الأطباء يستخفون بشكوى ألم السيدات مقارنة بالرجال، ويتحتم على النساء الانتظار فترة أطول لحين الانتباه إليهن ومعالجتهن، وهذا بحسب الدراسات التي أجراها المعهد الوطني للصحة، وعدد كبير من الأطباء، بل وتحارب الكثير من السيدات حتى يثبتن أن ألمهن حقيقي، وهن لا يبالغن بوصف الألم، في الوقت الذي قد يؤدي هذا الاستخفاف إلى مضاعفات خطيرة على المرأة، وفي بعض الأحيان الموت، فيما يلي بعض الأسباب التي تجعل الأطباء ينتبهون إلى ألم الرجال بشكل أكبر من ألم السيدات ، ويستنكرون شكوى المرأة.
قلة في معرفة طبيعة جسد المرأة
الطب كان جاهلًا بطبيعة جسد المرأة واختلافه الكبير عن جسد الرجل إلى نحو 40 عام من الآن، لأن النساء لم تشارك في التجارب السريرية كما الرجال، على سبيل المثال، الأعراض التي تصف مرض معين عند الرجال، قد لا تصف نفس المرض عند النساء، وعندما تشكو المرأة بشكل متكرر من الأعراض، يعتقد الطبيب أنه كثيرة الشكوى وتبالغ، ويتأخر في تقديم التشخيص الصحيح، ولا يتعامل بجدية مع المرأة، أو يقوم بالتشخيص بعد طرح الأسئلة فقط، ولا داعي للقيام بالتحاليل اللازمة، في حين أنه نفس مرض الرجال، ولكن أعراضه هي التي تختلف بالنسبة للنساء.
أفكار خاطئة عن ألم السيدات
لدى أغلب الأطباء ثلاثة أفكار خاطئة ومدمرة، تجعلهم يتعاملون بجدية أقل مع ألم السيدات ، الفكرة الأولى، هي أن الرجل يشتكي أقل، وبالتالي ألمه حقيقي وخطير، والفكرة الثانية، هي أن السيدات تتحمل الأم بشكل أكبر من الرجل فلا داعي للقلق، والفكرة الأخيرة، هي أن النساء تشعرن بالألم في كل مكان، ولا يمكن لهن تحديد مكان الألم بدقة، وبالتالي هن غالبًا ما يبالغن، هذه الأفكار الخاطئة قد تؤدي بحياة المرأة للموت، الأمر الذي كثيرًا ما يحدث بسبب تأخر تشخيص أمراض مثل السرطانات والسكتات الدماغية.
تحيز ضد المرأة
منذ ظهور مصطلح “الهستيريا” في الطب النفسي، وارتبط بشكل قوي مع النساء أكثر من الرجال، نتيجة أنهن عاطفيات بشكل أكبر وكثيرًا ما تخرج مشاعرهن الفياضة، ومنذ ذلك الحين ويعتقد الكثير من الأطباء أن ألم السيدات يرجع عادة إلى التقلبات المزاجية والنفسية للمرأة، وقلة من يقومون بالفحص بجدية لاكتشاف ما إذا كان هناك مرض عضوي أم لا.
اختلاف أسباب الشكوى من ألم السيدات
عندما يصف الرجل ألمه ورغبته في العلاج فإنه يفسر الأمر بكونه غير قادر على العمل، وهذا الأمر يجعل الطبيب أكثر انتباهًا للحديث، لأن عدم مقدرة الرجل على العمل تعني أنه غير قادر على تلبية مصاريف الأسرة، بينما تشتكي المرأة وتفسر ألمها عادة بأنها غير قادرة على الاهتمام بالأطفال، وهنا يعتقد الطبيب بأنها تبالغ حتى تلقي بعضًا من المسئولية على الرجل، ويستخف بالأعراض والآلام، ويعطي للسيدة بعض المهدئات ويكتفي بذلك، وعليها أن تستمر في أداء مهامها المتوقعة منها.
هناك تاريخ طويل من الاستخفاف بـ ألم السيدات ، والتحيز ضد المرأة، وارتفاع فرص انتظار المرأة في المستشفيات مقارنة بالرجل، للعلاج من نفس الأعراض، قد يرجع الأمر إلى اختلاف تفسير الأعراض، أو اعتقاد الأطباء بالرجال بأن المرأة تبالغ، في كل الأحوال الأمر جدي وخطير، ويؤدي بحياة الكثير من السيدات.