منذ تولي الرئيس إيمانويل ماكرون لرئاسة دولة فرنسا ولا تتوقف حالة الجدل التي يُثيرها، فأنت عزيزي القارئ تعرف بالتأكيد الكثير من الرؤساء في الكثير من الدول، والتي منها بالتأكيد الدول الأوروبية الكبرى، لكن عندما يتعلق الأمر بالرئيس ماكرون على وجه التحديد فإن الإثارة تُصبح حاضرة وتجد نفسك بصورة تلقائية تمامًا متشوق لمعرفة المزيد عن هذا الرجل، خصوصًا وأن العصر المعلوماتي الذي نعيش به في الوقت الحالي لا يجعل من الصعب أبدًا معرفة أي معلومة مهما كانت، كما أن الانفتاح الإعلامي يجعلنا نعرف كل شيء في لحظة حدوثه، وهو بالضبط ما حدث في حالة الرجل الذي نتحدث عنه، فقد أثار جدلًا واسعًا منذ لحظة وصوله إلى أعلى قمة في السلطة الفرنسية، فلماذا يا تُرى؟ هذا هو السؤال الذي ننوي الإجابة عليه في السطور القليلة المُقبلة لنزيل الغموض عن هذا الرجل.
من هو إيمانويل ماكرون ؟
إيمانويل ماكرون الرئيس الفرنسي الحالي ومنذ حوالي ثلاث سنوات سابقة وقد تولى الرئاسة بعد فوزه على مرشحة وحيدة كان يُرجح أنها الفائز بهذه الانتخابات لكن ماكرون قلب كل التوقعات مثلما هو الحال فيما يتعلق بعلاقته العاطفية التي نشأت مع سيدة تكبره بما يقترب من ضعف عمره، أيضًا كانت مدرسه، لكن تتدرج الرجل في المناصب المختلفة وتوليه العديد من المهام الصعبة وقيامه بالقرارات الحاسمة تجعلنا نسأل ذلك السؤال الهام، لماذا يُثير ماكرون الجدل؟
لماذا يُثير ماكرون الجدل؟
الآن يأتي توقيت السؤال الأهم المُتعلق بأسباب إثارة الرئيس الفرنسي للجدل، فكما ذكرنا، ثمة الكثير من الرؤساء في هذا العالم وثمة الكثير من الجدل المُحاط بهم، لكن ماكرون على وجه التحديد ينجح في الاستحواذ على نصيب الأسد من ذلك الجدل لعدة أسباب أهمها كونه أصغر رئيس فرنسي مر على هذه الدولة العريقة.
لأن إيمانويل ماكرون أصغر رئيسي فرنسي بالتاريخ
عندما يتعلق الأمر بدولة مثل فرنسا فإنه غالبًا ما سيكون هناك نوع من الشوق لمعرفة التفاصيل المُتعلقة بهذه الدولة، فهي دولة كُبرى، دولة عظمى إن جاز الوصف، وبالتالي يشغلنا أمرها ونهتم بمعرفة أهم تفاصيلها، وربما أبرز تلك التفاصيل هي تلك التي تتعلق بالسلطة الحاكمة بها، فعندما تعرف أن الرئيس الفرنسي الحالي، وهو إيمانويل ماكرون الذي نتحدث عنه، قد تولى القيادة في هذه الدولة بسن يسبق الأربعين فبالتأكيد سوف يجن جنونك، إذ أن رؤساء هذه الدول غالبًا ما تبدأ أعمارهم من الخامسة والخمسين أو حتى الستين، بل ويُقال على هذا الرئيس أنه رئيس صغير السن، لكن ماكرون تمكن من فعلها في سن أقل بكثير، وهو أمر مفاجئ طبعًا ومثير للاهتمام بالنسبة لنا كعرب كما كان مثيرًا كذلك بالنسبة للفرنسيين، لكن هذا ليس كل شيء يتعلق بهذا الرجل، فثمة المزيد من الأسباب المثيرة.
