومن الممكن أن تكون نقص حديد بالجسم مما يؤدي إلى فقر الدم الذي يظهر على هيئة اصفرار الوجه، وهناك أيضًا النحافة الشديدة ووهن الجسم، وخلل في نشاط الغدة الدرقية، والحمل، وقلة النوم، واستخدام المكياج بكثرة للنساء، والعديد من الأسباب الأخرى التي لا بد من الفحص والتدقيق للوقوف على السبب الرئيسي لهذا الشحوب، وذلك تفاديًا لأخذ أي أدوية خاطئة تؤذي بحياتنا وتعرضها للخطر، وأساسًا من الممكن أن يكون اصفرار الوجه هذا وراثة من أحد أفراد العائلة الأقربين، فلذا يرجى متابعة الطبيب قبل البدء في أخذ أي دواء، عامة نحن هنا سنتعرف على أسباب مشكلة اصفرار الوجه، فتابعوا معنا.
التعرض لأحد الأمراض الخطيرة
تحدث مشكلة اصفرار الوجه عند الإصابة بأحد الأمراض التي يصعب الشفاء منها مثل فيروسات الكبد، والتليف الكبدي، وداء السكري، ومرض الكلى المزمن، وأمراض القلب، هذه الأمراض عادة ما تسبب اصفرار الوجه وشحوبه بسبب عدم إيصال الدم بشكل جيد للوجه أو وهن الجسم وعدم قدرته داخليًا على تحمل المرض، وأشهر الأمراض المزمنة التي يظهر أثرها باصفرار الوجه هو فيروس الكبد الوبائي أو تليف الكبد، وذلك لأن الخلل الذي يحدث في الكبد يكون صعب التصرف فيه من قبل الجسم وبالتالي يلجأ لتخزينه بداخله حتى تظهر أثاره السلبية والذي منها اصفرار الوجه، وهذه الأمراض خطيرة للغاية ولا بد من الذهاب للطبيب وإجراء الفحص اللازم للتأكد من حقيقة الأمر، وذلك لكيلا يكون أحد هذه الأمراض ونحن نستهن به ومع الوقت تزداد آثاره حتى يتوغل المرض في جسم الإنسان ويتأكل ويزداد الطين بلة.
“الأنيميا” فقر الدم سبب من أسباب اصفرار الوجه
يعتبر فقر الدم من أكثر الحالات التي يتعرض لها الناس وذلك عند اتباع نظام غذائي خاطئ وغير مكتمل العناصر، وينتج عن فقر الدم هذا الكثير من الأعراض مثل الضعف العام والأرق والجفاف والمعاناة الشديدة في فصل الشتاء نظرًا لعدم قدرة الجسم على التكيف مع الوضع، وغيرها الكثير من الأعراض وأهمها اصفرار الوجه وشحوبه، وذلك لأن الجسم يكون في حالة افتقار شديد لكرات الدم الحمراء التي من المقرر لها أن تحمل الأكسجين الداخل من الأنف لتنقله إلى باقي أجزاء الجسم، ولكي نعرف إن كان اصفرار الوجه هذا بسبب فقر الدم أم لا علينا إجراء فحص أنيميا وإن قلت النسبة عن ثلاثة عشر للرجال وإحدى عشر للنساء فيوجد فقر دم ونحتاج للذهاب إلى الطبيب لكي يكتب لنا بعض الأدوية مع اتباع التعليمات الغذائية التي ستملى علينا.
الحمل وآثاره على النساء
من أسباب اصفرار الوجه وشحوبه هو الحمل وآثاره الشديدة على النساء، حيث أن أغلب النساء الحوامل إن لم يكن جميعها تعاني من ألم شديد في الشهور الأخيرة من فترة الحمل، وتظهر أعراض هذا الألم من خلال الدوار والصداع والقيء والحموضة التي تلازمهم طوال الوقت في المعدة، كل هذا مع تشارك الجنين لأمه في الغذاء الداخل إلى بطنها يؤثر تأثيرًا كبيرًا على صحة المرأة، ويجعلها في حالة ضعف ووهن تترجم لاصفرار الوجه وشحوب شديد الظهور على المرأة.
