إعادة التدوير هي السياسة الصناعية الجديدة التي بدأت الدول الكبرى على اتباعها مؤخراً، وفي ذات الوقت نجد المنظمات العالمية المعنية بشئون البيئة، توصي بضرورة الاتجاه إلى إعادة التدوير ،وأمام هذا وذاك كان علينا أن نتوقف، ونتساءل عن سر الاهتمام البالغ بعملية إعادة التدوير والحث عليه.. فترى ماذا يكون؟
فوائد عملية إعادة التدوير :
كشفت الدراسات إن عمليات إعادة التدوير لها فوائد جمة، سواء فوائد اقتصادية أو بيئية، ومن أمثلة ذلك:
مكافحة الاحتباس الحراري :
كشفت الدراسات العلمية والإحصائية إن عمليات إعادة التدوير ،ينتج عنها طاقة حرارية أقل بمقدار ثلاث مرات عن عملية التصنيع من البداية، ولهذا فقد بدأت منذ فترة الجهات والهيئات المعنية بشئون البيئة، بتوجيه الحكومات والأفراد إلى الاتجاه إلى إعادة التدوير ،والاعتماد عليه بشكل أساسي عوضاً عن عمليات التصنيع التقليدية، ورأوا إن تلك العملية هي واحدة من الوسائلة شديدة الفاعلية في مكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري، التي تشكل خطر داهم على سلامة بيئة كوكب الأرض، وخصوا بالذكر إعادة تدوير منتجات الألومنيوم والبلاستيك..
توفير الطاقة :
تأتي الدعوى إلى الاعتماد على إعادة التدوير والتصنيع، في سياق مجموعة الدعوات المنادية بضرورة توفير الطاقة، والاعتماد على الطاقة البديلة والطاقة الشمسية حفاظاً على البيئة، وذلك لأن إجراء عملية إعادة التدوير تستغرق وقتاً أقل، وبالتبعية إتمامها يحتاج إلى قدر أقل من الطاقة، مما يساعد على توفيرها واختزانها، ونتيجة لهذا وذاك فإن الانبعاثات المُلوثة للبيئة بنسبة كبيرة، مُقارنة بالانبعاثات التي تنتج عن مزاولة نشاط التصنيع التقليدي.
توفير المواد الخام :
من أهم وأبرز الفوائد المترتبة على الاتجاه إلى عمليات إعادة التدوير ،هو الاقتصاد في استخدام المواد الخام، وهو ما يشكل فائدة اقتصادية عظيمة سواء للأفراد أو الدول، فالتوفير في استهلاك مواد الخام سيؤدي بالضرورة إلى انخفاض تكلفة التصنيع، وبالتبعية يساهم في خفض أسعار السلع، مما يحدث رواجاً وانتعاشاً بالأسواق المحلية والعالمية، ويُمكن الجهات المُصنة وكذلك الدول بشكل عام من المنافسة في السوق العالمي، ويساعد في رفع معدلات صادراتها السنوية مما يرفع من حصيلة عائداتها التجارية، أي أن إعادة التدوير من الممكن أن تمثل مصدر هام للدخل القومي.
تقليل القمامة :
من العوامل التي تمثل خطورة داهمة على البيئة والطبيعة، وبالتبعية تعد من العوامل المهددة لحياة البشر، هو تراكم القمامة والمخلفات البشرية، ولكن الدراسات المتناولة لأثر عملية إعادة التدوير البيئي، وجدت إن الاعتماد عليها قد يساهم بشكل فعال في خفض نسب تراكم هذه المخلفات، وذلك لأن مواد مثل البلاستيك والزجاج والمعادن كالألومنيوم والحديد، تشكل نسبة كبيرة من مجموع المخلفات البشرية المتراكمة، ومن ثم فإن إدخالها مرة أخرى في مراحل التصنيع وإعادة تدويرها، سيحولها من مخلفات متراكمة بالغة الضرر إلى مواد خام متجددة، ذات فوائد بيئية واقتصادية عظيمة..
الحفاظ على الطبيعة :
ليست فقط المواد الخام المصنعة هي ما سيتم الاقتصاد في استهلاكها نتيجة إعادة التدوير ،بل إن المواد الخام الطبيعية أيضاً سينخفض معدل استهلاكها بنسبة كبيرة، ولعل النوع الثاني -أي المواد الطبيعية- أكثر أهمية من الأول، وذلك لأن خفض معدلات الاستهلاك للمواد الخام الطبيعية، يعني الحفاظ على سلامة البيئة وحفظ التوازن بها، فمثلاً الغابات المطيرة معرضة حالياً إلى خطر الانقراض، وذلك بسبب عبث البشر، والعمل على القطع الجائر لأشجارها بهدف الاستفادة من أخشابها كمادة خام، وتستهلك الأشجار بنسبة كبيرة في صناعة الورق، وقد وجدت الدراسات إن الولايات المتحدة تُخلف يومياً قرابة 40 مليون نسخة من الجرائد، أي ما يعادل قرابة نصف مليون شجرة، الأمر الذي يثبت إن إعادة التدوير لتلك الأوراق التي ينتهي بها الحال كمخلفات، قد يكون سبباً في إنقاذ الطبيعة وحماية الغابات الشجرية من الانقراض.