اختراعات إديسون هي ما صنعت قامته وخلقت مكانته، وجعلت منه أحد أشهر المخترعين في التاريخ إن لم يكن الأشهر على الإطلاق، وذلك لأن اختراعات إديسون لم تكن الوحيدة لكنها الأهم والأكثر تأثيراً، فما هي تلك الاختراعات وما سر أهميتها؟
اختراعات إديسون وتأثيرها :
العديد من اختراعات إديسون لازلنا نستخدمها حتى يومنا هذا، صحيح أننا نستخدم نماذج أكثر تطوراً من تلك التي أبتكرها هو في أول الأمر، لكن في النهاية هذا لا ينفي حقيقة إن الثورة الصناعية والتكنولوجية التي يشهدها عصرنا، الفضل الأول فيها يعود إلى هذا المبتكر العظيم، ومن أمثلة ذلك ما يلي:
تقنية الإرسال الكربوني :
خلال الفترة ما بين عامي 1877م و1878م أحدث جهاز الإرسال الكربوني أو الميكروفون الكربوني، والذي هو أحد أوائل وأهم اختراعات إديسون طفرة في تكنولوجيا الاتصالات الهاتفية، والذي ظل يستخدم من قبل شركة بيل للهواتف حتى الثمانينات من القرن التالي، كذلك لفترة طويلة كان يستخدم في محطات الإذاعة.. حاول البعض نسب ذلك الابتكار إلى المخترع إميل برلينر، ولفترة طويلة كانت براءة اختراع هذا الميكروفون محل نزاع قضائي، إلى أن صدر الحكم في عام 1892م بنسب الاختراع إلى توماس إديسون.
توزيع الطاقة الكهربائية :
هل يمكن لأي منا تخيل حياته بدون وجود التيار الكهربي؟، بالطبع فإننا نعتمد اعتماد شبه كلي على هذه الطاقة، ومن هنا نتبين مدى أهمية وأثر اختراعات إديسون ،إذ إنه يعد أول من توصل إلى إمكانية توزيع التيار الكهربي، وكان ذلك في عام 1880م، في إطار خطة شركة إديسون للإضاءة لتوسيع انتشار المصباح الكهربي، فقام توماس إديسون بمشاركة مستثمري نيويورك بإقامة أول محطة توليد الطاقة الكهربائية، والتي تمكنت من توفير الخدمة لحوالي 59 عميل في أول أيام عملها، وبعد عامين فقط أي في عام 1882م، أقام أديسون المحطة الثانية والتي تعمل بالبخار في العاصمة الإنجليزية لندن.
الأشعة السينية :
رغم إن توماس إديسون نفسه تبرأ منها وطالب بعدم محادثته عنها، إلا إن في النهاية تبقى الأشعة السينية ضمن اختراعات إديسون وإن رفض هو نفسه ذلك، فهو من قام بتصميم وتنفيذ أو منظار لاستغلال الأشعة السينية في التقاط الصور الشعاعية، وأثناء إجراء التجارب على هذه التقنية الجديدة، تعرض مساعده كلارنس دالي لجرعة زائدة من الإشعاع توفي على إثرها، الأمر الذي أشعر إديسون بالذنب وصار يخشى التعامل مع الأشعة السينية فأهمل المشروع كلياً، ولكن في النهاية فإننا حتى اليوم لا نزال نستخدم التصميم الأول للمنظار، والذي تم تطويره وتنفيذه من قبل توماس إديسون.
المصباح الكهربي :
المصباح الكهربي لا يعد من بين اختراعات إديسون بالمعنى الكامل، بمعنى إنه ليس المبتكر الأول له، بل إن لمدة خمسة وسبعون عاماً قام العديد من العلماء بمحاولة إنتاج المصباح الكهربي، وبعض التجارب قد نجحت بالفعل لكنها لم تكن قابلة للتطبيق العملي، فالضوء المنبعث من تلك المصابيح البدائية كان شديد الخفوت، بجانب إن انبعاث الضوء من المصباح لم يكن يستمر لفترات طويلة، وحين جاء زمن توماس إديسون درس كافة التجارب التي سبقته، ثم قام بتطويرها لينتج أول مصابح كهربي يصدر ضوء متوهج، وعليه اعتبر العامة المصباح الكهربي من اختراعات إديسون ،خاصة وإنه أول من طور البنية التحتية الكهربائية، وجعل الطاقة الكهربائية متاحة للجميع.
التسجيل الصوتي :
الاستماع إلى مقاطع الموسيقى اليوم لا يتطلب أكثر من الاتصال بشبكة الإنترنت، أو استخدام هاتف جوال أو أي تقنية مشغل صوتيات مثل MP3 أو Ipod وغيرهما، ولكن هذه الابتكارات جميعها تمثل الحلقة الأخيرة في سلسلة طويلة الحلقة الأولى فيها اختراعات إديسون ،فهو أول من ابتكر جهاز استعادة الأصوات المُسجلة، والذي عُرِف باسم الفونوجراف أو الجرامافون، وفي ذلك الوقت أطلق العامة على توماس إديسون لقب “الساحر”، وذلك لأن فكرة استعادة صوت مسجل مسبقاً بواسطة آلة كان مستبعداً وشبه مستحيل.