التعب الشديد وقلة النوم
يصاب الناس في بعض الأحيان بالتعب الشديد الذي ينهك الجسم بصورة كاملة ويجعله غير قادر على فعل أبسط الأشياء وذلك له الكثير من الأسباب مثل قلة الأكل أو الفيروسات الكبدية أو الإصابة بنزلات البرد الشعبية وغيرها من الأسباب التي تجعل الجسم في حالة خمول وتعب شديد، ويظهر آثار ذلك التعب على هيئة اصفرار الوجه وشحوبه بشكل ملحوظ مع عدم القدرة على أداء أغلب المهام اليومية بشكل كامل، وأيضًا قلة النوم له يد طائلة في ظهور مشكلة اصفرار الوجه وشحوبه، فالأشخاص الذين لا ينامون بصورة منتظمة وسليمة تظهر عليهم آثار الشحوب واصفرار الوجه، حيث أن الجسم يحتاج ما يتراوح بين الست إلى ثماني ساعات يوميًا، ومن المفضل أن تكون فترة النوم ليلية ومن الساعة العاشرة مساء وما بعدها، فقد أوضحت الدراسات الطبية أن النوم في الفترة الصباحية يعدل ربع الفترة الليلية، فمثلًا إذا نام الشخص ست ساعات ظهرًا يساوي ساعتين فقط من النوم الليلي، ولذا يتوجب علينا النوم بصورة جيدة ولمدة لا تقل عن الست ساعات يوميًا مع الأكل بصورة جيدة لتلاشي حدوث الإعياء وظهور مشكلة اصفرار الوجه أو شحوبه.
الفيروسات الكبدية
تعتبر الفيروسات الوبائية التي تضرب الكبد هي أخطر الأسباب لمشكلة اصفرار الوجه، حيث أنه عندما يصاب الإنسان بإحدى فيروسات الكبد مثل فيروس بي أو سي أو إيه تظهر الكثير من الأعراض على الجسم منها اصفرار الوجه بصورة ملحوظة، وعادة ما يأتي هذا الاصفرار في الحالاالنومت المتأخرة جدًا من الإصابة بالمرض أي قبيل ألتشمع أو التلييف الكبدي، ولذا على المريض سرعة الذهاب إلى الطبيب لإجراء الفحوص اللازمة ومعرفة ما المشكلة التي أدت لظهور هذه الأعراض، فإذا كانت تابعة لإحدى هذه الفيروسات وفي مراحل متأخرة فسيكون من الصعب جدًا القضاء على المرض أو الحد من هذا الاصفرار، ولهذا ينصح الأطباء بضرورة الكشف وإجراء الفحوص كل ستة أشهر على الأقل لمعرفة ما إذا كان الجسم أصيب بأي مرض أو مشكلة.
حيث أن المعرفة في البدايات تكون تساعد على تثبيط المرض والقضاء عليه بصورة كبيرة جدًا، وعادة ما تنتقل هذه الفيروسات الكبدية عن طريق الاتصال الدموي سواء بالحقن أو بماكينات الحلاقة والأمواس أو ما شابه، ويعتبر الاتصال الدموي هو أكثر الأسباب شيوعًا لانتقال الفيروس من شخص إلى أخر، ولذا علينا الاهتمام بأنفسنا بصورة دائمة وعدم استخدام أدوات النظافة الشخصية الخاصة بأشخاص آخرين، ومحاولة تجنب الاتصال الدموي مع أي شخص أخر مهما كان.
حدوث نزيف بالجهاز الهضمي
ينقسم نزيف الجهاز الهضمي إلى قسمين علوي وسفلي ولكن القسم العلوي هو الأكثر انتشارًا بين الناس، وهذا النزيف له الكثير من الأسباب مثل الإصابة بداء البواسير، التهاب القولون، تجلط الدم، السالمونيلا، الارتجاع المريء، وتظهر آثاره على هيئة اصفرار الوجه وشحوبه، والدوخة، والتشنج، والقيء، والبراز الأسود، وفي الغالب يكون النزيف المعدي غير خطير ويسهل القضاء عليه بواسطة بعض الأدوية التي سيتم كتابتها من قبل الطبيب المختص، وبالتالي بعد القضاء على نزيف الجهاز الهضمي تختفي آثار اصفرار الوجه وشحوبه وهذا ما نسعى إليه بكل تأكيد، ولكن في بعض الحالات يكون النزيف في المنطقة العلوية وتأثيره شديد للغاية وهذا ما يصعب على الأدوية القضاء عليه.
وهنا يلجأ الطبيب إلى إجراء عملية جراحية أو استخدام المنظار الطبي في سد هذا النزيف، وللتفرقة بين النزيف العلوي والسفلي فالعلوي يكون شديد ويصعب التنفس فيه، مع تقيؤ الدم في بعض الأحيان، والشعور بالإغماء وبعض الآلام بالصدر، هذه الأعراض تنم على أن النزيف في المنطقة العلوية من المعدة، وفي كلتا الحالتين يحدث اصفرار الوجه وشحوبه بصورة ظاهرة ولا نستطيع القضاء عليه إلا بعد إيقاف نزيف المعدة بصورة كاملة.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.
الكاتب: أحمد علي