تأسيس حزب سياسي في وقت غريب
القاعد تقول ببساطة أنك إذا أردت الصعود فيجب أن تأخذ طريق التدرج المنطقي والطبيعي، لكن إيمانويل ماكرون على العكس تمامًا، وفي أوج سلطته كوزير في عدة وزارات بحكومة الرئيس هولاند، قرر الاستقالة وترك العمل الحكومي الخدمي والاتجاه إلى العمل السياسي البحت، وقد جاء ذلك من خلال تأسيس حزب “إلى الأمام” في عام 2016، وهو حزب معارضة من المقام الأول مهد طريق الرئيس إلى السلطة وجعله يتقلد أعلى منصب في دولة فرنسا، هذا على الرغم من أنه في وقت استقالته كان هناك وصف له بالجنون، فقد ترك الرجل منصب الوزير في حكومة هولاند على الرغم من أنه كان مستقرًا في هذا المنصب ويضمن البقاء لفترة طويلة، لكن لاحقًا تبين أنه كان محقًا فيما خطط له، أثبت أنه سياسي من الدرجة الأولى.
الحصول على زواج غير طبيعي
لا يُمكننا بأية حالٍ من الأحوال التحدث عن إيمانويل ماكرون دون أن يأتي ذكر زوجته التي تُعتبر لغزًا كبيرًا من ألغاز حياته وأحد أهم القرارات المُثيرة للجدل بالنسبة له، فإذا كان الزواج من امرأة تكبرك بأكثر من ربع قرن أمر طبيعي ويُمكن أن يكون منطقي في أحيان كثيرة فإن شكل العلاقة والنهج الذي مضت من خلاله يجعلنا ننظر باندهاش إلى هذا الرجل الذي تزوج من زوجته العجوز بشكل رسمي في عام 2007، لكنه قبل ذلك دخل معها في علاقة حب عندما كان هو مُجرد طالب صغير في سن الخامسة عشر، وإليكم المفاجأة الكبرى، في ذلك التوقيت كانت زوجته الحالية هي مُدرسته في المدرسة التي نشأ بها.
الكثير من الأخبار تُشير إلى أن إيمانويل ماكرون قد طلب يد زوجته للزواج لأول مرة في سن الخامسة عشر عندما كان طالبًا لديها في المدرسة، ففي ذلك التوقيت كان هي في سن الأربعين وكان لها أطفال أكبر من ماكرون نفسه، بل كانت هناك صديقة لماكرون في نفس الصف هي في الواقع ابنة زوجته الحالية، لكن رغم كل ذلك مضى الأمر بهذه الطريقة المُثيرة وتزوج ماكرون في عام 2007 مع اشتراط زوجته عدم الإنجاب، وهذا ما لم يحدث حتى الآن بالفعل.
اتخاذ إيمانويل ماكرون العديد من القرارات المثيرة
بكل تأكيد كل رئيس بمقدوره اتخاذ ما يريد من قرارات، بعض هذه القرارات لن تكون متوافقة مع الأهواء وبعضها ستكون كذلك، لكن المثير في إيمانويل ماكرون أن أغلب القرارات التي قام باتخاذها يُمكن اعتبارها قرارات مُثيرة للجدل إلى حدٍ كبير، قرارات يغلب عليها الطابع الشبابي والحماس والقوة وربما المخاطرة، لكن في نفس الوقت لا يُمكننا وصفها بالقرارات الخاطئة لأنها ببساطة ليست كذلك، كل ما هنالك أنها عند ظهورها حصدت قدر كبير من الانتقاد وربما الانبهار الذي لا يصل إلى درجة الانتقاد، ثم بعد ذلك حدث التعايش معها بصورة طبيعية لأنها لم تكن كارثية أساسًا.
ختامًا عزيزي القارئ، ليس هناك شك طبعًا في أن إثارة إيمانويل ماكرون للجدل والحديث عن هذه الظاهرة لا تعني أبدًا أننا نتحدث عنه بشكل سيء أو نُقلل منه، ففي الحقيقة أغلب هذه الأسباب أسباب نجاح لا خلاف عليها، وكم نتمنى أن يكون في وطننا العربي نماذج قريبة من هذا الرجل ومميزة مثله.